الباحث السوري سومر صالح.. يحصل على درجة الامتياز بماجستير الدراسات السياسية لعام 2014

دمشق-سانا

شاب سوري طموح أمضى سنوات حياته بالدراسة والبحث العلمي اهتم بالمجتمع السوري وهمومه فكتب عنه بأسلوب علمي واختار دراسة العلوم السياسة كرغبة منه فكان الخريج الثاني لدفعة 2009 وحصل على درجة الامتياز بماجستير الدراسات السياسية عام 2014 .. إنه الباحث الشاب سومر صالح.

نشرة سانا الشبابية التقت الباحث الشاب وحاورته عن رسالة الماجستير التي حملت عنوان يهودية الدولة في “إسرائيل” دراسة تحليلية في الاشكاليات الداخلية والخارجية حيث أكد سومر أن فكرة يهودية الدولة في الكيان الصهيوني ليست طارئة أو جديدة وانها هدف نشأ عليه هذا الكيان.

وأشار إلى أن هذه الفكرة جعلت إسرائيل ترفض تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم مضيفا.. ” أن الدراسة تبحث في جذور فكرة يهودية إسرائيل والتحولات التي صاحبت هذه الفكرة لاسيما مع مطلع الألفية الثالثة ثم دراسة ما قامت به حكومات الكيان الصهيوني المتعاقبة من تطبيقٍ فعلي لـ يهودية
الدولة والتي بدأت فعليا في عهد حكومة أرئيل شارون ومن بعده حكومة إيهود أولمرت والوقوف على أهم التداعيات الخطيرة التي تكرسها فكرة يهودية إسرائيل على أرض الواقع”.

وعن أهداف البحث أوضح سومر أنها تتمثل بالإجابة عن جملة تساؤلات من خلال اختبار الفرضيات البحثية وذلك للوصول إلى فهم واضح حول مسألة يهودية الدولة في إسرائيل وانعكاساتها الراهنة والمستقبلية على القضية الفلسطينية ومستقبل عملية السلام في المنطقة من خلال البحث في المتغيرات الداخلية
والخارجية التي أوجدت الحاجة في الكيان الصهيوني لإعادة تعريف نفسه على أنه دولة يهودية والإحاطة بأبرز المشكلات والتداعيات التي ترافق إعلان إسرائيل كدولة ورسم سيناريوهات تتعلق بمستقبل مشروع يهودية الدولة.

وتقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول أساسية وهي فكرة “يهودية الدولة” في سياقها التاريخي و”خطاب يهودية الدولة” وطبيعة الإشكاليات والتداعيات المتعلقة بإعلان إسرائيل “دولة يهودية”.

وأكد سومر انه للوقوف في وجه هذا المشروع الصهيوني لابد من وجود إستراتيجية متكاملة تنقسم إلى عدة مستويات اولها على المستوى الفلسطيني موضحا انه لا يمكن مواجهة الخطط والمشاريع الإسرائيليّة بشكل عام وفكرة يهودية الدولة بشكل خاص إلا بأوسع درجة ممكنة من التوافق والتفاهم الوطني الفلسطيني ولابد أن تنصبّ الجهود على بلورة إستراتيجية لإدارة الصراع مع الكيان الصهيوني ومنعه من تحقيق أهدافه المعلنة سواء فيما يتعلق بـ يهودية الدولة أم بتصفية المشروع الوطني الفلسطيني.

واعتبر سومر في دراسته أن المستهدف الأساس جراء طرح فكرة “يهودية الدولة” هم فلسطينيو العام 1948 وبالتالي لابد من الامتناع عن تقديم أي تنازلات تنال من صمودهم وتثبط من عزيمتهم في مواجهة التمييز العنصري الممارس ضدهم والذي ازداد ضراوة في الفترة الأخيرة عبر حزمة من القوانين العنصرية
الهادفة إلى فرض الترانسفير عليهم مؤكدا اهمية استمرار حالة المقاومة الشعبية بكافة أشكالها ضد العدو الصهيوني إلى حين رضوخه لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمكرسة بالقرارات الدولية ذات الصلة وعدم الركون إلى المفاوضات كسبيل وحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية الثابتة.

والمستوى الثاني بحسب الباحث هو المستوى العربي ففي ظل حالة الانقسام العربي الراهنة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على قرارات الدول الخليجية وعدد من الدول العربية الاخرى من الضروري التأكيد على مبدأين أساسيين يتعلقان بالقضية الفلسطينية هما رفض مبدأ توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية رفضاً قاطعاً والتمسك بالقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية كأساس وحيد لأي مفاوضات سلام شاملة في المنطقة مع الكيان الصهيوني.

والمبدأ الثاني كما يذكر سومر هو التصدي بحزم لمحاولات التطبيع التي تقوم بها بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني سواء عبر استضافة شخصيات “إسرائيلية” على المنابر الإعلامية العربية أو استضافة تلك الشخصيات في مؤتمراتٍ دوليةٍ على الأراضي العربية أو حذف خريطة فلسطين التاريخية واستبدالها
بخريطة تضم قطاع غزة والضفة الغربية فقط وهنا يشير الباحث إلى الدور المشبوه الذي تلعبه قناتا الجزيرة القطرية والعربية السعودية في هذا المجال.

ودعا سومر إلى تبني استراتيجية إعلامية مقاومة فلمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والعربي والدولي كما لمراكز الدراسات والبحوث ووسائل الإعلام دورها في التصدي لفكرة /يهوديو الدولة/ في الكيان الصهيوني عبر إيجاد حالةٍ من الضغط الشعبي والإعلامي لمنع الموافقة عليها بأي حال من الأحوال
اضافة لعقد حلقات البحث والنقاش للتحذير من مخاطر هذه الفكرة وآثارها السلبية.

وكان سومر شارك بمؤتمرات علمية في سورية منها مؤتمر الباحثين الشباب بكلية العلوم السياسية بجامعة دمشق وله مقالات سياسية في الصحافة الالكترونية وهو من مواليد طرطوس برمانة المشايخ عام1986 خريج كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق عام 2009 وله ثلاثة ابحاث علمية محكمة من جامعة دمشق.

رشا محفوض