مسؤول أمني أمريكي سابق: إدارة أوباما تخدع الأمريكيين بحربها المزعومة ضد “داعش”

واشنطن-سانا

اتهم مايكل شوير المحلل السياسي والأمني والرئيس السابق لوحدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي أي إيه المختصة بملاحقة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخداع الأمريكيين حول حربها المزعومة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي داعيا في الوقت ذاته الإدارة الأمريكية إلى إنهاء تحالفها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وفي تعليقه على الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة مع “شركاء” ضد تنظيم “داعش” الإرهابي أوضح شوير في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية أن “السبب الحقيقي لهذه الحرب هو التدخل الأمريكي في المنطقة” مشككا بوجود نية حقيقية لدى أوباما لإلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي المذكور.

وبين شوير أن الضربات الجوية لا يمكنها حسم المعركة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي مذكرا في الوقت نفسه بفشل التدخل العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان ومشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية ستهرب مجددا من المواجهة وتنسحب من الحرب التي تشنها.

وحول العلاقات الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي أكد شوير أن على واشنطن “إنهاء التحالف مع إسرائيل” مشددا على أن “إسرائيل شكلت عبئا كبيرا على الأمريكيين بل كانت أشبه بالسرطان بالنسبة لسياسة أمريكا الخارجية”.

وقال شوير إنه “لا يمكن لتنظيم “داعش” اليوم أن يطلب هدية أكبر من تلك التي يقدمها له أوباما وليس هناك رجل شريف واحد في واشنطن ليتحدث على هذا المستوى وإذا استمرينا بسياستنا الخارجية الحالية فسنخوض تلك الحرب إلى الأبد أما إذا بدلنا بعض أوجه السياسة الخارجية خاصة ما يتعلق باحتياجات الطاقة وبالموقف من السعوديين والإسرائيليين فيمكن لنا الوصول إلى مرحلة تؤدي لانقسام بين الجهاديين وتدفعهم إلى مقاتلة بعضهم بدلا من مقاتلتنا”.

وأشار شوير إلى أن الحروب تكلف الولايات المتحدة الكثير من الأموال والأرواح والخسائر الاجتماعية كما أنها تتيح للإرهابيين القول إنهم هزموا أكبر قوة في العالم بأسلحة تعود إلى السبعينيات مؤكدا أن التدخل الامريكي يزيد احتمال انتصار هؤلاء الإرهابيين.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تعد على رأس الدول التي قدمت مختلف سبل الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة كي تعيث فسادا وخرابا في سورية والعراق وذلك قبل أن تنتابها مع بقية دول الغرب مخاوف من عودة الإرهابيين القادمين من هذه الدول إلى بلدانهم الأصلية لتقوم بضربات جوية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي لتظهر بمظهر المحارب للإرهاب الذي دعمته.

وكان جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي” كشف الخميس الماضي أن نحو 12 مواطنا أمريكيا يقاتلون حاليا في صفوف التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية من أصل أكثر من 100 أمريكي حاولوا التوجه إلى سورية تمكن بعضهم من الوصول إليها وعاد قسم منهم إلى الولايات المتحدة بينما تم اعتقال آخرين قبل تمكنهم من الوصول إلى سورية للانضمام إلى تنظيمات متطرفة.