أميركا تناور لقطع ممر الشرق الاستراتيجي.. والأدوات تراهن على سقوط “سوتشي” – صحيفة الثورة

هدف أميركا وحلفائها قطع الممر السوري الاستراتيجي إلى الشرق، وهدم جسور التعاون مع روسيا، وهذا ما يسعون إليه منذ بدء حربهم الإرهابية، حيث باتت العلاقة بين سورية وروسيا وإيران والعراق كابوساً يقض مضاجع أولئك، ويدفعهم لوضع العراقيل بوجه الحلول المطروحة لإحلال السلام في المنطقة، وإبقاء الأوضاع على ما هي عليه إلى أجل غير مسمى.‏

فمن نافذة تأزيم الموقف والقضاء على اتفاق سوتشي تطل الأدوات الأميركية، وفي مقدمتها النظام السعودي برأسها مرة أخرى، ومن بوابة رفضها لفكرة سيطرة النظام التركي على «النصرة» تمد يدها لإرهابيي التنظيم، غير مدركة أن الجيش العربي السوري لا يزال معتلياً القمم ليراقب أي تحركات، فيما دفاعاته الجوية تحرس إلى جانب روسيا السماء، لقطع الطريق على أي عدوان محتمل، ودفن أحلام أصحابه.‏

أقطاب منظومة العدوان بممارساتهم تلك يظنون أنهم سوف يُشبعون بطون مرتزقتهم، ويفرضون عليهم السطوة من جديد، عبر التحايل لإنقاذ خريف إخفاقاتهم، متناسين أن طبول المعارك قد يعلو ضجيجها في أي لحظة يتم فيها إعلان وفاة الاتفاق المنشود، وأن إدلب سوف تخلع زنار التطرف الوهابي.‏

يتناسى أولئك أن إدلب اليوم تحرق أوراق أردوغان، وتثير حماس الرياض لحماية «النصرة»، في وقت تميط فيه روسـيا اللثام عن دور واشـنطن باستمرار العرقلة، عبر تشتيت الانتباه نحو شرقي الفرات، والدواعش الذين تنقلهم من سورية إلى العراق وبالعكس، لملء شواغر اللصوصية المتوافرة لديها، ويتناسون أيضاً أن المدينة ومحيطها ليست في اليد السورية وحسب، بل في القلب والعمق، وتريث الدولة السورية عن استعادة السيطرة عليها، فقط لحقن الدماء، ولتفويت الفرصة على الولايات المتحدة وأتباعها، والحيلولة دون إعطائهم المسوغات الجاهزة المفبركة التي يعملون عليها وتوزيع الاتهامات شمالاً ويميناً، وخاصة بعد تنطح بعض الحكومات الغربية للتدخل أيضاً خوفاً من عبور الإرهابيين الهاربين من المعارك التي ستحصل عبر تركيا إلى أراضيها.‏

خرق العصابات الإرهابية لبنود الاتفاق وعدم امتثالهم للأمر الواقع، يؤكد مضي داعميهم قبل مضيهم خوض غمار حرب خاسرة، لن يحققوا منها أكثر ما تحقق لهم طوال نحو ثماني سنوات، وهي الهزائم المتكررة والتقهقر والموت.‏

بقلم: حسين صقر