سيرة المعري الذاتية في محاضرة بثقافي جرمانا

ريف دمشق -سانا

سيرة حياة أبي العلاء المعري الذاتية وتأثره بالفلسفة الإغريقية وأفكاره الوجودية كانت أهم محاور المحاضرة التي أقامها المركز الثقافي العربي في مدينة جرمانا.

وجاء في المحاضرة التي ألقاها الباحث حسين محرز أن المعري سبق فلاسفة الوجودية في العصر الحديث بنحو ألف عام مشيرا إلى تأثر الغرب بأشهر كتاب لأبي العلاء المعري وهو “رسالة الغفران” كما تجلى ذلك في كتاب “الكوميديا الإلهية” لدانتي لافتا إلى انقطاع أبي العلاء في سجنه الإرادي في بيته فسمي رهين المحبسين بينما هي تعدت إلى الثلاثة مستشهدا على ذلك بقوله: “أراني في الثلاثة من سجوني.. فلا تسأل عن الخبر النبيث لفقدي ناظري ولزوم بيتي.. وكون النفس في الجسد الخبيث”.

وأشار الباحث إلى تحول أبي العلاء عن أكل أي شيء حيواني حتى الأسماك والحليب ومشتقاته لأنه لا يقبل إيلام الحيوان معبراً عن ذلك بحائيته: “غدوت مريض العقل والدين فالقني.. لتسمع أنباء الأمور الصحائح فلا تأكلن ما أخرج الماء ظالماً.. ولا تبغ قوتاً من غريض الذبائح”.

وعن تأثره بالفلسفة الذرية الإغريقية التي تقول بأن الكون من أكبر نجومه إلى أصغر مخلوقاته يتألف من ذرات تكاد لا ترى بين محرز أن أصداء هذه الأفكار ظهرت في قصائد المعري معبراً عن تلك الفكرة بقوله: “إذا افترقت أجزاؤنا حط ثقلنا.. ونحمل عبئاً حين يلتئم الشعب”.

ولفت الباحث إلى أن مؤلفات أبي العلاء وسلوكه كانا يعبران عن إيمانه بعبثية الوجود فتكررت مفردة العبث في شعره عندما تفكر عما يدور في هذا الكون فقال في هذا الصدد: “لست أدري ولا المنجم يدري..ما يريد القضاء بالإنسان”.

محمد خالد الخضر