شخصيات وجمعيات لبنانية تدين الاعتداء الإرهابي على عناصر الجيش في عرسال

بيروت-سانا

أدان لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له الجيش اللبناني في بلدة عرسال أمس والإعتداءات على حواجزه في بعض مناطق طرابلس معتبرا أن المدان الأكبر هم أصحاب الخطابات التحريضية الفتنوية بحق المؤسسة العسكرية.

وحذر اللقاء في بيان له اللبنانيين “مما تخطط له التنظيمات الإجرامية الإرهابية لضرب لبنان” داعيا الى الوحدة بين الجميع درءا للمخاطر وصونا لإستقرار لبنان.

كما أدان رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان الاعتداء الإرهابي على الجيش اللبناني وقال إن الإنتصارات المتتالية التي تحققت في لبنان وفلسطين هي بفضل إيماننا ورسوخ عقيدة المقاومة للعدو.

ودعا قطان في كلمة له في النبي شيت في البقاع الشمالي جميع اللبنانيين الى الوقوف مع الجيش وخلفه في مواجهة الهجمة التكفيرية الحاقدة معتبرا أن الحركات التكفيرية ولا سيما تنظيم داعش وجبهة النصرة الإرهابيين حركات صهيونية غربية حاقدة وأن أعمالها بعيدة كل البعد عن الإسلام.

من جهة ثانية دعا الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري في لبنان أسامة سعد الحكومة اللبنانية للمبادرة إلى استخدام مختلف الوسائل السياسية والعسكرية والدبلوماسية وسواها من أجل وضع حد “لتمادي” التنظيمات الإرهابية وإجرامها.

وأكد سعد ضرورة تحرير العسكريين المخطوفين وإنقاذ عرسال من براثن الإرهابيين الذين حولوا أهلها إلى رهائن وأقدموا على تهجير الكثيرين منهم وتشريدهم وممارسة التهديد والوعيد بحقهم.

وطلب سعد في كلمة اليوم من الحكومة اللبنانية “تطبيق خطة مواجهة شاملة للجماعات الإرهابية تشمل الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية” موضحا أن الإرهاب لم يعد تهديدا محتملا بل بات يرتكب القتل والتخريب في لبنان ويشكل خطرا مصيريا على لبنان واللبنانيين.

وأشار سعد إلى أن الارتباك والتردد في سياسة الحكومة وإجراءاتها تجاه التنظيمات الإرهابية لم ينتجا إلا الخسائر “الصافية” على مختلف الصعد الوطنية السياسية والأمنية وهي خسائر تطول أيضا الاستقرار كما تطول النسيج الوطني والاجتماعي اللبناني.

وكان عنصران من الجيش اللبناني استشهدا وجرح ثلاثة آخرون أمس إثر انفجار عبوة ناسفة موضوعة إلى جانب الطريق فى عرسال بين منطقة المصيدة ووادى حميد أثناء مرور شاحنة للجيش.

حطيط: الحسم العسكري هو العمل الوحيد الذي يعالج قضية عرسال

في سياق متصل  أكد الخبير العسكري الاستراتيجي اللبناني العميد أمين حطيط أن الحسم العسكري هو العمل الوحيد الذي يعالج قضية عرسال شرق لبنان إلا أن ما يؤخره هو مواقف بعض الفرقاء السياسيين اللبنانيين المرتبطين بالخارج والذين يعمدون الى ترك الجرح ينزف في هذه البلدة البقاعية خدمة لمخططات إقليمية ودولية
تعاكس مصلحة لبنان الأمنية.

وأوضح العميد حطيط في حديث لمراسل سانا في بيروت اليوم أنه بدل أن تقوم الدولة اللبنانية باتخاذ التدابير العسكرية اللازمة فقد لجأت الى العمل السياسي “الممالئ” للإرهابيين وهو عمل مرفوض ومدان مشيرا الى أن الدولة اللبنانية أخطأت منذ البدء في معالجة ملف بلدة عرسال بعد الضغط الذي تعرضت له من الفريق السياسي التابع لتيار المستقبل ما أوصل الأمور الى هذه الصورة من السوء.

وقال حطيط “دائما ما تكون الحروب في الميدان من ضمن إحدى الفئات الثلاث إما ان تكون حرب حسم او حرب إشغال بالإلهاء عن عمل آخر او تكون حرب استنزاف” مشيرا إلى أن لبنان لا يحتاج إلى حرب إشغال وليس قادرا على تحمل حرب استنزاف كما هو الحال الآن وبالتالي فإن لبنان مضطر لخوض حرب حسم في جرود عرسال وخاصة أن الثغرة الأمنية الموجودة هناك هي من الطبيعة التي يمكن السيطرة عليها حتى الآن فيما لو اتخذ القرار السياسي الحازم “بعيدا عن التذاكي والتحايل على الواقع”.

وأضاف العميد حطيط” إن الحسم العسكري في بلدة عرسال وفقا لطبيعتها الجغرافية لا يمكن ان يتم بدون التنسيق مع الدولة السورية” مشيرا إلى أن هناك العديد من الاتفاقات الأمنية التي تتيح للجيش اللبناني التنسيق مع الجيش العربي السوري لمعالجة هذا الخطر المستمر مضيفا .. بما أن جغرافية عرسال مرتبطة
بالجغرافية السورية “يجب أن يوضع الإرهابي في جرود عرسال بين مطرقة الجيش اللبناني وسندان الجيش العربي السوري وان يتناغم الجيشان في تنفيذ العملية العسكرية في الميدان للقضاء على الإرهابيين”.

كما أكد العميد حطيط أن استخدام الإرهابيين اسلوب العبوات الناسفة في بلدة عرسال ضد الجيش اللبناني ليس جديدا إلا أن التنظيمات الارهابية بدات مرحلة جديدة في حرب عرسال وهي العمل مباشرة ضد الجيش اللبناني مشيرا الى ان سبب الدخول في هذه المرحلة يعود إلى “بدء الجيش اللبناني بالعمل وفق القواعد
العسكرية الميدانية التي لا تتأثر بالمواقف السياسية”.

وأوضح أن الإرهابيين شعروا بأن الجيش اللبناني يلعب إحدى أوراق القوة الرئيسية الموجودة بيده لإطلاق سراح العسكريين وهي “ورقة الحصار” حيث تبين جليا بأنه مع بدء الجيش استخدام تلك الورقة بدأ الارهابيون بالاستغاثة ما أدى الى رد فعل تجاه عناصر الجيش وهذا دليل على أن الورقة ناجحة مضيفا “أن هذا
لا يعني بأن على الجيش اللبناني التراجع بل أن يتابع عملياته العسكرية ويرتقي في سلم إحكام الحصار ثم يستخدم الأوراق المتبقية”.

وكان الجيش اللبناني أوقف اليوم شخصين أحدهما سوري في بلدة عرسال شرق لبنان لانتمائهما إلى تنظيمات ارهابية والمشاركة في الاعتداء على مراكز للجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني كما نفذت وحدات عسكرية أمس عمليات دهم وتفتيش تمكنت خلالها من توقيف عدد كبير من الاشخاص وباشرت بالتحقيق معهم إثر التفجير الإرهابي الذي استهدف الية تابعة له فى بلدة عرسال وأدى إلى استشهاد جنديين لبنانيين وإصابة ثلاثة آخرين.