الشريط الإخباري

الموج السياسي يضرب سفن ترامب.. و”قسد” يصيبها الدوار

تحت مظلة ما يسمى التحالف الدولي، وبذريعة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، غرزت أميركا مخالبها في المنطقة، وجاء معها عدد كبير من الدول، بينها العرجاء والمكسورة والمكرهة وماسحة الجوخ، والخانعة التابعة لسياسة واشنطن الرعناء،

فيما لم تدخر بعض الأنظمة الإقليمية والمستعربة جهداً لاعتلاء خشبة المسرح الأميركي، وكان المصفقون والمشجعون والمؤيدون للخطوة التي أقدمت عليها الإدارة الأميركية، بحجة محاربة «داعش»، فيما الحقيقة غير ذلك، وباتت معروفة للجميع، وخاصة أن التنظيم الإرهابي صنيعتها، وهي من نمّاه وكبره وساهم في تمدده وانتشاره، وبالتالي جاءت لحمايته لا لمحاربته، وأسلوبها الممنهج، والسلاح الذي زودته به، كانت شواهد حية على ذلك.‏

الولايات المتحدة نسيت أنه في نهاية المطاف لن تجري الرياح العدوانية، كما تشتهي سفن عنجهيتها وغرورها، لأنها ليست وحيدة في هذا العالم، وثمة قوى عظمى غيرها سوف تفرض إرادتها، وتجبرها على الخروج، ولن تكون محصنة بالقدر الكافي الذي يطيل أمد بقائها في سورية، سواء ادعت الانتصار على «داعش»، ولم يفدها البقاء، أم إذا اضطرت للغوص في قواميس الكذب للبحث عن حجج أخرى دفعتها للخروج، فالنتيجة واحدة، ما يؤكد السلوك المضطرب الذي تعانيه، نتيجة موج السياسة العالي الذي دوّخ مستشاريها وحكامها وساكني بيتها الأبيض المتعاقبين.‏

إعلان أميركا الانسحاب من الأراضي السورية، يؤكد إخفاقها في المجيء والمكوث والمناورة، وربما أدركت ولو متأخرة، أنه كما تم تحرير جميع المناطق ولاسيما المستعصية منها، لن يكون صعباً على سورية وحلفائها تحرير الأخرى، أو إجبارها على الخروج سواء كان ذلك بالقوة أم بالدبلوماسية، وبهذا قد تكون الرسالة عينها وصلت للنظام التركي بأن ينتظر الدور مكرهاً أم طائعاً، حيث زوارقه لن تقارن بالسفن الأميركية، وإذا كان موج الحلفاء ضرب سفن ترامب وأبعدها عن الشاطئ، فإن تلك الزوارق سوف يتقاذفها الموج ويبتلعها البحر السوري المتلاطم.‏

في الميدان بقيت عصابات « قسد» وحيدة، وتضيق أمامها الخيارات كثيراً، بعد أن راهنت على الأميركي، وتسببت في تمزيق النسيج الوطني الذي يشكل أكراد سورية جزءاً مهماً فيه، حيث دفعتهم تلك العصابات إلى اللجوء للدول المجاورة والأوروبية، واليوم ترمي بحملها على انسحاب داعمها الأميركي متهمة إياه بالخيانة، كيف لا وقد أصابها الدوار ولم تعرف كيف تتحرك ولمن تلجأ بعده، بعد أن أضحت محاصرة ومسألة القضاء عليها باتت تخضع للوقت، إذا لم تعد لرشدها وتسلم بالأمر الواقع، وتجنب المدن والقرى التي تتواجد فيها الكارثة، ولم يعد ينفعها حتى الاعتماد على ما يسمى بقوات عربية وكيلة قد تفكر أميركا بوضعها بدلاً عن قواتها، لأن الطرفين سيكونان هدفاً للجيش العربي السوري

بقلم حسين صقر

 

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …