الشريط الإخباري

بوبس: عدم وجود شركة تضمن حقوق الفنانين أضاع الفنان السوري-فيديو

دمشق-سانا
عشق المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس اللحن الجميل والموسيقا الراقية فتبع إحساسه العالي وذوقه الرفيع ليدخل إلى باب التوثيق الموسيقي من بابه الواسع فأصبح قلمه الأدبي والصحفي موثقا وموءرشفاً لتاريخ الأغنية السورية وموءلفيها وملحنيها فغدا علماً من أعلام التوثيق الموسيقي.
تعلق بطفولته في الراديو الصغير واللحن الجميل والكلمة الموحية فكان التعلق دافعا للتعمق والدراسة والبحث وكان لتشجيع الباحث الموسيقي الكبير صميم الشريف الذي يعتبره أباه الروحي بالغ الأثر في توجهه لعالم التأريخ والارشفة الموسيقية.
كان احتفال إذاعة صوت الشعب بميلادها فرصة لإطلاق كتابه الجديد / دليل المطربين السوريين في إذاعة دمشق / ليضاف هذا الكتاب إلى رصيد غني من الكتب والمؤلفات التي تختص بالتاريخ الموسيقي التي صدرت بتوقيع بوبس.
وعن الكتاب يتحدث /بوبس/ لوكالة سانا مشيرا إلى ان فكرة الكتاب هي لمدير إذاعة صوت الشعب موسى عبد النور الذي ارتأى ضرورة تأليف كتاب يعرف من خلاله المهتمون بالمطربين السوريين القدامى والمعاصرين بغية نشر أغانيهم.
ويشير /بوبس/ الى انه سعى في كتابه إلى التركيز على جانبين الأول يتضمن المطربين السوريين جميعهم من عام /1947/ ذكرى تأسيس الإذاعة وحتى عام 1980 بينما سعى في الجزء الثاني من كتابه إلى التركيز على المطربين الذين تركوا بصمة اما بأغنية نالت شهرة واسعة أو بتحقيق نجاح على مستوى عربي أو عبر الاشتراك بمهرجانات.
ويوءكد /بوبس/ انه لم يجد أي صعوبة في جمع المعلومات لأنه يقوم بالتوثيق الموسيقي منذ أكثر من ثلاثين عاما من خلال البحث عن الموسيقيين السوريين ومعاصرته لمعظم الفنانين السوريين الكبار أمثال ياسين محمود.
ويأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة يعمل عليها الموءرخ /بوبس/ بدأت من خلال كتاب بعنوان /مبدعو الألحان السورية في القرن العشرين/ تحدث فيه عن اهم 50 ملحنا سوريا ظهر في القرن العشرين واتى بعدها دليل المطربين السوريين في اذاعة دمشق وكشف بوبس عن نيته اصدار كتاب ثالث عن شعراء الاغنية السورية بهدف تكريمهم معتبرا ان الشاعر الغنائي مظلوم لان اسمه لا يذكر عندما تبث الأغنية.
ويشير/بوبس/ الى أن أهمية هذا الكتاب تأتي من ضرورة استمرار ذكر هوءلاء الفنانين العباقرة الكبار سواء أكانوا ملحنين أم مطربين أو شعراء لمساعدة الأجيال الجديدة على التعرف عليهم وتقديم اعمالهم.
ويعتبر /أحمد بوبس/ من الباحثين الموسيقيين القلائل في سورية لذا عمل في الإذاعة السورية على تقديم برنامج موسيقي تحت اسم صناع النغم تحول بعد عشر سنوات إلى /حكاية أغنية/.
وفي تقييمه لوضع الأغنية السورية يوءكد بوبس انها مظلومة اعلاميا ليس الآن بل منذ حقبة الخمسينيات والستينيات وذلك يعود إلى تقصير الإذاعة والتلفزيون في نشرها مبينا أن المطربين العرب استفادوا من الإذاعة السورية أكثر من المطربين السوريين مع أن مطربينا لا يقلون أهمية عن المطربين المصريين.
ويعتب بوبس على الاعلام لأنه لم يستطع ان يمتلك ادوات صناعة النجم بحرفية إضافة الى افتقارنا الى جمعية الموءلفين والملحنين وهي جمعية عالمية لا يوجد لها للأسف فرع في سورية معتبرا ان لهذه الجمعية دورا كبيرا في تحقيق دخل مادي محترم للفنان وحفظ حقوق الملكية.
ويحمل الموءرخ السوري الكبير نقابة الفنانين مسوءولية كبرى تجاه المطربين السوريين كونها اكتفت بالدور التنظيمي والإداري موءكدا اهمية ان يكون لها فرع لإنتاج الفن رغم وجود محاولات شخصية ظهرت ضمن هذا السياق شملت انتاج عمل او تشكيل فرقة مسرحية لكنها لم تلق النجاح اللازم لأن عدم وجود شركة تضمن حقوق الفنانين هو الذي أضاع الفنان السوري.
ويأسف /بوبس/ على واقع الأغنية العربية التي فقدت هويتها بسبب ابتعادها عن الإرث الموسيقي وإدخال الإيقاعات السريعة ما كان له تأثير سلبي جدا على ذائقة الجمهور.
ولم يخف حنينه لزمن جميل كانت فيه الأغنية تضطلع بدور سياسي واجتماعي عربي حيث كانت أغاني ام كلثوم وعبد الوهاب ونور الهدى تجمع العرب على روح واحدة متمنيا ان تخرج الاغنية العربية من النفق الذي دخلته منذ الثمانينيات بسبب رواج ظاهرة سرقة الالحان الهندية والتركية ما جعل الاغنية مشوهة وهجينة.
ويرجع بوبس اسباب عدم اعتماد الملحنين والكتاب الجدد على الارث الثقافي للاغنية السورية الى جهلهم بهذا الارث لان الانسان عدو ما يجهل فمن يعرف عمر البطش وعلي الدرويش ومحمد محسن الملحن السوري الكبير الذي لحن اجمل اغنيات المطربين العرب مثل سيد الهوى قمري لفيروز.
ويطالب /بوبس/ الاذاعة والتلفزيون بتخصيص جزء من ساعات البث الإذاعي والتلفزيوني لهوءلاء العمالقة اضافة الى تقديمها على نطاق اوسع في حفلات دار الاوبرا.
وعن مشاريعه القادمة يشير بوبس الى انه يعمل على كتاب يوءرخ لحي الميدان الدمشقي ويبرز الشخصيات التي ظهرت فيه اضافة الى كتاب اخر عن تاريخ الانشاد الديني في دمشق.
يذكر ان أحمد بشير بوبس ولد عام 1946 في مدينة دمشق حصل على إجازة في الرياضيات من جامعة دمشق عمل فترة وجيزة مدرساً للرياضيات في ثانويات دمشق ثم صحفياً في جريدة الثورة السورية /القسم الثقافي نشر شعره في العديد من الصحف والمجلات له عدد كبير من الموءلفات المختصة في توثيق التراث الموسيقي واعلامه/.
ميس العاني

انظر ايضاً

المارديني يبحث مع عدد من الوفود المشاركة في مؤتمر الألكسو بجدة آليات تعزيز وتطوير العلاقات التربوية

جدة-سانا على هامش المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بدورته الـ 27 المنعقد …