ورشة عمل حول توصيات مؤتمر القاهرة للسكان.. القش: وضع خطط لتجاوز الفجوة التنموية

دمشق-سانا

ناقش المشاركون في ورشة العمل التي نظمتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان اليوم آليات العمل لمتابعة توصيات مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية لما بعد عام 2014 في ضوء الأهداف التنموية وذلك في فندق الشام بدمشق.

واستعرض المشاركون أهداف التنمية المستدامة على المستوى العالمي ولا سيما مؤتمر القاهرة الدولي للسكان بناء على مؤشرات أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية والترابط مع أهداف الألفية والتنمية المستدامة الشاملة.

وركز المشاركون على الاطار العام والخاص بأهداف مؤتمر القاهرة الدولي للسكان من حيث التتبع والمراقبة والتنفيذ على المستويين العالمي والإقليمي لافتين إلى مجموعة من تجارب بعض البلدان العربية والمؤشرات الوطنية لتتبع أهداف وتوصيات مؤتمر القاهرة الدولي للسكان بناء على أهداف التنمية المستدامة.

وبين رئيس الهيئة السورية لشؤون الاسرة والسكان الدكتور أكرم القش أن الورشة مخصصة لمناقشة مؤشرات التنمية المستدامة ومن ضمنها المؤشرات التي أقرت في مؤتمر القاهرة الدولي للسكان لما بعد 2014 بحضور عدد من المعنيين في الوزارات والمؤسسات وأساتذة جامعيين وباحثين.

وأوضح القش أنه نتيجة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية لم يتم اجراء التعداد السكاني المقرر عام 2014 لذلك تعمل الهيئة بالتعاون مع الصندوق على ايجاد وسائل أخرى تمكنها من تقدير البيانات السكانية بشكل موضوعي ودقيق عبر المسوحات التي تمت خلال السنوات السبع الماضية والبيانات التسجيلية لدى الوزارات المعنية والاستفادة من خبرات اساتذة الجامعات السورية لافتاً إلى أن الهدف من ذلك وضع خطط لتجاوز الفجوة التنموية التي حدثت نتيجة الازمة والانطلاق لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.

وأضاف الدكتور القش: إننا “ننطلق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وهي 17 هدفا و169 غاية بما فيها الأهداف السكانية الخاصة بالصحة الإنجابية وقضايا سكانية مختلفة” مشيراً إلى أن الأجندة التنموية تحمل مؤشرات وطنية تختلف من دولة الى اخرى حسب الاولويات لذلك فهي مؤشرات مفتوحة ولافتاً إلى أن مجموعة من المؤشرات الوطنية التي أعدتها الهيئة تتركز حول الاطار السكاني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية بحيث يتم تحديد أولويات عمل كل جهة.

من جانبه أكد الدكتور عمر بلان الممثل المساعد لصندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية ضرورة ربط مؤشرات التنمية التي أقرت في إعلان مؤتمر القاهرة الدولي للسكان لما بعد عام 2014 والتي صدقت عليها سورية مع مؤشرات التنمية المستدامة واضافة طابع محلي على هذه المؤشرات بما يتوافق مع احتياجات واولويات التنمية في سورية.

واعتبر الدكتور بلان أن أهمية الورشة تأتي لتحديد المؤشرات الوطنية التي يجب العمل عليها وقيم الأساس التي يتم البناء عليها لقياس التطور المستقبلي والنشاطات القطاعية التي يمكن من خلالها الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة مؤكداً أهمية التشاركية بين مختلف القطاعات العامة والخاصة والأهلية لتحقيق هذه الغاية.

بدورها عرضت الدكتورة رفاه طريفي مسؤولة برنامج السكان والتنمية في صندوق الامم المتحدة للسكان مقررات مؤتمر القاهرة الدولي للسكان لما بعد عام 2014 في اطار اهداف التنمية ومتابعتها وتحقيقها بما يتوافق مع الاهداف التنموية والإنمائية التي لها علاقة بالسكان لافتة إلى أهمية وضع آليات تسهم في تحقيق المساواة والعمل على الصحة الانجابية وتقديم الخدمات ودعم الاولويات الوطنية وتوفير البيانات بهدف تحقيق السياسات التنموية.

من جهته أكد مستشار رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي رفعت حجازي أن سورية ستكون الدولة الاولى على مستوى العالم التي أعدت وستطلق عن قريب “التقرير الوطني الاول لأهداف التنمية المستدامة” بالرغم من الحرب الشرسة التي تشن عليها حيث تم انتاج التقرير من قبل فريق عمل تم تشكيله من كوادر المؤسسات الحكومية بالتنسيق مع الهيئة.

وأشار حجازي إلى وجود تقاطعات كبيرة بين أهداف المؤتمرات السكانية ومؤتمرات التنمية المستدامة خاصة فيما يتعلق بالأهداف الخاصة بصحة الأمهات والأطفال وتمكين المرأة في كل مناحي الحياة مبيناً أن التقرير الذي اعدته هيئة التخطيط يوضح ان سورية قبل عام 2011 كانت تسير على الطريق الصحيح بكامل اهداف التنمية الريفية بالإضافة لتناوله الفجوات السلبية التي حصلت نتيجة الازمة وآليات البناء على هذه الفجوات للوصول إلى واقع جديد يتم ادماجه في خطط التنمية المستقبلية.

ولفت وضاح الركاد مدير قضايا السكان في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان إلى أهمية الورشة لجهة تحديد مؤشرات سكانية في اطار التنمية المستدامة للاضاءة على اهم الاولويات الوطنية والفجوات الموجودة في هذا المجال وسدها بالإضافة إلى قضايا الصحة الانجابية والمساواة وتمكين المرأة.

يذكر أن الورشة تستمر على مدى يومين لمناقشة الفرص والتحديات في متابعة اعلان مؤتمر القاهرة الدولي للسكان لما بعد عام 2014 وآليات تطوير المؤشرات السكانية ضمن سياقه الاقليمي والتنمية المستدامة في مجال الصحة والأهداف التنموية من منظور سكاني ومناقشة عامة حول “النوع الاجتماعي والصحة الانجابية والمؤشرات الاقليمية”.

وكان مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية الذي عقد عام 1994 وضع اهدافا وتوصيات مدة تحقيقها 20 عاما ركزت على 13 محورا منها الترابط بين النمو السكاني والاقتصادي والانصاف بين الجنسين ودور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية وعلاقة النمو السكاني بمعدل الخصوبة وفي العام 2014 عقد  مؤتمر آخر في القاهرة تمت خلاله مراجعة تلك الاهداف وما حققته الدول المشاركة به كما ركز على المرأة والشباب والاشخاص ذوي الإعاقة والأسر المهجرة.

إيناس سفان

انظر ايضاً

في جامعة البعث… ورشة بعنوان (تعزيز قدرات الشباب في مجال التنمية والأسرة)

حمص-سانا أقامت كلية التربية في جامعة البعث بحمص اليوم بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة …