معرض “شموع لأجل السلام” تظاهرة فنية منوعة

اللاذقية-سانا

أجواء فنية وتشكيلية وغنائية متنوعة سادت معرض شموع لأجل السلام الذي أقامته الفنانة التشكيلية لمى دريباتي وقدمت خلاله مجموعة منوعة من الشموع المعطرة بروائح متعددة مستمدة من الطبيعة وظهرت لمساتها جلية في القوالب والأشكال المختارة وفي تقديم مجموعات حمل كل منها اسما خاصا كالياسمين والفواكه والأعشاب النافذة.

وتعتمد الشموع العطرية المقدمة في المعرض على الزيوت المقطرة والمركزة بعناية لتحتفظ بالرائحة لأطول فترة ممكنة كما أن عدداً كبيراً منها اكتسب ألوانه من مصادر طبيعية خالصة على حد تعبير دريباتي.1

وتضيف دريباتي لنشرة سياحة ومجتمع أن معرض شموع لأجل السلام هو الرابع منذ تخصصها في هذا المجال ويأتي هذه المرة كخطوة أولى لسلسلة معارض ستقام تباعا في كل من طرطوس ومصياف ودمشق والسويداء ودير عطية وحلب.

وتقول دريباتي أن هذا المعرض يستقي اسمه من حاجتنا الشديدة في هذا الوقت للسلام ولطاقة إيجابية تساعدنا على مواجهة الظروف الصعبة معتبرة أن الشمع المعطر مصدر أساسي للطاقة الإيجابية والهدوء والراحة النفسية لذلك اختارت اسم السلام كعنوان لمجموعتها الجديدة التي تضم نحو مئة قطعة متنوعة استوحت مواضيعها من الطبيعة وحاولت إدخال مكونات طبيعية لها أثناء صناعتها أو تزيينها .

وتقول دريباتي أن شموع السلام تتميز عن غيرها بتضاد الألوان المختارة ففي المعارض الماضية اختارت ألوانا قريبة لبعضها البعض وفيها ملامح قوية وحارة أما في هذا المعرض فاعتمدت على ألوان تحمل مدلولات سلام ولاسيما الأبيض والأخضر الفاتح وتدرجاته بالإضافة الى وجود ألوان متضادة في المجموعة نفسها لترسيخ فكرة الاختلاف وتقبل الآخر وهي واحدة من الرسائل التي يعمل المعرض على إيصالها.

ومن جهة ثانية قدمت التشكيلية دريباتي مجموعة من اللوحات الصغيرة جدا التي لا يتعدى قياسها سنتيمترات قليلة مؤكدة أنها أرادت خوض هذا المجال للمرة الأولى والذي يعد جديدا عليها بشكل كلي كفنانة تشكيلية لها تجارب فنية سابقة لكنها وجدت فيه متعة كبيرة نظراً للدقة المتناهية التي يتطلبها في إنجاز المواضيع وبساطة التقنيات المستعملة لتنفيذها.1

وحول طريقة العمل تقول دريباتي قدمت عشر لوحات صغيرة تنوعت مواضيعها التي حملت طابعا إيجابيا بشكل عام كالحب والرقص وحيوانات أحبها بشكل شخصي ولم أجد صعوبة في إنجازها لأنني أرسم مواد تشريحية وهو نمط سهل التنفيذ إلا انه يتطلب الكثير من الإيجاز لإيصال الفكرة المطلوبة وقد اعتمدت على أغصان الزيتون الطبيعية لتصميم مراسم صغيرة تحمل اللوحات المنفذة لإعطائها ميزة فنية في التقديم وهي تجربة سأقوم بتكرارها مجددا نظراً لاستحسان الجمهور الكبير لها .

من جهته تحدث علي يوسف عضو الفريق التنظيمي للمعرض عن أهمية وجود عدد من الشباب الراغبين بتقديم شيء مميز للجمهور تحت عنوان شموع لأجل السلام مشيراً إلى أن المعرض يعتبر تظاهرة فنية مصغرة تضم الفن التشكيلي والشموع المعطرة إلى جانب فقرات غنائية وعزف عود منفرد فالجميع يريد أن يقدم رسائل سلام للجمهور بطريقته الخاصة.

وأشار علي إلى أن الفريق التنظيمي قد أخذ على عاتقه إنجاز التحضيرات اللازمة لإقامة المعرض في اللاذقية والمحافظات الأخرى كحجز أماكن العرض وترتيب الشموع واللوحات لافتاً إلى أن سلسلة المعارض ستختتم بعرض فيلم وثائقي يصور حالة المجتمع السوري وتفاعله مع المعارض ورغبة الشباب السوري بتقديم ما لديهم رغم الظروف الراهنة التي أرخت انعكاساتها السيئة على جيل الشباب لكنهم بعزيمتهم وإصرارهم مصممون على تحقيق أحلامهم ضمن الإمكانات المتاحة .

في السياق ذاته قدمت المغنية هبة أحمد سبع أغنيات كلاسيكية الطابع كانت للفيروزيات حصة كبيرة منها حيث رافقها في العزف على العود كل من طارق حميصي وفارس حمدان .

وقالت هبة أنها سترافق دريباتي في معارضها المقبلة لأن الفن يعتبر خير وسيلة للحديث عن السلام الداخلي لافتة إلى أن الغناء يعمل على بث الروح الإيجابية في المكان ويضفي جوا من الطمأنينة ما يضيف لمسة جديدة على المعرض ويشد الناس إليه بشكل أكبر وهذا ما لمسه المنظمون بشكل حقيقي من خلال تفاعل الناس
وإقبالهم الكثيف للمشاهدة والاستماع .

بدورهم اعتبر الحضور أن وجود مجموعة من الشباب المتميز في مكان واحد لتقديم باقة فنية متنوعة أمراً إيجابيا يجب تكراره حيث تحدثت نادين قاضون عن جمالية المعرض بكل ما يحتويه ولا سيما اللوحات الصغيرة التي حملت تفاصيل متميزة لا يمكن أن تبرز إلا بهذا الحجم الصغير مؤكدة حاجة الجمهور المحلي لحضور مثل هذه الملتقيات.

أما ياسر سلطانة فقال تابعت معارض لمى السابقة وفي كل مرة آتي أجد شيئاً جديداً سواء على صعيد الرائحة أو الألوان ما يكسب شموعها طابعاً مميزاً يحمل شيئا من روحها مشيراً إلى أن معرضها الأخير يتفرد بتوليفته الفنية والتي كانت بحق رسالة سلام من شباب سوري واع لمسؤولياته الفنية والمجتمعية.

يذكر أن الفنانة دريباتي هي خريجة كلية الطب البشري ودخلت ميدان الفن التشكيلي منذ عام 2007 وقدمت معرضين فرديين إلى جانب 13 معرضاً جماعياً وتحضر حالياً للمشاركة بمعرض قادم في مدينة دمشق.

ياسمين كروم