السعيد: جامعة الدول العربية لم تستطع مجابهة التحديات التي تهدد الوجود العربي

القاهرة-سانا

أكدت الكاتبة والإعلامية المصرية سناء السعيد أن: “الجامعة العربية عجزت عن أن تكون جهازاً فاعلاً للأمة العربية ولم تستطع مجابهة التحديات التي تهدد الوجود العربي نفسه بل أصبحت كنتوء شيطاني يعمل ضد مصالح دول المنطقة وأسقطت بذلك ميثاقها وغيبت إرادتها السياسية بعد أن سمحت للمؤسسات الدولية والإقليمية بالتدخل في شؤون دولها.”

وأشارت السعيد في مقال بصحيفة الأسبوع المصرية إلى أن الجامعة العربية ظهرت وكأنها تدار من وراء الستار بضوء أخضر من الولايات المتحدة وفقدت الدور المناط بها وغدت اجتماعاتها سراباً وقراراتها عديمة الجدوى وسرعان ما توضع على الرف دون أي تفعيل.

واستعرضت السعيد العديد من مواقف الجامعة حيال القضايا العربية التي تثير التساؤل وقالت: “رأينا على سبيل المثال لا الحصر عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة يتورط في الشأن الليبي عندما استدعى حلف شمال الأطلسي الناتو إلى ليبيا في أعقاب ما سمي بثورة الربيع العربي فمنح الغرب من خلال الجامعة العربية الحق في دك البلاد على رؤوس أهلها واغتيال العقيد معمر القذافي وبالتالي كان الجسر الذي مرت عليه المؤامرة القطرية داخل أروقة الجامعة العربية.”

وتابعت أن: “موسى أعطى الضوء الأخضر للتدخل في ليبيا بشكل أدى فيما بعد إلى سيطرة الإهابيين المتطرفين عليها وإلى إثارة الصراعات بين القبائل لينتهي بها الوضع إلى ما هو عليه الآن من تفكك وانهيار.”

وأضافت الكاتبة المصرية أن الخطأ في ظل رئاسة نبيل العربي لأمانة الجامعة يتكرر حالياً عندما بادرت الجامعة التي كان يديرها حمد بن جاسم واتخذت قراراً شائناً في تشرين
الثاني2011 بتجميد عضوية سورية الدولة العربية الشقيقة والعضو المؤسس للجامعة في خطوة غير مسبوقة ولم تكتف الجامعة بذلك بل بادرت بفرض عقوبات اقتصادية عليها ففتحت الطريق أمام الغرب ليقوم بالشيء نفسه وفي آذار عام 2013 سمحت لأعضائها بتسليح ما يسمى المعارضة السورية.

وأكدت السعيد أنه كان من الطبيعي وقد وصلت الجامعة العربية إلى هذا الحد من الضياع ألا يكون هناك تفعيل حقيقي لاتفاقية الدفاع العربي المشترك بل تحولت هذه الاتفاقية بقدرة قادر لتكون جسراً لتمرير الغزو الأمريكي للعراق في آذار 2003 وأخيراً رأينا موقفها الشائن من سورية.

وتساءلت السعيد هل غاب عن العربي الذي خرج في أعقاب اختتام أعمال الدورة ال142 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في السابع من الشهر الحالي ليتحدث عن سورية بوصفها أكبر كارثة إنسانية في العالم أن الجامعة العربية هي التي أوصلت سورية إلى ما هي فيه الآن عندما لم تتدخل كوسيط أمين شريف نزيه بين الدولة وبين المعارضة مؤكدة أنها لو فعلت ذلك لتم التوصل إلى حل سياسي ولخرجت سورية من حصار الأزمة.

وأكدت أن الجامعة عجزت عن إخراج سورية من محنتها وعجزت عن الحيلولة دون تقسيم السودان وعجزت عن وقف الدم المراق في الدول العربية وعن منع الصراعات الطائفية التي استعرت في ظل ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي ولم تحرك ساكناً إزاء القضايا العربية وإنما أفسحت المجال للخارج للتدخل وفرض شروط إذعانه.

وختمت الكاتبة المصرية بالقول: “غدت الجامعة العربية محاصرة بمسلسل الفشل والعجز بعد أن باتت إدارتها رهناً بإرادة دويلة قطر التي فرضت عليها عنوة وصاياها وباعتها في سوق النخاسة.”

وكان ما يسمى مجلس جامعة الدول العربية عقد الأسبوع الماضي جلسة عادية لتنفيذ أوامر سيدهم الأمريكي بتشكيل تحالف دولي وإقليمي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي ومكافحة امتداداته وأنشطته الإجرامية إلا أن القرار الذي خرج به المجتمعون ونص على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب تجاهل أسباب انتشار هذا الإرهاب الذي أوجدته الولايات المتحدة ودعمته ومولته أنظمة مشيخات الخليج وفي مقدمتها مشيختا قطر وآل سعود وتعامى أيضاً عن مطالبات ودعوات سورية العديدة منذ سنوات بضرورة مكافحة الإرهاب والضغط على الدول التي تدعمه وتموله وتناسى تآمرهم على سورية وتحريضهم على استمرار العنف وتأجيجه فيها ولم يكلف المجتمعون أنفسهم الخوض في الأسباب التي أدت الى تفاقم الأزمة فيها والتي كان أهمها تآمر العربي مع أنظمة الخليج والحكومة التركية على الشعب السوري.