الغرب يتعمّد التهويل لحماية التنظيمات الإرهابية – صحيفة الثورة

منظومة الدفاع الجوي تعزف ألحان الرد، تعانق التلال وتحرس الوهاد، وتصحو في الفيافي، متحسبة لكل لحظة قد يتكرر فيها عدوان الغرب الثلاثي الذي جاء في نيسان الماضي رداً على الهزائم التي تمسك بأطرافه وتقلق راحته، وهو ما أجبره اليوم لتعمّد التهويل والتهديد علناً وطلب التفاوض سراً، وإرسال عروضه بالجملة.‏

الألحان تترافق ونغمات سلاسل الآليات العسكرية وعجلاتها، وهي تمخر عباب أراضي إدلب والمحافظات المجاورة إيذاناً ببدء معركة الحسم التي سيبنى على أساسها مستقبل سورية، ويتطاول عنقها لاثماً الغيوم، غير آبهة بالسيناريوهات المستهلكة والروايات المكرورة، والكومبارسات والإخراج الدرامي السيئ، وخاصة أن القائمين على تلك الأعمال يخفقون كل مرة بإقناع العالم بما يريدون إيصاله، لكونه عاريا عن الصحة، ومثقلا بالفبركة والافتراء والكذب، كما يفشلون أيضاً بإيجاد طريقة للملمة أشلاء مرتزقتهم أو جمعها في عصابة واحدة لمواجهة النار التي سيشعلها الجيش العربي السوري في صفوفهم، والعاصفة التي سيحدثها لاقتلاع جذورهم.‏

أهداف تلك العصابات تختلف عن بعضها، وهو ما يزيد شتاتها شتاتاً ويعمق ضعفها، ويسرع انهيارها، كما أن ولاءها ومصادر تمويلها وأسلحة حقدها وجرائمها، أيضاً تتنوع، ولا يجمعها إلا غاية واحدة، وهي استعداء سورية الدولة، والتشدد لنشر الفوضى والإرهاب فيها، وتسهيل تبعيتها لدول وكيانات سعت جهودها لتحقيق ذلك منذ عقود ولم تستطع، وبالتالي فمنظومات دفاعاتنا الجوية، ويقظة جنودنا البواسل سوف تُسقط صواريخ التوماهوك الغادرة وغيرها، كما أسقطتها سابقاً، ودفعتها لإعادة حساباتها.‏

الدول والكيانات الداعمة اليوم تائهة بين ما ألقته على عاتقها من التزامات أمام دول تحترم نفسها، وبين ما تمليه عليه المصلحة من وجهة نظرها، كأن تبقي على التنظيمات الإرهابية كورقة ابتزاز لحجز مقعد في قاعات التفاوض بين الكبار، متناسية أن مصلحتها الحقيقية بإقامة علاقات تعاون استراتيجية مع الجوار بعيداً عن الحروب والمكائد والمؤامرات التي أفقدتها ثقة الآخرين، وعجّلت بخروجها من صفوف الحكومات التي تتعامل بمصداقية مع الآخرين.‏

من الشمال إلى الجنوب حيث تلتقي القوات الرديفة مع بواسل جيشنا لتضيّق الخناق على الإرهابيين في بادية السويداء، وتجعلهم في دائرة لا خيارات فيها، فإما الاستسلام الذي يمكن أن يكون طريقاً للعودة إلى المكان الذي صدّرهم، أو الموت المحقق، لتدرك بقية العصابات أن المصير الذي يلاقيه الإرهابيون واحد في الأنحاء السورية.‏

حسين صقر