“أحكي لكم “كتاب الكتروني للدكتورة الأديبة ريم هلال

اللاذقية-سانا

أطلقت الأديبة الدكتورة  ريم هلال  قبل أيام كتابها الالكتروني الثالث أحكي لكم و الذي يشكل قفزة جديدة في مسيرتها الإبداعية و الحياتية على حد سواء فهي بهذه الخطوة تستكمل مسيرة التحدي والإبداع التي بدأتها منذ لحظة ولادتها يوم حتم عليها القدر أن تولد كفيفة البصر لكنها لم تستكن للإعاقة بل حولتها إلى مسار تحد و إرادة فواصلت مسيرتها الدراسية محققة أعلى الدرجات العلمية و التي أصبحت من خلالها أستاذة في قسم اللغة العربية في جامعة تشرين كما أذهلت الآلاف من متابعي نتاجها الأدبي الذي ضم عددا من الكتب الفكرية والأدبية و النقدية المهمة.

وحول إصدارها الالكتروني الجديد أوضحت الدكتورة  هلال أن الكتاب يضم مجموعة من القصص القصيرة جدا و التي نقلت أحداثها من أرض الواقع فجميع القصص الواردة في الكتاب حقيقية حدثت مع أناس موجودين في محيطها أو وصلت إلى أسماعها عبر الأصدقاء و هي أحداث قد تمر على الإنسان العادي فلا يمتلك أدوات التعبير عنها او إنها ربما تمر عليه مرور الكرام لكن الأمر يختلف بالنسبة للأديب و المفكر القادر على قراءة ما هو قابع في العمق.

وأضافت “عادة يقوم القاصون بتأليف حكاياتهم من نسج الخيال معتمدين ربما على فكرة خطرت في بالهم أو حدث من أرض الواقع أوحى اليهم بالكتابة لكنني تعمدت ان أخرج عن المألوف فلا استلهم الأحداث في هذا الكتاب بل أنقل القصص التي حدثت فعليا و كان فيها من العبر ما يستحق الكتابة فإذا ما نظرنا حولنا ورصدنا مشاهداتنا الحياتية سوف ندرك أن الواقع أغنى من الخيال بدرجة كبيرة”.

وأشارت  هلال  إلى أن السمة الإبداعية في الكتاب الذي نشرته على موقعها الالكتروني تكمن في خصوصية الأسلوب و الطرح و القدرة على التقاط الأفكار النوعية مما تحمل في طياتها دروسا حياتية مهمة فقد تفحصت الواقع جيدا و تمكنت من جمع عدد كبير من القصص الإنسانية ذات المغزى العميق والبعد الوجداني المؤثر لتقوم بعد ذلك و من خلال حرفتها الأدبية ان تصوغ هذه الحكايات الواقعية بحبكة أدبية تعكس أسلوبها الأدبي.

أما بالنسبة لأسباب اختيارها للنشر الالكتروني فاشارت الى ” أنها تميل الى هذا الشكل من النشر لأنه يجنبها صعوبات التعامل مع دور النشر الورقية فهي تعتبر ان معظم أصحاب دور النشر هم أسوء قراء للأدب لانهم يتعاملون معه كسلعة يبتغون من خلالها الربح فقط و لذلك فإن كثيرين منهم يقومون بابتزاز الأديب لاهداف مادية بالاضافة الى وجود الكثير من مساوئ النشر الورقي على المستوى الفني و التقني”.

وتابعت ” يهمني في النشر الالكتروني ما يوفره لي من قدرة على إيصال أفكاري و نتاجي الأدبي إلى أقاصي الأرض ليطلع عليه عدد غير محدود من البشر في حين تبقى النسخ الورقية محدودة و يصعب تسويق العديد من الكتب الأدبية التي تصدر بين الحين و الآخر و لذلك فإنني أعتبر موقعي الالكتروني بمثابة دار نشر
خاصة بنتاجي و ملاذ آمن يوفر لي الكثير من الراحة النفسية و المعنوية و يجنبني ظلم دور النشر الورقية”.

وأكدت الدكتورة  هلال  أن مواصلتها لمسيرتها الإبداعية التي انطلقت بها في وقت مبكر و بتحفيز من والدها هو محاولة لتشجيع الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة على استثمار إمكاناتهم و قدراتهم الكامنة كما أنها تأكيد لهذه الشريحة على قدرة الانسان مهما كان ظرفه الحياتي و الصحي على الإنتاج والإبداع و تسجيل بصمة خاصة به في أي من مجالات العمل و الفكر و الحياة.

وقالت الأديبة إن “الكثير من قصصها تصور حجم الألم الذي أفرزته الأزمة السورية الراهنة و إن كان الحدث لا يرتبط مباشرة بها فهي تكتب بطريقة إيحائية لتحكي عن الألم والصقيع و النار التي تنتشر في الأرض فمن الطبيعي أن يتأزم الإنسان عموما لما يحصل على الأرض و الاديب ربما يكون أكثر حساسية لكل المشاعر المرتبطة بهذا الإرهاب الحاقد”.

والأديبة هلال من مواليد اللاذقية العام عام 1960 وهي خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1983 وحصلت على الدكتوراه 1998في العام من جامعة تشرين كما أن لديها عددا من الكتب الفكرية منها العرافة الصادر عن وزارة الثقافة في العام 1995 و مجموعة نثرية بعنوان مفكرتي صدرت في العام 2009 بالاضافة الى عدة مجموعات شعرية منها كل أفاقي لأغنياتك و اسمي والأرض  و مئة ورقة و ورقة وتساؤلاتي وبين شرفتي والبحر إلى جانب كتاب نقدي بعنوان حركة النقد العربي الحديث و كتاب حول سيرتها الذاتية بعنوان البصر والبصيرة  صادر في العام 2002.

رنا رفعت