ريتشارد باريت يحذر من عودة الإرهابيين البريطانيين من سورية

لندن-سانا
أمام التهديدات المتزايدة التي تواجهها الدول الغربية والعالم من مخاطر الإرهابيين الأجانب الذين قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاقليميون بتصديرهم إلى سورية من أجل القتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة وإدراك تلك الدول لفشلها الذريع في احتواء هؤلاء الإرهابيين وإبقائهم داخل الأراضي السورية ومنع عودتهم إلى بلدهم الأم لشن هجمات إرهابية فيها حذر ريتشارد باريت الرئيس السابق لقسم مكافحة الإرهاب في جهاز الامن الخارجي البريطاني /ام آي 6/ من عجز أجهزة الاستخبارات والأمن البريطانية عن ملاحقة وتتبع مئات الإرهابيين البريطانيين الذين عادوا إلى بريطانيا بعد ارتكابهم جرائم ارهابية بشعة بحق الشعبين السوري والعراقي.
تحذيرات باريت الجديدة التي نشرتها صحيفة الاندبندنت البريطانية وركز فيها على عودة ما يقارب 300 ارهابي بريطاني إلى بلدهم بعد قتالهم إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية تاتي وسط تصاعد المخاوف من الخطر المحدق الذي يتهدد الدول الغربية والعالم بأسره من عودة الأجانب الذين حصلوا على دعم لوجستي وسياسي ومالي كامل من جهات اجنبية وأقليمية من أجل القتال في صفوف المجموعات الارهابية في سورية والعراق .
ووفقا ل باريت الذي امضى سنوات طويلة في تعقب إرهابيين من حركة طالبان لصالح الأمم المتحدة فإن حجم التهديد الذي تمثله عودة مئات الإرهابيين البريطانيين ممن انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية إلى بريطانيا يضع عبأ لا يمكن احتماله على عاتق أجهزة الاستخبارات البريطانية مشيرا إلى أن عملية متابعة هؤلاء الإرهابيين وتعقبهم “مستحيلة”.
وقد تبلورت مخاوف باريت وتحذيراته بشكل جدي مع ظهور شريط فيديو جديد شارك فيه خمسة إرهابيين ينتمون إلى ما يسمى “تنظيم دولة العراق والشام” الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة بينهم ثلاثة بريطانيين يحرضون الشباب البريطاني والغربي إلى الانضمام لصفوفهم والقتال في سورية والعراق.
وحذر رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون يوم الأربعاء الماضي من خطر عودة الإرهابيين البريطانيين الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الارهابية المسلحة فى سورية والعراق إلى بلدهم واحتمال تنفيذهم هجمات إرهابية في بريطانيا وأقر “أن تهديد “الجهاديين” البريطانيين العائدين الى البلاد من سورية والعراق لتنفيذ هجمات ارهابية بات اكثر خطورة من العائدين من منطقة أفغانستان وباكستان” مشيرا إلى أن عدد البريطانيين الذين انضموا إلى صفوف ما يسمى “تنظيم دولة العراق والشام” يقدر بنحو 400 بريطاني.
وتتزايد المخاوف الدولية من انضمام المزيد من المواطنين الغربيين والاجانب الى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وعودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلادهم لممارسة ارهابهم وجرائمهم فيها بعد الدعم الذي قدمه الغرب اعلاميا وسياسيا وعسكريا لهذه التنظيمات متجاهلا الخطر الدولي الذي يشكله الإرهاب.
ولا تقتصر هذه المخاوف على بلد غربي معين حيث كشفت التقارير والإحصاءات الرسمية عن تدفق الإرهابيين من دول لا تحصى على رأسها بريطانيا واستراليا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة التي أعلن مسؤولون فيها أن هناك ما يصل إلى مئة أمريكي ممن انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.