قمة الكوريتين… عزم على إنهاء الانقسام وبدء عهد جديد للسلام

بانمونجوم-سانا

“تاريخ جديد يبدأ الآن” عبارة كتبها الرئيس الكوري الديمقراطي “كيم جونغ أون” في سجل الزوار داخل “بيت السلام” في قرية بانمونجوم الحدودية في المنطقة العازلة بين الكوريتين بعد لقائه نظيره الجنوبي “مون جيه ان” اليوم في قمة تاريخية هي الأولى منذ 11 عاما والثالثة منذ انتهاء الحرب بين البلدين في عام 1953.

كيم جونغ أون عبر الخط الفاصل ودخل إلى كوريا الجنوبية صباح اليوم ليصبح أول رئيس كوري ديمقراطي تطأ قدماه أرض الجنوب منذ الحرب بين البلدين بين عامي 1950 و1953 وفاجأ كيم نظيره الجنوبي ودعاه إلى رد الخطوة وعبور الخط الفاصل إلى الجانب الشمالي قبل أن يسير الرئيسان خلف تشكيلات من حرس الشرف بأزياء كورية تقليدية.

الرئيس الكوري الجنوبي اعتبر أنه في هذه اللحظة تحولت قرية بانمونجوم من رمز للانقسام إلى رمز للسلام واصفا قرار كيم عبور الخط الفاصل بالشجاع وقال “إن الربيع ربما يكون قد حل بشبه الجزيرة الكورية” في حين قال الرئيس الكوري الديمقراطي “إنه يشعر وكأنه يطلق إشارة البدء لكتابة تاريخ جديد في العلاقات بين البلدين موضحا أن الاجتماع يمكن أن يساعد في “تعويض الوقت الضائع”.

الرئيسان أعربا في بيان صدر في ختام قمتهما عن عزمهما على إنهاء عهد الانقسام والمواجهة الناتج عن الحرب الباردة في أسرع وقت ممكن وفتح عصر جديد للمصالحة والسلام المستدام والازدهار وتحسين وتطوير العلاقات بين البلدين ووقف جميع الأعمال العدائية برا وبحرا وجوا وتحقيق تقليص الأسلحة بصورة تدريجية وبناء الثقة المتبادلة بينهما من الناحية العسكرية.

كما اتفق الجانبان على عقد المحادثات الثلاثية بين الكوريتين والولايات المتحدة الأمريكية أو المحادثات الرباعية بين الكوريتين والولايات المتحدة والصين للإعلان عن إنهاء الحرب في هذا العام الذي يصادف مرور 65 عاما على عقد اتفاقية الهدنة وبناء نظام السلام المستدام والمتين إضافة إلى عزمهما السعي للحصول على تأييد وتعاون المجتمع الدولي نحو تحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي ومباشرة التحضير لزيارة الرئيس مون جيه ان الى بيونغ يانغ خلال فصل الخريف القادم.

وفي إطار ردود الفعل على اللقاء أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ترحيب روسيا بأي لقاء يخفف التوتر ويساعد في تحقيق التسوية في شبه الجزيرة الكورية مبينا أن بلاده تقيم بشكل إيجابي للغاية لقاء رئيسي الكوريتين بحد ذاته ونتائجه المعلنة.

كما رحبت الصين في بيان لوزارة خارجيتها بالبيان المشترك الصادر عن رئيسي الكوريتين معربة عن أملها بان تحافظ الاطراف المعنية على قوة الدفع هذه للحوار وان تتمكن معا من تعزيز العملية السياسية في شبه الجزيرة الكورية.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نوه بالقمة الكورية ووصفها بالتاريخية في حين أعرب البيت الأبيض عن أمل واشنطن بأن تحقق محادثات الرئيسين تقدما نحو مستقبل من السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية كما رحب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بما سماه التحرك الإيجابي نحو حل شامل للمسائل المختلفة المتعلقة بكوريا الديمقراطية.

حلف الناتو أعلن على لسان أمينه العام ينس ستولتنبرغ أن لقاء زعيمي الكوريتين يعطي أملا في حل القضايا العالقة عبر الحوار لكنه كما هو متوقع أبدى قدرا من الشك حوله بالقول “يجب أن ننتظر حل البرنامج النووي داخل شبه الجزيرة الكورية”.

قمة الكوريتين جاءت تتويجا لخطوات التقارب في العلاقات بين البلدين والتي بدأت منذ مطلع العام الجاري مع استئناف المحادثات السياسية ومشاركة بيونغ يانغ في دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية في شباط الماضي وصولا إلى اللقاءات بين مسؤولين من البلدين وإعلان بيونغ يانغ قبل أسبوع إيقاف تجاربها النووية والصاروخية الباليستية وإغلاق موقع مخصص لمثل هذه التجارب فضلا عن افتتاح خط ساخن للاتصالات بين رئيسي البلدين.

لقاء رئيسي الكوريتين سيفتح الآفاق للتشاور الدائم ومناقشة القضايا التي تهم البلدين وتطوير العلاقات بينهما بصورة مستدامة الأمر الذي سيسهم في تحقيق الاستقرار وإرساء الأمن في شبه الجزيرة الكورية ويوفر مناخا جديدا من الوفاق والتوجه نحو التنمية والبناء والتطور الاقتصادي وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية وتسوية القضايا الأخرى وعلى رأسها لقاءات لم شمل الأسر المشتتة والأقارب الذين فرقتهم الحرب قبل 65 عاما وستجتمع أول دفعة منهم منتصف آب المقبل في أولى نتائج القمة بين رئيسي الكوريتين.

جمعة الجاسم

انظر ايضاً

الخارجية الإيرانية: قمة الكوريتين خطوة مسؤولة في المسار الصحيح

طهران -سانا رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي بقمة رئيسي الكوريتين الديمقراطية والجنوبية …