أكاديمي: تنامي الفكر التكفيري بتونس بسبب مساندة الحكومة للإرهابيين في سورية

تونس-سانا
أكد الدكتور عبد اللطيف الحناشي أستاذ التاريخ السياسي والمعاصر والراهن في الجامعة التونسية أن مواقف الحكومة التونسية الحالية المساندة للمجموعات “المسلحة” في سورية واستضافتها لما يسمى مؤتمر “أصدقاء سورية” أسهمت في تنامي الفكر التكفيري /الجهادي/ في تونس.
وخلص الحناشي في بحث ميداني أجراه حول ظاهرة السلفية المتشددة فكريا إلى أن العفو العام الذي أصدرته الحكومة التونسية عن السلفيين التونسيين الذين حملوا السلاح ضد الدولة قبل التغييرات السياسية في ليبيا وتدخل الناتو فيها عسكريا عام
2011 أدى إلى تصاعد الفكر السلفي وانتشاره بشكل كبير بين شريحة الشباب التونسيين بالتوازي مع دعم دول الخليج الكبير وإغداقها الأموال الطائلة سواء للجمعيات أو للشخصيات الدينية الاعتبارية وتوظيف المساجد واستغلالها لبث هذا الفكر ولاستقطاب شباب حديث العهد بالتدين.
واعتمد الحناشي في بحثه على عينة من التونسيين الذين شاركوا في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية حيث توصل إلى أن متوسط أعمار هؤلاء يبلغ 25 سنة مبينا أن “الأغلبية منهم حديثو التدين وبينهم متعلمون وأميون وعاطلون عن العمل”.
وقال الحناشي إن “ظاهرة المسلحين التونسيين هي ظاهرة ذكورية بالأساس” إلا أن بعض المؤسسات الإحصائية الأمريكية تؤكد تصدر تونس قائمة الدول التي تصدر النساء /للجهاد/ في سورية حيث بلغ عدد القتيلات من الجنسية التونسية 18 امرأة وعشر
مغربيات وسبع سعوديات وست شيشانيات وأربع لبنانيات.
في سياق متصل كشفت صحيفة الشروق التونسية عن إصدار الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس حكما بتبرئة مواطن تونسي عاد من سورية مؤخرا بعد أن تلقى تدريبات عسكرية مع مجموعة مسلحة تقاتل ضد الدولة السورية.
وجاء في ملف القضية أن الوحدات الأمنية اعتقلت شابا ينتمي إلى تيار ديني متشدد وإحالته على النيابة العمومية حيث صدرت بطاقة إيداع بالسجن مع توجيه تهم منوطة بقانون الإرهاب قبل ان يصدر قرار من المحكمة بعدم سماع الدعوى بحسب الصحيفة.
واعترف المتهم خلال جلسة الاستجواب بسفره إلى سورية وأنه “تلقى تدريبات عسكرية وقتالية وتدرب على استعمال السلاح ونشاطه ضمن مجموعة تطلق على نفسها اسم /كتيبة جيش محمد/ دون أن يقوم بأعمال إرهابية”.
وتعد تونس مركز الانطلاق الأول للإرهابيين التكفيريين الذين شاركوا في سفك دماء السوريين