واشنطن تواصل تصدير بيانات متناقضة حول تدريبها إرهابيين تصنفهم ضمن مسمى “معارضة معتدلة” وتستبعد مهامهم بمواجهة “داعش”

واشنطن-سانا

أعلن مسؤولون امريكيون اليوم أن هدف الجيش الأمريكي وشركائه من تدريب المجموعات المسلحة التي صنفوها تحت مسمى “معارضة معتدلة” ليس مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي وإنما “إبقاء سيطرتهم على مناطق استولوا عليها في سورية” مناقضين بذلك تبريرات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتسويقها تدريب إرهابيين ووضعهم ضمن هذا التصنيف لمواجهة التنظيم الإرهابي.

وكان أوباما أعلن في كلمته لدى إعلانه قبل شهر عن بدء العمليات العسكرية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي أن “بلاده ستنتقل لدعم الخطة لتدريب وتجهيز من سماها “المعارضة المعتدلة” معتبرا أن هذا الأمر هو الطريقة الأفضل لمواجهة تنظيم “داعش”.

وتعقيبا على إعلان المسؤولين الأمريكيين أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في مقال للكاتب الصحفي راجيف شاندراسيكاران اليوم إلى التناقض الكبير في الإعلانين مبرزة أنه رغم أن من وصفتها بـ “المعارضة المعتدلة” ينظر إليها بوصفها قوة ضرورية لهزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي بموجب الاستراتيجية التي يتبعها أوباما إلا أن مسؤولين أمريكيين لا يعتقدون بأنها قادرة على مواجهة التنظيم الإرهابي المذكور.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض هؤلاء قلقون من أن يكون هذا النهج معيبا وأنهم لا يعتقدون أن الوحدة التي يجري تأليفها ستكون قادرة على “استعادة مدن رئيسية من دون مساعدة فرق أميركية”.

بدوره أقر اللفتنانت جنرال وليام مايفيل مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون بحسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية بأنه لن يكون لهؤلاء “المعارضين” تأثير حاسم في المعركة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي وسيكون لهم بعض التاثير.. دون أن يعطي مبررا لأسباب الترويج والإعلانات الأمريكية لتدريب هؤلاء.

وكشفت الصحيفة عن قيام مسؤولين أمريكيين بإجراء محادثات مع حكومات الأردن وقطر وتركيا حول فتح معسكرات تدريب إضافية لهؤلاء المعارضين في دولهم في حال تجاوز عدد المجندين قدرة استيعاب المعسكرات التي يتم انشاؤها في السعودية.

وأشار الكاتب الأمريكي شاندراسيكاران إلى أن خطة الإدارة الأمريكية تستدعي أن تقوم قوات العمليات الخاصة الأمريكية بتجنيد من وصفهم بـ “معارضين معتدلين” من مخيمات المهجرين في الأردن وتركيا ودول أخرى ونقلهم فيما بعد إلى السعودية وتدريبهم لمدة ثمانية أسابيع ثم إرسالهم إلى المواقع لدعم ميليشيا ما يسمى “الجيش الحر” وغيره من مجموعات “المعارضة المعتدلة” في سورية ومن المتوقع أن يتم نشر الوحدات الأولى من هذه العناصر في غضون ستة أشهر.

يذكر أن الولايات المتحدة وأتباعها في المنطقة يعملون على تدريب عناصر إرهابية تابعة لها تسميها “المعارضة المسلحة المعتدلة” بذريعة محاربة الإرهاب أثبتت الحقائق بأن أفعالها تتوافق مع أفعال التنظيمات الإرهابية الأخرى وهي تحاول التسويق لها لتحقيق أجندتها في المنطقة.

وكان مسؤولون أمريكيون أعلنوا أن نظام ال سعود وافق على تدريب هؤلاء الإرهابيين في معسكرات داخل الأراضي السعودية.

وفي استكمال لمخطط الولايات المتحدة الساعي إلى الهيمنة على المنطقة أشارت الصحيفة نقلا عن المسؤول الأمريكي إلى أن الطائرات العسكرية الأمريكية لا يمكن أن توفر هذه المساعدات دون وجود قوات أمريكية أو حليفة تكون على مقربة من “المعارضة السورية” من أجل تقديم معلومات دقيقة حول النقاط المستهدفة باستخدام اتصالات آمنة معتبرا في الوقت ذاته أن مهمة هذه المعارضة “ستتركز على منع تنظيم “داعش” الإرهابي من التمدد وتوسيع نطاق سيطرته خارج المساحات الشاسعة من الأراضي التي يسيطر عليها”.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي عسكري لديه خبرة واسعة في تدريب القوات العراقية والأفغانية قوله “لا يمكنك توجيه قوة فعالة ما لم تكن موجودا على الأرض لتقديم المشورة والمساعدة”.

انظر ايضاً

بوتين: الولايات المتحدة تسعى لفرض نظام استعماري جديد على العالم

موسكو-سانا أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة تسعى لفرض نظام استعماري