كاتب فرنسي: الغربيون يخطؤون عندما يمتنعون عن التعاون مع سورية وإيران لمحاربة الإرهاب

باريس-سانا

أكد الكاتب والصحفي الفرنسي رونو جيرارد أن الغربيين اخطؤوا عندما أعلنوا أنهم لن يتعاونوا مع الحكومتين السورية والإيرانية بشأن مكافحة إرهاب تنظيم داعش “لأنهما ليسا عدوين لنا”.

وقال الكاتب جيرارد في مقال نشرته صحيفة الفيغارو الفرنسية بعنوان “تمييز العدو عن الخصم” “إن سورية وإيران ليسا من أعدائنا ولا يريدان قتل الفرنسيين أو الإضرار بمصالحهم الجيوسياسية والاقتصادية.. وأن عدونا الحقيقي هو الذي وضع القنابل في مترو الأنفاق في باريس.. الذي قتل اولادنا وجنودنا في تولوز وهو الذي قطع رأس الصحفيين والعاملين في المجال الانساني في سورية أنها الاسلاموية الدولية”.

وأضاف الكاتب جيرارد “عندما تقاتل عدوا يريد موتك فيجب معرفة العمل مع جميع الحلفاء المحتملين حتى مع هؤلاء الذين هم خصومك على مستوى الأفكار” منتقدا بهذا الصدد السياسات الفرنسية الخاطئة في اكثر من حقبة تاريخية.

وقال الكاتب الفرنسي “لقد اخطأ الآن جوبيه الذي كان وزيرا للخارجية عندما أغلق من جانب واحد السفارة الفرنسية بدمشق.. فالدبلوماسية تنفع للكلام ليس مع أصدقائها وإنما مع خصومها .. إننا لا نرى شيئا خلال تدفق الجهاديين بين الأراضي الفرنسية والسورية وباغلاقنا سفارتنا بدمشق فقد تخلينا عن كل تعاون مع السلطات السورية للكشف عنهم” .

وانتقد ازدواجية المعايير التي تتعامل بها السياسة الفرنسية مع الدول مشيرا بهذا الصدد الى ان فرنسا تغفر للسعودية العدد الذي لا يحصى من التمويلات للتنظيمات الارهابية التي كانت قد قامت بها في الماضي.

وشدد الكاتب الفرنسي على أن سياسة تغيير الأنظمة بالقوة العسكرية أثبتت فشلها مشيرا بهذا الصدد إلى ما جرى ويجري في العراق وليبيا موضحا أن العدوان على ليبيا عام /2011/ كان “أخطر خطأ استراتيجي ارتكبته الجمهورية الخامسة في السياسة الخارجية الفرنسية”.

يشار إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يواصل السير في سياساته الرعناء تجاه سورية وتتبع النهج المرسوم له أمريكياً حيث دعا أمس إلى دعم من تسميهم الإدارة الأمريكية “المعارضة السورية المعتدلة” بكل السبل رغم أن عدداً كبيراً من تنظيماتها انضووا في القتال إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي رغم التحذيرات التي يطلقها دبلوماسيون وسياسيون من خطورة مثل تلك الخطوة حيث ستذهب أغلب الأسلحة التي سيزودون بها إلى هذا التنظيم الإرهابي وهو ما حصل فعلاً قبل ذلك.

صحيفة فرنسية تشير إلى ارتباط دول خليجية بعلاقات غامضة مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة

في سياق آخر ألمحت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إلى ارتباط بعض الدول الخليجية دون أن تسميها بعلاقات غامضة مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل “جبهة النصرة” وحتى تنظيم “داعش” الإرهابي.

وبينت الصحيفة في سياق تحليل كتبه جان بيير بيران بعنوان “التحالف ضد تنظيم داعش الانسحاب الغريب للدول العربية” نشرته في عددها الصادر اليوم أن بعض العائلات الكبيرة وأجهزة المخابرات في تلك الدول ساعدت البعض من نظرائها الغربيين من أجل استعادة رهائنهم الذين اختطفتهم هذه التنظيمات الإرهابية في إشارة إلى دويلة قطر معتبرة أن تلك الدول الخليجية تبدو غير راغبة كثيرا في المشاركة في حملة الغارات التي تقوم بها أمريكا في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن سكان المنطقة المتعبون من آثار الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 يرون في التحالف العسكري الجديد الذي يتم الإعداد له “تجسيدا جديدا للحروب الصليبية أو الاستعمار”.

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى موقف بعض الحكومات الخليجية من المشاركة في التحالف الدولي واصفة إياها بالغريبة موضحة أن السلطات السعودية اكتفت بإعلان تدريب مسلحي من يسمونهم “المعارضة المعتدلة” في سورية وكذلك اعتبار السلطات في قطر “أنه من السابق لأوانه البت فيما إذا كانت ستسمح للطيارات الأمريكية أن تقلع من قاعدة العيديد”.

وأضافت الصحيفة من الملفت للنظر أن مصر بقيت بعيدة عن التحالف رغم أنها تواجه مجموعات مقربة من تنظيم “داعش” الإرهابي في سيناء كما غابت بلدان المغرب العربي بالرغم من أنها متأثرة بالمجموعات “الجهادية” التي تشمل انخراط ما لا يقل عن 3000 تونسي وأكثر من 1000 مغربي في صفوفها.

وتؤكد الكثير من التقارير الإخبارية الارتباط الوثيق بين تنظيم “داعش” الإرهابي وبعض الدول الخليجية التي أسهمت بإيجاده ودعمه وتوسعه وامتداده.