(القلب المكسور) حقيقة طبية وأول ضحاياها النساء والمسنون

دمشق-سانا

كثيرا ما نشاهد في الأفلام والمسلسلات الدرامية إصابة أحد الممثلين بأزمة قلبية بعد سماعه خبرا سيئا الحالة التي تؤكد الدراسات والأبحاث الطبية الحديثة أنها موجودة بالفعل وتسمى متلازمة القلب المكسور لكن على عكس ما تظهر الدراما فهي تصيب النساء أكثر من الرجال.

ومتلازمة القلب المكسور أو اعتلال عضلة القلب العصبي والتي اكتشفت في تسعينيات القرن الماضي هي أزمة قلبية ناجمة عن فقدان شيء نحبه حسب اختصاصي الصحة النفسية الدكتور يوسف لطيفة الذي يشير إلى ازدياد انتشارها عالميا وبنسب أكبر لدى النساء والمسنين.

ويوضح لطيفة لنشرة سانا الصحية أن العامل الانفعالي مسؤول عن 40 بالمئة من حالات القلب المكسور والعامل الفيزيائي كارتفاع الضغط عن 35 بالمئة منها فيما ربع الحالات تحدث دون سبب.

ويبين الاختصاصي أن المتلازمة ترتبط بإدراك الشخص للحدث وحالته الانفعالية مع وجود عوامل مؤهبة مثل قصة عائلية واستعداد وراثي وأمراض نفسية وعصبية سابقة.

وتحدث متلازمة القلب المكسور حسب الدكتور لطيفة غالبا بعد وفاة أحد الأقارب أو التعرض لخسارة مادية أو معنوية أو عنف أسري أو سرقة أو حادث أو مشادات ومشاجرات أي مجمل الشدات النفسية.

وفي وقت يقول فيه الاختصاصي ان الالية الفيزيولوجية للمتلازمة غير معروفة تماما يرجح وجود علاقة لنقص الاستروجين فيما يعتقد خبراء آخرون أن الأمر له علاقة بزيادة هرمونات الإجهاد كالأدرينالين التي تؤدي إلى تغييرات في خلايا عضلة القلب أو الأوعية الدموية التاجية أو كليهما وتمنع البطين الأيسر من العمل بفعالية.

ويشعر المصابون بهذه المتلازمة كما يوضح لطيفة بأعراض مشابهة لاحتشاء العضلة القلبية الحاد كألم الصدر وضيق التنفس وغيره لكن بالفحص لا يظهر أي انسداد بالشرايين فيما قد يظهر تغيير بالتخطيط الكهربائي للقلب.

اختصاصي أمراض القلب الدكتور أسامة زغير يرى أن العوامل المسببة للأذيات القلبية أشبعت دراسة باستثناء الشدة النفسية التي تناولتها دراسات قليلة لكن لم تسلط الضوء بشكل كاف.

وحول آلية حدوث الأذية القلبية بعد الشدة النفسية يوضح الدكتور زغير أن تزايد ميزان التوتر النفسي يرفع فعالية اللوزة الدماغية ويؤدي إلى زيادة التهاب الشرايين ما يسبب أمراضا قلبية وعائية.

ويوصي الاختصاصي بضرورة التحكم بانفعالاتنا والعمل قدر الإمكان لتخفيف التوتر والقلق ولا سيما في الظروف الراهنة.

دينا سلامة