الشريط الإخباري

(أنا وطفلي).. نحو مجتمع أكثر وعيا وتقبلا لمفهوم الإعاقة

طرطوس-سانا
يشارك مركز “أنا وطفلي” رحلة مئات الأسر ويسير معهم خطوة بخطوة ليكونوا أكثر قدرة على التعامل مع أطفالهم المتأخرين نمائيا ويصلون معهم إلى مجتمع أكثر وعيا وتقبلا لمفهوم الإعاقة وأكثر قدرة للتجاوب مع هذه الشريحة وخلق بيئة مساعدة لتحقيق ذواتهم.
ومنذ عام 2008 فتح المركز التابع لمديرية صحة طرطوس أبوابه أمام الأطفال ذوي التأخر النمائي من عمر الولادة وحتى ست سنوات ليقدم لهم خدمات مجانية وفق برنامج متخصص وعن طريق كوادر مؤهلة ومدربة.
ويعمل المركز حسب مديرته رغداء حسين من خلال برنامج بورتيج الذي يبدأ بتقييم حالة الاطفال وتحديد نوع إعاقتهم ونقاط ضعفهم ثم وضع خطة تربوية فردية لكل طفل على حدة حسب درجة إعاقته ويستقبل البرنامج الإعاقات البسيطة والمتوسطة ويستثنى منها أطفال الإعاقات الشديدة والصم والبكم والمكفوفين وذلك لحاجتهم لبرامج تأهيل خاصة غير موجودة في المركز.
وينطلق المركز من هدف أساسي يتمثل حسب حسين بدمج الأطفال بعد تأهيلهم في الرياض والمدارس دمجا اجتماعيا وتربويا وأكاديميا حيث يستقبل كل الإعاقات الذهنية المتوسطة والبسيطة كمتلازمة داون وأطفال التوحد وأطفال الإعاقة الحركية وتأخر النطق والمصابين بالإعاقات السمعية التي لا تصل إلى درجة الصمم والإعاقات البصرية التي لا تصل إلى درجة كف البصر وذلك بعد تأمين المعينات البصرية والسمعية للطفل الذي يتم العمل على تأهيله.
ويخصص المركز لكل طفل جلسة أسبوعية بحضور الأم لكونها المعلم الأول والحلقة الأولى في تكوين شخصية الطفل في هذه المرحلة من العمر حيث يتم تدريبها على كيفية التعاطي والتعامل مع الطفل في المنزل من النواحي الإدراكية والاتصالية والاجتماعية والحركية والمساعدة الذاتية.
وتؤكد حسين ضرورة التواصل مع الأسرة باعتبارها الركيزة الأساسية للعمل مع الطفل ومشاكلها تؤثر سلبا على تطوره وعمليات تأهيله وفي الحالات التي تظهر فيه الأسرة تعاونا جيدا يصل المركز إلى نتائج أفضل مشيرة إلى أن المركز يقيم جلسات إرشاد نفسي للأسر جماعية وفردية ونشاطات ترفيهية لكسر الجليد بين الامهات وإتاحة الفرصة لتبادل تجاربهن وفتح قنوات الاتصال بين الأسر وإعطائهن طاقة ايجابية للاستمرار بالعمل داخل المنزل مع الطفل.
ويدخل الأطفال المراجعين بعد تأهيلهم إلى روضة المركز الخاصة لمدة عام دراسي كامل تمهيدا لدخولهم إلى رياض دمج خارج المركز وتوضح حسين أنه يتم التنسيق عند بداية كل عام دراسي مع مديرية التربية بناء على شراكة قائمة بين المركز والمديرية لتحديد إمكانات الطفل وقدراته على دخول المدرسة أو تأجيله ومتابعته ضمن الصف مؤكدة وجود مسؤولية مضاعفة بعد دخول الطفل الرياض حيث يحتاج بعدها لمتابعة وحماية أكثر وجهد لضمان تقبل اقرانه له.
ويطلق المركز حسب حسين عددا من النشاطات اللاصفية بهدف إطلاق العنان لخيال الأطفال ودمجهم وتنمية حس الإبداع لديهم كما يتم التحضير لحفل تخريج الأطفال في نهاية كل عام دراسي وتدريبهم على أنشطة في المسرح والقصة والرسم.
وتشير حسين إلى الحاجة لتوسيع المركز وتأمين غرف إضافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة للأطفال المراجعين له مؤكدة حرص المركز على توفير دورات تدريبية للكوادر العاملة في المركز وفرعيه في بانياس والشيخ بدر باستمرار ليواكبوا كل جديد في مجال الإعاقة مبينة انه يتم العمل حاليا لافتتاح فرع في مدينة صافيتا.
ويضم المركز أقسام البورتيج والعلاج الفيزيائي والنفسي والحركي وقسم تأهيل النطق واللغة وقسم التوحد والإرشاد النفسي الذي أحدث مؤخرا ووصل عدد الأطفال المراجعين له منذ بداية تأسيسه عام 2008 إلى 1217 طفلا والاطفال الذين دخلوا الرياض الدامجة والمدارس خلال عام 2013 تجاوز 25 طفلا.
غرام محمد