روحاني: غارات التحالف على مواقع “داعش” الإرهابي في سورية غير شرعية

طهران-سانا

انتقد الرئيس الايراني حسن روحاني الغارات الجوية التي قامت بها امريكا وبعض حلفائها والتي استهدفت تنظيم “داعش” الإرهابي داخل الاراضي السورية كونها تأتي دون قرار من مجلس الامن الدولي أو طلب سورية الرسمي قائلا: “إن شن غارات جوية على أي بلد ذي سيادة يجب أن يكون إما في إطار قرارات مجلس الأمن أو بمطالبة مسؤولي هذا البلد رسميا”.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية (ارنا) اليوم أن روحاني أكد في تصريح لوسائل الإعلام الأمريكية أن سورية حكومة وشعبا تريد أن تتخلص من الإرهابيين لأنها تعرضت لأكثر الأذى والاضرار من قبل التنظيمات الارهابية.

وكانت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” أعلنت في وقت سابق اليوم أن الجيش الأميركي وشركاء” شنوا للمرة الاولى غارات على مواقع لتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية كما أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أن الجانب الاميركى أبلغ أمس مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري بأنه سيتم البدء بتوجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم داعش/ الارهابى في الرقة.

وحول سبل مكافحة الإرهاب في سورية أضاف روحاني “أنه يجب اولا ان يحل الاستقرار في هذا البلد وان احلال الاستقرار في سورية لا يمكن من دون تعاون الحكومة المركزية حتى إذا كانت هناك انتقادات لأداء هذه الحكومة”.

وأشار روحاني إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية وتصويت الشعب السوري لصالح الحكومة السورية الحالية داعيا إلى تجفيف جذور الارهاب وتوفير الأرضية لعودة المهجرين السوريين من الدول المجاورة مثل تركيا والعراق والاردن ولبنان لكي يحل الأمن والأمان والاستقرار في هذا البلد.

وأوضح الرئيس الايراني أن الحدود السياسية لأي دولة لن ترضي الارهابيين وأنهم حيثما تواجدوا يلحقون الأذى بالناس وينتهكون القانون ويقومون بممارسات إرهابية ويتعاملون مع النساء والأطفال بشكل وحشي بحيث أن جميع هذه الأعمال لا تطاق.

وشكك الرئيس روحاني بجدية واشنطن في محاربة الارهاب متسائلا.. “أليس هذا التصرف متناقضا لبلد يقول انه يريد ان يحارب مجموعة إرهابية في سورية وفي نفس الوقت يشكل مجموعات مسلحة وإرهابية لمحاربة الحكومة المركزية”.

وحول إمكانية لقائه نظيره الأمريكي باراك اوباما أكد روحاني أنه ليس هناك أي خطة لإجراء هذا اللقاء وعلى هذا الاساس لن يتم أي لقاء قائلا” “اذا ما تقرر في أي زمان أن يتم لقاء بين الرئيسين الايراني والامريكي فعندئذ يجب توفير التمهيدات اللازمة بحيث تبدا هذه التمهيدات في بعض الاحيان قبل اسابيع لذلك فإن مثل هذا اللقاء لن يتم في الظروف الراهنة”.

وأشار الرئيس الإيراني إلى المحادثة الهاتفية التي أجراها العام الماضي مع نظيره الامريكي وقال “إنه طرح خلال هذه المحادثة الهاتفية الخطوط العريضة للتعاون وتوصلنا إلى هذه النتيجة بانه في حال تسوية الموضوع النووي الايراني فإن الطريق ستمهد لمزيد من التعاون بين البلدين”.

وحول المفاوضات النووية الجارية مع مجموعة خمسة زائد واحد أكد روحاني أن إطالة أمد المفاوضات تسبب في تعزيز التشاؤم التاريخي في إيران تجاه السلوك الغربي والأمريكي بحيث يمكن أن تشكل عائقا أمام التعاون السريع بين إيران وأمريكا في مختلف القضايا الاقليمية والدولية لافتا إلى أنه في حال تسوية هذه القضايا فإن الظروف في العلاقات بين ايران وامريكا ستشهد تحولا وتغييرا.

وأضاف: “إن حصل توافق نهائي في مجال الموضوع النووي الايراني فسيتوسع حتما التعاون الثنائي” موضحا انه بعد هذا الموضوع يمكن التعاون في مجال مكافحة الارهاب وبذل الجهود لإحلال الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط الحساسة.

واعتبر الرئيس روحاني ان فرض الحظر على الدول نهج خاطئء وغير صائب لم يسفر عن اي نتيجة لأمريكا سوى اضاعة الفرص لتنمية العلاقات قائلا.. “إن التبادل الاقتصادي لبلد ما لن يتوقف من خلال فرض الحظر لان الحظر سيحرف مسار الماء الا انه لن يتمكن من عرقلة حركته”.

وأشار روحاني إلى أن حظر المواد الغذائية والادوية عمل مناهض للإنسانية ويتناقض مع القوانين الدولية وحقوق الانسان مبينا أن الحكومة الايرانية توصلت إلى الحلول اللازمة لتلبية متطلبات شعبها إلا أن هذا الحظر مرفوض من الاساس خاصة اذا كانت التهم غير واقعية وتقوم على أوهام.

