موضوعات وطنية وإنسانية في نشاط أدبي للأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

دمشق-سانا

أقامت الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نشاطا أدبيا ظهر اليوم تضمن قصائد شعرية وسردا قصصيا غلب على موضوعاته الطابع الوطني والإنساني الملتزم في جو من الأدب الذي غلب عليه حضور المستوى الفني.

وألقى الشاعر أسعد الديري مجموعة من قصائده كانت فيها دمشق أهم معانيها فيما تحتويه هذه المدينة الخالدة من جمال وحضارة وبهاء محاولا أن يشاركها همومها وقضاياها التي فرضت عليها بعد أن تآمر عليها الآخرون الذين يكنون العداء لها بصفتها رمز الوطن ورمز العروبة الحقيقي والحضارة التاريخية فقال في قصيدة دمشق أحبك:

2

دمشق أحبك .. لا تسأليني لماذا … لأنك محبوبتي تعرفين الجوابا فحسنك فاق التصور فوق الخيال دمشق لك الله … كم تحملين من الحب والاشتياق فإن رحلت تزيدين مني اقترابا وإن نظرت أراك أمامي كما الشمس مشرقة .. تبدعين ربيعا .. يعانق أرضا يبابا.

وقرأت القاصة مريم العلي قصتين قصيرتين عالجت فيهما قضايا إنسانية بأسلوب رمزي استخدمت فيه الدلالة إضافة إلى إظهار معنى المقاومة عندما تتعرض البلاد إلى خطر حيث تزرع في الذات ثقافة التحدي والصمود من خلال امرأة حامل تتعرض بلادها إلى تهديد الاحتلال فلا ترى بدلا من القتال والموت في سبيل الوطن وهذا ما جاء في قصة “الطريق إلى الخلود”.

أما الشاعر ماهر محمد فجسد في قصائده التي غلب عليها أسلوب الشعر المحكي واقع الفلسطينيين ووقوفهم ضد العدو الإسرائيلي وكشف المتخاذلين عبر تعرية الواقع محاولا الالتزام بالموسيقا الشعرية خلال تعامله مع اللهجة الفلسطينية يقول في قصيدته “يا خوي”:

يا خوي يلي بالضفة …قلبي رف معك ألف رفة …. ما أنا ابن غزة ..واحنا الاثنين بنفس الكفة لا تخلي حدا ينغص علينا الرفة إلا أن محمد لم يصل إلى المستوى ذاته من حيث الوسائل التعبيرية والفنية في تعاطيه مع الشعر الفصيح فكانت قصيدته “من أبرق لعينيها” مثقلة برويها وقافيتها كما أنها عانت من الخلل الموسيقي الذي أثر على الحالة العاطفية في القصيدة إضافة إلى الخلل الواضح في استخدام القافية حيث قال:

من أبرق لعينيها إن أمطري يا ذات العينين انتظري سأجعل من حياتي رمقا تداعبينه دون أن تختصري.

3

وعن رأيه بالنشاط الأدبي قال الكاتب عماد فياض إن القصص التي قرأتها العلي جاءت جميلة ومعبرة ومسكونة بالوطن والطريق إلى الخلود حيث تمكنت الكاتبة من عكس حالة وطنية إيجابية تعد ضرورة ملحة في عصرنا.

أما القصائد التي ألقاها الديري فجاءت عذبة تدفع بها الموسيقا الى المتلقي بانسياب شفاف وارتقاء بهي في حين كانت القافية عند محمد مربكة في الشعر الفصيح خلافا لما قدمه في الشعر المحكي.

وقال القاص أحمد نصار لقد ارتكز الشاعر الديري على الصورة وانتقاء المفردات واختيار المواضيع المدهشة المؤثرة للعاطفة كعناق المسجد والكنيسة كما وظف محمد اللغة الشعرية المنسابة والمدعمة بالأفكار تحت تصرف لغة السياسة ولا سيما في شعره المحكي.

أما القاصة العلي فقدمت في قصصها مدلولات جميلة وجديدة في التعامل مع الحالة الوطنية والاجتماعية فكانت الشهادة أجمل القيم التي تسعى إليها.

وقال الناقد أحمد هلال إنه ثمة تراكم نوعي ثقافي هو المضمر في قصائد الشاعر الديري عن دمشق لكن الجميل في طريقة الاشتغال لديه هو تأنيث العشق واستبطان الحالة التي نمر بها ويجب أن يكون التخييل هو دالة التأويل لا أن تظل القصيدة مبهمة ليجعل من دمشق رؤيا اكثر منها وصفا في حالة على الرغم من صدقها الضروري واشتغالها على البوح والوله ليذهب إلى فاعلية جمالية.

وبين أن قصص الأديبة والقاصة العلي فيها ثمة ما يمكن وصفه بقصد الكاتب الذي يطغى على قصد النص أي احتمال تشكيله الحكائي ومع ذلك ثمة إيقاع للقصص “ظمئ فارغ وعلى طريق المجد”.

انظر ايضاً

مرتيني يناقش مع المعنيين في درعا سبل تطويرها السياحة الداخلية والشعبية

درعا-سانا تركز اجتماع وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني مع الجهات المعنية في محافظة درعا …