وسط توقعات بنجاح قريب لاتفاق مخيم اليرموك.. الأهالي: عودتنا بداية الطريق نحو فلسطين

دمشق-سانا

يكاد حلم العودة إلى مخيم اليرموك لا يفارق قلوب ساكنيه وعقولهم وينتظرونه كبداية للطريق المؤدي الى أرض فلسطين وإلى حين العودة يحاولون لملمة ذكريات وأحلام احتضنتها بيوته وشوارعه وأحياؤه التي دمرتها وسرقتها المجموعات الارهابية التكفيرية وبعثرت صورها للمتاجرة بهم وبالقضية الفلسطينية.

وداخل المخيم ينتظر الأهالي الصامدون في منازلهم إنهاء الحصار الذي يفرضه المسلحون ليتمكنوا من تأمين حاجاتهم الأساسية واستعادة حياتهم الطبيعية وخارجه ينتظر المهجرون العودة إلى أحياء سرق منها التكفيريون الفرح والحياة قبل أن يسرقوا الأثاث والأموال ويجمع حلم عودة المخيم لأصحابه من في الداخل والخارج كما يجمعهم أمل العودة إلى فلسطين.

ويبقى الأمل معلقا على نجاح المبادرة التي تم الاتفاق عليها برعاية الدولة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الـ 14 والتي تتضمن إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين وإنهاء معاناة استمرت لأكثر من سنة ونصف السنة من التهجير القسري لسكانه من سوريين وفلسطينيين من قبل المجموعات التكفيرية الذي يعيد للأجيال الجديدة قصة تهجير عصابات الهاغانا الصهيونية للفلسطينيين عام 1948.

ولا يخفي أبو أدهم فرحه لمجرد سماع أخبار عن إمكانية نجاح الاتفاق والعودة إلى المخيم ويقول “لدي منزل ومحل مفروشات لكن أعتقد أن المسلحين لم يتركوا لنا شيئا وسرقوا ودمروا كل ما جاء بطريقهم ما يهمنا اليوم هو العودة وسنعيد بناء ما دمر بسواعدنا ونستعيد حياتنا وحقوقنا”.

وتأمل أم مصطفى أن يكون الكلام عن نجاح الاتفاق صحيحا هذه المرة لتعود مع عائلتها إلى المخيم وترى “أن المسلحين ومن يدعمهم ويمولهم ويدافع عن ممارساتهم يشبهون تماما العدو الإسرائيلي الذي هجرهم من وطنهم وقتل أبناءهم وادعى أنه صاحب الحق بالأرض”.

ويقول سالم الطالب الجامعي “سواء نجح هذا الاتفاق أم لا الحل لن يكون إلا بمبادرات محلية فالمجتمع الدولي الذي صمت عشرات السنوات عن حق الفلسطينيين ولم يتخذ أي إجراء ضد الاحتلال الإسرائيلي لن يحرك ساكنا من أجل إيجاد حل لمعاناة أهالي مخيم اليرموك”.

ويرى مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدمشق السفير أنور عبد الهادي “أن الحل يحتاج إلى إرادة ومصداقية وهي متوفرة لدى منظمة التحرير والحكومة السورية لكن على الأطراف الأخرى أن يتحلوا بذات الإرادة والمصداقية لإنهاء معاناة أهالي المخيم من سوريين ولاجئين فلسطينيين شردوا من منازلهم” ويضيف “نحن متفائلون إلى حد ما لكننا حذرون ولا نريد التسرع حتى يتم التأكد من تنفيذ الاتفاق ولا يمكن ذلك قبل أن ندخل إلى المخيم”.

ويوضح عبد الهادي أن الاتفاق يضمن إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين وتسوية أوضاع من يرغب منهم بالاستفادة من المرسوم رقم 22 لعام 2014 القاضي بمنح عفو عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 9-6-2014 ليتم بعده العمل على رفع الحواجز وإزالة الأنقاض والسواتر الترابية والألغام ودخول ورشات الصيانة من كهرباء وماء وغيرها تمهيدا لدعوة الأهالي إلى العودة إليه وبدء مؤسسات الدولة بالعمل بعد ضمان أمنه.

واستطاعت الحكومة السورية والفصائل الفلسطينية والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا والجهات الإغاثية في عمليات إدخال 26645 سلة غذائية و2943 سلة صحية إلى المخيم وإخراج الحالات المرضية الحرجة للتخفيف من معاناة أهالي مخيم اليرموك إضافة إلى تمكين طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة من تقديم امتحاناتهم وعودتهم إلى المخيم بعد انتهاء الامتحانات.

ويرمز مخيم اليرموك الذي أنشئء عام 1957 إلى حق العودة إلى فلسطين ويتميز بذلك عن تجمعات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى في سورية ولا يقتصر سكانه على اللاجئين الفلسطينيين فقط بل يضم عددا كبيرا من السوريين ويشمل عددا من المستشفيات والمدارس وثانويات حكومية وأكبر عدد من مدارس الأونروا.

تقرير خالد طلال

انظر ايضاً

توزيع 2000 سلة صحية جديدة على أهالي مخيم اليرموك المهجرين بريف دمشق

دمشق-سانا بدعم من الحكومة السورية وبإشراف اللجنة العليا للإغاثة واصلت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب …