وليام هيغ يؤكد مجددا عزم بريطانيا مواصلة تقديم المساعدات للإرهابيين في سورية

لندن-سانا

بعد لحاقها بركب الولايات المتحدة في إطار ما يسمى “التحالف الدولي” المزعوم لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي جددت بريطانيا على لسان رئيس مجلس العموم ووزير الخارجية السابق “وليام هيغ” عزمها مواصلة تقديم المساعدات للتنظيمات الإرهابية في سورية تحت ستار ما يسمى “المعارضة المعتدلة” محذرا في الوقت ذاته من الخطر الذي يشكله تنظيم “داعش” الإرهابي وذلك في تناقض بات مألوفا عند الحديث عن مواقف الدول الغربية الحليفة لواشنطن التي تدعم الإرهاب في سورية من جهة وتدعي من جهة ثانية محاربته في دول أخرى.

وقد ضغط رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بكل قوته من أجل الحصول على تأييد مجلس العموم لقرار يجيز تنفيذ غارات جوية في العراق ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في محاولة مستميتة منه لتحسين موقعه المتقلقل داخل بريطانيا وحفظ ماء الوجه بعد فشله الذريع في الحصول على تصويت سابق بشان مشاركة بريطانيا في شن عدوان عسكري ضد سورية العام الماضي.

وفي تأكيد على إصرار بريطانيا على الاستمرار في تقديم كافة أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية أشار هيغ في تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية إلى ان مساعدة الإرهابيين الذين تدرجهم الولايات المتحدة وحلفاؤها بأسلوب مضلل واستفزازي في خانة ما يسمى “معارضة معتدلة” يعتبر من “أولويات بريطانيا” في دليل جديد على تصلب الموقف الرسمي البريطاني الداعم للإرهاب رغم الحقائق التي أثبتت ان الإرهابيين الذين يدعمهم الغرب في سورية تحت مسميات كاذبة لا يختلفون عن أولئك الإرهابيين الذين تزعم الدول الغربية محاربتهم.

وكان مجلس العموم البريطاني تبنى أمس الأول مذكرة للحكومة البريطانية تجيز تنفيذ غارات جوية في العراق ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في خطوة يؤكد مراقبون انها كانت ضرورية جدا بالنسبة لكاميرون وموقعه السياسي بعد الصفعة القوية التي تلقاها العام الماضي بعد رفض مجلس العموم المشاركة في عدوان عسكري ضد سورية.

ولم يفت هيغ محاولة تقديم تبريرات جديدة لمشاركة بريطانيا في الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة مع “شركاء” لها ضد مواقع لتنظيم “داعش” الإرهابي حيث اعتبر رئيس مجلس العموم البريطاني ان “العمل العسكري أصبح ضرورة” محذرا من ان تنظيم “داعش” الإرهابي “يمثل الخطر الأكبر منذ وصول الحكومة البريطانية الحالية برئاسة كاميرون إلى السلطة”.

وزعم هيغ “ان عواقب عدم القيام بعمل سيؤدي إلى تكاثر وربما النمو السريع لتنظيمات أخطر ترتكب جرائم مروعة وانتهاكات خطيرة” مشيرا إلى ان تنظيم “داعش” الإرهابي “خطط بالفعل لتنفيذ هجمات في بريطانيا وبدون عمل عسكري فان هذا التنظيم سيضربنا بسرعة كبيرة”.

ولم يخرج سيناريو مشاركة بريطانيا في تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق عن المألوف حيث تحرص لندن دائما على ان تحذو حذو حليفتها واشنطن في كل ما تفعله سواء من حروب أو حملات واعتداءات عسكرية وصولا إلى دعم التنظيمات الإرهابية.

وفي دليل صارخ على تحالف بريطانيا مع الدول التي تقدم كافة أشكال الدعم للإرهاب وعلى رأسها مشيخة قطر تهرب هيغ من إعطاء إجابة صريحة وواضحة حول موقف بلاده من تورط هذه الإمارة الخليجية بتمويل ودعم التنظيمات الإرهابية المختلفة في سورية منذ سنوات طويلة ولجأ كعادة غيره من المسؤولين البريطانيين إلى التقليل من خطورة التقارير الإخبارية التي تشير إلى حجم التدفقات والتمويلات الهائلة التي تقدمها مشيخة قطر للإرهابيين.

وحاول هيغ في تعليقه بهذا الخصوص التغاضي عن فظاعة ما تقوم به قطر وغيرها من مشيخات الخليج من عمليات تمويل وتسليح للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق مكتفيا بالتأكيد على ضرورة “تجنب أي عمليات متعمدة أو غير متعمدة لتمويل التنظيمات الإرهابية”.

وكشفت التقارير الإعلامية الكثيرة التي صدرت مؤخرا أن مشيخة قطر تعد أحد الداعمين الرئيسيين للتنظيمات الإرهابية المتطرفة بما فيها تلك التي تتبع لتنظيم “القاعدة” حيث يقوم عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والأثرياء القطريين بتقديم الدعم وجمع التبرعات وتحويل الأموال إلى تنظيمات وميليشيات إرهابية مختلفة سواء في سورية أو ليبيا أو الصومال.

وأوضحت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أمس ان أحد متزعمي تنظيم “داعش” الإرهابي حصل على تمويل يقدر بنحو مليوني دولار من متبرع قطري من أجل شن هجمات إرهابية ما يؤكد الدور الكبير الذي تلعبه مشيخة قطر في تمويل التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية وارتباطها الوثيق بهذه التنظيمات سواء على صعيد الأفراد أو المسؤولين في نظام آل ثاني.