وجدد الرئيس الايراني تأكيده بأن بلاده لا تسعى وراء الأسلحة النووية وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها الجهة المسؤولة في هذا المجال أكدت مرارا في تقاريرها أنه ليس هناك اي وثيقة بهذا الخصوص ولم يحدث اي انحراف في النشاطات النووية السلمية الايرانية.

وفي وقت سابق انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني قيام الولايات المتحدة الامريكية اليوم باستهداف مواقع تنظيم داعش الإرهابي داخل سورية واصفا الضربات الأمريكية بالاجراء “غير المشروع لأنه جاء دون موافقة سورية أو إذن من مجلس الأمن الدولي”.

وقال روحاني في تصريح لقناة بي بي سي الأمريكية من نيويورك نقلته وكالة الأنباء الإيرانية إرنا.. إن الطائرات الامريكية قامت بما يقارب 14 طلعة جوية واستهدفت مواقع تنظيم داعش الإرهابي دون موافقة سورية وإذن من منظمة الامم المتحدة علما أن استهداف أمريكا لمواقع هذا التنظيم الارهابي في العراق جاء بموافقة الحكومة العراقية التي طلبت المساعدة في ضربه بينما سورية لم تطلب القيام بهجمات عسكرية من أحد.

يشار الى ان الرئيس الايراني حسن روحاني يقوم بزيارة لنيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة.

عبد اللهيان: مكافحة الارهاب يجب ان تتم في اطار القانون الدولي

من جانبه ذكر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان خلال لقائه اليوم في طهران المدير العام لوزارة الخارجية السويسرية في شؤون الشرق الأوسط ولفغاتغ برولهارت.. إن “مكافحة الارهاب يجب ان تتم في اطار القانون الدولي واحترام سيادة الدول” مؤكدا أن أي اجراء خارج هذا الاطار وانتهاج التعاطي المزدوج في مكافحة الإرهاب سيجعل مشاكل المنطقة أكثر تعقيدا.

ووصف عبد اللهيان التعاطي مع ظاهرة الارهاب بصورة انتقائية بـ”الخطأ الاستراتيجي” مشددا على ضرورة التنسيق بين الحكومات في هذه العملية.

وأشار المسؤول الإيراني خلال اللقاء إلى المواقف المبدئية والثابتة لإيران في مكافحة الارهاب مطالبا المجتمع الدولي بتحمل المسوءولية في هذا المجال لأن تكرار الاخطاء الماضية في مسار مكافحة الارهاب لا يسهم في ارساء الاستقرار والامن في المنطقه ويوفر الارضية للإرهابيين ليستغلوا الموقف ويعززوا أنفسهم.

بدوره أكد المسؤول السويسري اهمية التشاور والحوار مع ايران بشأن قضايا المنطقة ودورها الإيجابي في التطورات موضحا أنه تم التباحث في قضايا عدة تتعلق بالتطورات في المنطقة خاصة ما يتعلق بالأزمة في سورية خلال السنوات الماضية لافتا الى أنه اتخذ خطوات جيدة من قبل البلدين في مجال الشوءون الانسانية.

وكان عبد للهيان أكد في تصريح سابق له أن “إيران ستواصل مشاوراتها مع سورية وكل الاطراف الاقليمية والدولية ومن بينها الامم المتحدة لبحث تداعيات الضربات الامريكية” مجددا الموقف الإيراني الرافض لأي عمل عسكري ضمن الأراضي السورية دون طلب الحكومة السورية والالتزام بالقوانين الدولية لأن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تشكل اساسا لانتهاك السيادة الوطنية لدول العالم.

واعتبر عبد اللهيان أن السبيل لمكافحة الارهاب ليس في “المغامرات الهوليوودية” لأن اعتماد الولايات المتحدة على خياراتها التدخلية السابقة هو من عوامل انتشار ظاهرة الإرهاب الحالية.

أفخم تحذر من التعامل المزدوج مع ظاهرة الإرهاب

من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن الهجوم العسكري الذي شنته الولايات المتحدة وعدد من حلفائها على بعض الاهداف لتنظيم /داعش/ الارهابي داخل الاراضي السورية ياتي في اطار عمليات التدخل السابقة في المنطقة والتي ادت الى المزيد من تعقيد الاوضاع فيها مضيفة ان هذا الهجوم يعد “انتهاكا للسيادة الوطنية السورية والقوانين والمبادئ الدولية بحيث يترتب عليه دوليا نتائج سلبية كثيرة”.

وحذرت أفخم في تصريح لها اليوم من تكرار مثل هذه الاخطاء التي ارتكبتها امريكا وبعض الدول في السابق بشأن التعامل المزدوج مع ظاهرة الارهاب وتسليح العصابات المعروفة في المنطقة مؤكدة أن مسؤولية عواقب الاجراء الامريكي الجديد ومن بينها مقتل وجرح المواطنين الابرياء تقع على عاتق من قام بتمهيد الارضية لدخول السلاح والإرهاب إلى سورية وسائر دول المنطقة موضحة أن هؤلاء من خلال دعمهم المالي والتسليحي أيضا للعصابات المتطرفة قاموا بتأجيج نار الأزمة في سورية والمنطقة.