بعد تحريرها من الإرهاب..أبناء بلدة الرفيد يرغبون بالعودة إلى حياتهم وأحلامهم

القنيطرة-الرفيد-سانا

تشرق عينا حسين ابن بلدة الرفيد بريف القنيطرة بالأمل وهو يفكر بحلمه الذي غاب عنه لسنوات بأن يصبح مهندس معلوماتية بعد أن لفظت بلدته خمس سنوات من الإرهاب مع دخول الجيش العربي السوري قريته الواقعة على مشارف الجولان السوري المحتل في أقصى الريف الجنوبي للقنيطرة.

يجلس حسين 18 عاما على صخرة متحدثا لمراسلة سانا: “من صغري كنت أحلم أن أكون مهندسا في اختصاص المعلوماتية” ويضيف كاشفا عن قلق يراوده..”أخشى ألا أحقق حلمي لأننا بالصفوف الماضية.. كنا نسلك حالنا.. نقص في الكادر التدريسي لمواد الانكليزي والفرنسي والفيزياء والكيمياء.. استاذ مادة اللغة العربية اصبح يعلمنا اللغة الانكليزية إضافة إلى الضغوطات النفسية التي عشناها في ظل الإرهابيين”.

إلا أن حسين يبدو مطمئنا، فقد نجا من التورط بحمل السلاح كبعض أقرانه الصبية المراهقين ويقول: “صفحتي بيضاء” والأيام القادمة أفضل بعد عودة الأمن والأمان.

وإذا كان حسين نجا من التورط بحمل السلاح فإن محمد زميله وابن بلدته انزلق وهو طفل إلى هذا النفق المظلم الذي يحاول اليوم الخروج منه بالانخراط بالتسوية وتسليم سلاحه ويبرر محمد ما آلت إليه حياته بالقول “كان عمري 14 سنة تركت المدرسة وحملت السلاح.. كنا صغارا.. حاصرونا لم يبق ما نأكله.. صاروا يعطونا مصاري ومعونات غذائية.. قالوا لنا رح تطلعوا عالجنة.. يبتسم بسخرية وكأنه اكتشف ما دبر له من قبل الإرهابيين ..ضحكوا علينا.. يتوقف محمد 19 عاما قليلا عن الكلام قبل أن يتابع ..حاليا عرفنا أن الجيش على حق هو الصح وضعنا يدنا بيده.. يا ريت حصل هذا الأمر من زمان”.

ما زال محمد يحتفظ ببندقية آلية بعد تكليفه بالحراسة إلى جانب جندي من الجيش على حاجز بمدخل القرية بالقرب من مركز للتسوية توافد إليه العشرات من أبناء الرفيد والقرى المحيطة.

ينظر محمد إلى البندقية يضرب كفا على وسطها قائلا: “كنت شاطرا بالمدرسة الثاني على الصف يضحك مرددا ما يقوله المثل مداح حالو إبليس.. قبل أن يتابع.. حلمي كان أن أصبح طبيبا أو طيارا نحن ستة اخوة ثلاثة منا تركوا المدرسة بسبب الظروف التي حكمت القرية في الفترة الماضية”.

يوجد ثلاث مدارس في البلدة للمراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية وظل الطلبة يتعلمون في ظروف صعبة بسبب تمسك القائمين على العملية التعليمية بمنهاج وزارة التربية.

محمد فنيش أستاذ اللغة العربية في مدرسة القرية قال لمراسلة سانا: “حرصنا بما بقي من مدرسين على استمرار العملية التعليمية والالتزام بالمنهاج الذي يدرس في كل مدارس سورية”.

ويكشف فنيش عن محاولات جرت لتغيير المنهاج التدريسي في السنوات الماضية من قبل منظمات أردنية كانت تدخل القرية بحماية الإرهابيين “لا أعرف ما اسمها لأنني لم أرغب بالتعرف عليها.. جلبوا كتبا إلى المدرسة لكن الإدارة رفضت قبولها ورمتها خارجا” مؤكدا أن الكتب كانت تصل من بلدة خان أرنبة التي بقيت في ظل الدولة.

يأمل المدرس فنيش بحلول العام الدراسي القادم أن تحظى القرية بعد عودة الأمن إليها باهتمام وزارة التربية وتوفير كل ما يلزم ولا سيما المدرسين لرفع مستوى الطلاب.

في مدخل القرية يقف حمزة عدنان علي من قرية رسم الزعرورة التابعة لبلدة الرفيد آخذا مكانه في طابور من المسلحين والمطلوبين قدموا من عدة قرى لتسوية أوضاعهم يقول حمزة: “عندما دخل الجيش رجع الأمن والأمان وكل الشباب بادروا إلى تسوية أوضاعهم” ويضيف باستحياء: “لم أحمل السلاح ولم أنخرط بأي تنظيم كنت طالب هندسة معلوماتية سنة خامسة وتوقفت عن الذهاب إلى دمشق من 3 سنوات بسبب الأوضاع غير الآمنة”.

وعما فعله خلال هذه السنوات يجيب حمزة ..لا شيء كنا ننتظر الفرج “إلا أنه تزوج وأصبح أبا لطفلة سماها رنيم وينتظر قدوم طفلة ثانية ربما يسميها سلام مع عودة الأمن إلى المنطقة ويوضح أن ما سيعلمه لطفلتيه في المستقبل بعد ما خبره من السنوات الماضية كيف تحافظان على الوطن”.

ويقول نصر الطحان الذي ظل مواظبا على عمله في دائرة الأحوال المدنية في خان أرنبة: إن الإرهابيين عزلوا القرية عن محيطها وأغلقوا الطرقات وحاول كيان العدو الإسرائيلي بشتى الوسائل أن نتعامل معه لكننا رفضنا بشكل قاطع رغم كل الضغوط بالحصار ومنع وصول المواد التموينية مشيرا إلى أن الأهالي اعتمدوا على أرضهم بزراعة شتى المحاصيل وعلى تربية المواشي من أبقار وأغنام ودواجن.

وتقع بلدة الرفيد في السهل الممتد على أطراف تل الفرس المحتل بالقطاع الجنوبي من القنيطرة وكان العدو الإسرائيلي دمرها عام 1967 قبل تحريرها في حرب تشرين التحريرية وتم تشييد 300 شقة سكنية وما زالت البلدة تحتفظ بآثارها الرومانية التي تذكر بأهمية موقعها.

شهيدي عجيب

 
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency