عمرو بن بحر الجاحظ.. إبداعات في التصنيف والتأليف.. كتاب جديد يضيء على مسيرته ويحتفي بإبداعاته

دمشق-سانا

يسعى الدكتور طالب عمران من خلال كتابه الجديد “عمرو بن بحر الجاحظ ابداعات في التصنيف والتأليف” إلى إلقاء الضوء على سيرة هذا العالم الكبير ودوره في علم التصنيف الحيواني.

ويؤكد عمران في كتابه الصادر عن منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة أعلام الناشئة أن الجاحظ كان يعيش الأمور بمقياس العقل حيث رد عددا كبيرا من آراء أرسطو أو الآراء المنسوبة إلى هذا الفيلسوف الإغريقي كالقول بوجود حية برأسين والقول بحجر تحت عرش ملوك اليونان يشفي من لدغة العقرب.

وبين عمران أن الجاحظ تميز باعتماده على الأسلوب العلمي حيث انه لم يقبل بالأوهام والخرافات والشعوذة التي لا يسندها الدليل القاطع والتي قبلها كثيرون ممن عاصروه بل كان يهزأ بمن يقبلها على علاتها وكان بحثه يعتمد على أسلوب التجريب العلمي والشك الذي يقود إلى المعرفة الحقة.

وأشار إلى أن الجاحظ كان وهو يعد كتابه الحيوان يدقق الملاحظة حتى يصل إلى الحقائق الثابتة و أنه يتحقق من نظرياته العلمية عن طريق التجربة والخبرة وفي الوقت الذي ادعى فيه علماء الغرب بأنهم اكتشفوا أن التنفس يكون من المسام في الجلد أيضا ولا يقتصر على الرئتين فقط فإن الجاحظ أكد هذه المعلومة قبلهم بقرون قائلا لولا أن تحت كل شعرة وزغبة مجرى تنفس لكان المخلوق يموت مع أول حالات الخنق.

ولم يغفل عمران الحديث عن السيرة الذاتية للجاحظ مبينا أنه كان طفلا دقيق الملاحظة يستفيد من وقته في التأمل والتفكير رغم انه كان فقيرا جدا وبدأ اهتمامه في التصنيف الحيواني منذ صغره حيث قرأ مؤلفات أرسطو عن هذا الموضوع وفضل البحث والدراسة على البيع والتجارة وتحدى مجتمعه حتى أصبح عالما كبيرا.

وتوقف عمران عند كتاب الحيوان المؤلف من أربع مجلدات مشيرا إلى أنه يبحث في غرائز وخصائص الحيوانات وكيفية التعامل معها وتعاملها مع بعضها وهو موسوعة علمية شاملة غزيرة بالمعلومات.

ويبين عمران أن كتاب الحيوان يعرض أنواع الحيوانات وخصائصها وسلوكها بناء على الخبرة والتجربة والمشاهدة مشيرا إلى أن الجاحظ هو المؤسس الأول لعلم الغرائز وليس بافلوف الروسي.

ويلفت عمران إلى دور رحلات الصحراء في توسيع مدارك الجاحظ حيث استطاع من خلالها تسقط الأخبار والطرائف والأمثال وتعلم اللغة العربية بأصولها إضافة إلى دور مجالسته للشعراء والندماء في جمعه للنوادر والحكايات والقصص عن المجانين والمغفلين والبخلاء إضافة إلى الاهتمام بعادات الحيوانات وأصنافها وقصصها.

ميس العاني