(تفاحتي وقد سرقتها).. مجموعة شعرية نثرية لرماح بوبو

دمشق-سانا

تنساب كلمات النص النثري في مجموعة تفاحتي وقد سرقتها للشاعرة رماح بوبو كجرح ينزف تصاوير مرسومة بالكلمات لتفيض شاعرية وبهاء مهدية قصائد مجموعتها لوطن مبحوح الصوت ويغني وإلى زهرتي النار طفلتيها اللتين شبتا في حضن الحرب.

ذلك الإهداء الذي يشكل القصيدة الأبهى لأنه يختصر أوجاع الشاعرة والوطن في طفلتيها وكل أطفال سورية الذين تفتحت براعمهم بحضن الحرب فعلمت بهم وعلمتهم دروسا ستكون ايقونة ومنارة لهم في بناء المستقبل.

وتوجز بوبو تبعات تلك الحرب التي جرها الإرهاب وصانعوه على بلدنا والاثار النفسية والاجتماعية التي سببها لشعب بكامله كما في قصيدة انتهت الحرب..

 “الآن نستطيع أن نلعب في حاكورة الخراب

كما يليق بناجين من مجزرة”.

قصائد بوبو مليئة بالقيم الإنسانية النبيلة يفوح منها الجمال والحب نسجتها بأصابع فنانة تجيد العزف على أوتار اللغة والرسم بالحروف لتسفر عن لوحة جميلة مفعمة بالحب قوامها الكلمات كما في قصيدة حب ..سأحتفل بك ايها الحب.. سأولم ليلك مرجا.. وأغنيات أحل ضفائرها من حواشي كتبي.. وأرشفها على تكاياك مطرا.

بوبو تجعل من القصيدة كاميرا تصور حالات إنسانية نعيشها جميعا لتلخصها في بضع كلمات تشبه قصيدة الومضة أو القصة القصيرة جدا ليبتسم القارىء ويقول.. نعم هذا ما حدث معي ذات مرة أو ذات عشق كما في قصيدة مهربة.. سأهرب له قصيدة.. ذاك الذي لا يعرف أحد مكانه.. فإذا فاجأه حلم قارس.. أو لدغته مكيدة.. عندها سيفرد الحروف بلسما.

قلة من شعراء النثر يستطيعون أن يحركوا وجدان القارىء وخياله ويحلقوا إلى فضاء عال بحيث يجبروننا على الاعتراف بشاعرية قصيدة النثر وشرعيتها رغم غياب الوزن والقافية ورماح بوبو واحدة منهم.

يقع الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 199 صفحة من القطع الوسط ويذكر أن الشاعرة بوبو مهندسة ميكانيك من جامعة تشرين صدر لها ديوان البحر يبحث عن أزرقه عن دار ديار في تونس ولها مشاركات في الصحف السورية والعربية.

بلال أحمد

 

انظر ايضاً

لجنة الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعلن انتهاء عملية التصويت وبدء عملية فرز الأصوات

طهران-سانا أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الوطنية الإيرانية محسن إسلامي عن انتهاء عملية التصويت، وإغلاق …