“عين العجوز” في وادي النضارى لا تزال آثارها حتى اليوم

ريف حمص-سانا

في ريف حمص في قلب وادي النضارى وعلى سفح الجبل تتوضع قرية عين بصومع المعروفة حالياً باسم عين العجوز والتي تتشابه في طبيعتها الرائعة وتوزع بيوتها وترتيبها التي فرضته تضاريس البيئة الجبلية مع جاراتها من باقي قرى الوادي.

وتبعد القرية حوالي 52 كيلومتراً عن محافظة حمص وتشترك أراضيها مع قرى الحواش والقلاطية والناصرة لدرجة يصعب التفريق بينهم.

وعلى الرغم من اختلاف تسمية القرية ونمط توزع بيوت القرية بين الماضي والحاضر إلا أن بعض بيوتها بقيت محافظة على التراث المعماري القديم وأهلها ما زالوا أوفياء للعادات والتقاليد التي اشتهروا بها منذ القديم وتوارثوها من جيل لآخر.

ويقول السيد جوزيف شحود وهو من سكان القرية لنشرة سياحة ومجتمع: “إن القرية الأثرية القديمة كانت متوضعة على ضفة نهر راويل وهي تعود بحسب علماء الآثار الذين نقبوا في آثارها إلى الألف التاسع قبل الميلاد وهذا ما أكدته أيضاً اللقى الأثرية التي عثروا عليها في القرية القديمة والكنيسة الأثرية الخاصة التي لا تزال حتى الآن آثارها خاضعة لعمليات الاكتشاف والتنقيب” مشيراً إلى أن أبناء القرية اضطروا أيام الاحتلال العثماني لترك منازلهم على ضفة نهر راويل والانتقال للعيش على سفح الجبل المتصل بسلسلة جبال الساحل السوري .

أما بخصوص تسمية القرية القديمة يوضح شحود أن كلمة بصومع التي عرفت بها القرية قديماً والتي لا يعرفها الكثيرون من أهل القرية وأهالي باقي القرى هي لفظة سريانية ومعناها بيت الصومعة مكان وضع وتخزين الحبوب حيث تغيرت لدى انتقال أهل القرية للعيش على سفح الجبل فأصبح اسمها الجديد عين العجوز نسبة إلى نبعة الماء الموجودة في أول القرية .

أما بيوت القرية فيقول شحود: “إنها كباقي قرى وادي النضارى متدرجة من سفح الجبل إلى قمته وهي اليوم أخذت طابعاً معمارياً متطوراً مواكباً لأحدث تقنيات فنون العمارة الجديدة باستثناء بعض البيوت التي لا تزال تحافظ على الطراز المعماري القديم والتي رمم أغلبها ومنها الكنيسة التي تعود لعام 1900 م إضافة إلى وجود جسر قديم بالقرب من نبعة الماء .

ويشير شحود إلى أن القرية تعتبر سياحية بامتياز وفيها العديد من المرافق السياحية والمطاعم حيث سعى المغتربون من أهل القرية لدعمها لتبقى قريتهم مقصداً لهم ولكل محبي الطبيعة والبحث عن الهدوء وراحة البال .

ويتابع شحود أن أهل القرية يتمتعون بنسب تعليم مرتفعة وهم أيضاً يعملون في الزراعة والصناعة والتجارة وقد قاموا بتشييد العديد من المنشآت الصناعية الضخمة كما تحوي القرية مدرسة حلقة أولى تعليم أساسي ومشفى.

وتشتهر قرية عين العجوز بزراعة الحبوب والحمضيات والزيتون وكروم العنب إضافة إلى زراعة الخضراوات التي أصبحت رائجة في الفترة الأخيرة كنوع من الاكتفاء الذاتي.

وتشكل البيئة الزراعية للقرية ككل منظراً طبيعياً ساحراً فيه الأزهار والأشجار المثمرة والحراجية والتي اكتسبت وجودها ونضارتها لقربها من نهر راويل الذي ظل وفيا لها يسقيها من مياهه لينعم أهل القرية الذين يتمتعون بالطيبة وحسن الاستقبال والوفاء للعادات والتقاليد التي توارثوها وتشاركوا فيها مع أهالي قرى وادي النضارى في الأفراح والأحزان.

مي عثمان

انظر ايضاً

“تاريخ جبلة وآثارها” كتاب يوثق لعروس الساحل السوري بماضيها وحاضرها

دمشق-سانا يشير الكاتب ابراهيم خير بك في كتابه “تاريخ مدينة جبلة وآثارها” إلى أن مدينة …