عودة تدريجية للكفاءات العلمية المغتربة في الحسكة

الحسكة-سانا

مع عودة الأمان إلى ربوعها سجلت محافظة الحسكة في الأونة الأخيرة عودة العشرات من أبنائها المغتربين من ذوي الكفاءات العلمية الطبية ليضعوا أنفسهم وعلمهم في خدمة وطنهم وأهلهم ويسهموا بنهضة سورية الجديدة.

الكفاءات العلمية في المحافظة كما في كل سورية كانت هدفا للمجموعات الإرهابية خلال السنوات الماضية قبل اندحارها على يد أبطال الجيش العربي السوري فأمام حالات القتل والخطف والترويع والتهديد شهدت المحافظة نزوحا لهذه الشريحة جزء منها كان داخليا والجزء الآخر اختار الاغتراب.

بعد غربة دامت خمس سنوات عاد طبيب الأطفال ميلاد صباغ إلى مدينته القامشلي ليضع خبرته وعلمه بتصرف الأهالي.

صباغ الذي أجبرته الظروف الأمنية التي كانت سائدة عام 2013 على التوجه إلى كندا ورغم كل إغراءات البقاء فيها آثر العودة الشهر الماضي بعد التحسن الكبير الذي شهدته المحافظة أمنيا.

الطبيب صباغ قال لمراسل سانا: إنه على الرغم من الظروف القاسية التي تعرضت لها البلاد والتي دفعته للمغادرة إلا أن صورة الوطن ظلت ماثلة في ذهنه متخذا على نفسه عهدا بالعودة بأقرب وقت ممكن واليوم قوبل بالمحبة والاحتضان الصادق من قبل الأهل والأصدقاء ليعود سريعا إلى افتتاح عيادته.

ودعا الطبيب صباغ الذين غادروا خلال الأزمة إلى العودة لأرض الوطن وأهلهم ومحبيهم وأصدقائهم في ظل التحسن الكبير في الواقع الأمني للمحافظة أما المغتربون القدامى أو الذين لديهم ارتباطات عمل فيشير إلى أنه يترتب عليهم واجب دعم الوطن ماليا أو علميا أو ثقافيا وزيارته كلما تحين الفرصة والمساهمة جميعا في إعادة بنائه وإعماره.

سافرت جسدا وبقي عقلي وروحي معلقين في وطني ولو ملك أي مغترب كنوز الدنيا فلا يوازي ذلك حفنة تراب من أرض الوطن هكذا قال الطبيب موسى داوود الذي سافر إلى ألمانيا عام 2016 وعلى الرغم من حصوله على الإقامة هنالك إلا أنه اختار العودة.

ويضيف الطبيب داوود “لم أستطع التأقلم بعيدا عن بلدي وأهلي وأصدقائي وهذا حال معظم المواطنين المغتربين فذكريات الوطن والأهل تبقى رابطا قويا بينهم وبين وطنهم” مشيرا إلى أن التحسن الكبير في الوضع الأمني كان عاملا حاسما في قرار العودة.

الطبيبة وجدان عبد الحساني كانت تعمل في دمشق وعادت إلى محافظة الحسكة مؤخرا تقول: “رجعت لأضع نفسي في خدمة أبناء محافظتي لأنها بحاجتي أكثر من دمشق وتعاقدت مع المشفى الوطني بالقامشلي لأضع خبرتي واختصاصي الطبي في خدمة الأهالي والطلاب المتدربين”.

وتضيف الطبيبة الحساني: “الوطن بحاجة الى جهود أبنائه جميعا وهي رسالة أوجهها ليس فقط للأطباء المغتربين ولكن لكل من لديه خبرة أو كفاءة علمية أو عمل يفيد الوطن للعودة إليه والمساهمة في بنائه وإعادة إعماره وخدمته فوطننا بحاجة إلينا ويجب أن نلبي نداءه”.

الدكتور محمد رشاد خلف مدير الصحة أكد أهمية عودة الكوادر الطبية المغتربة في تعزيز الواقع الطبي والصحي في المحافظة الذي تعرض للاستنزاف خلال السنوات الماضية موضحا أن عدد الكوادر العاملة في مديرية الصحة سواء الطبية أو الفنية أو الإدارية كان خلال العام 2011 يقارب 3700 وتراجع العدد خلال السنوات الماضية إلى 2100 بينهم250 طبيبا.

نزار حسن