أنشطة المخيم الكشفي الأول لأبناء وبنات الشهداء في اللاذقية

اللاذقية-سانا

يعمل المخيم الكشفي الأول لأبناء وبنات الشهداء الذي أقيم في رحاب مدينة الأسد الرياضية مؤخراً على إرساء أسس الدعم النفسي الحقيقي لشريحة عمرية يافعة تحتاج كل رعاية واهتمام بأساليب مدروسة تعتمد على أنشطة متنوعة وألعاب تفاعلية تنمي القدرات الذهنية إضافة إلى فقرات ترفيهية وتوعوية أشرف على تنفيذها عدد من قادة ومنتسبي الكشافة وصل عددهم لأكثر من أربعين مشرفاومشرفة.

وفي حديث لنشرة سانا الشبابية قال أحمد رضا قائد المخيم الكشفي الأول لأبناء وبنات الشهداء عضو اللجنة المركزية لكشاف سورية أن أنشطة المخيم استهدفت أبناء وبنات الشهداء من خارج الأفواج الكشفية وضم أكثر من مئة يافع ويافعة تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 15 عاماً من محافظات حمص وطرطوس بالإضافة إلى اللاذقية.4

ويتابع حاول المخيم بالمقام الأول التركيز على الجانب النفسي للمشاركين به خاصة وأن معظم هؤلاء اليافعين تعرضوا لفقدان أحد أفراد العائلة دفاعاً عن الوطن في وجه ما يتعرض له من حرب كونية لذلك اعتبرنا أن الوقوف بجانبهم هو أقل ما يمكن فعله كسوريين نتحمل مسؤولية دعم بعضنا البعض.

وتم وضع برنامج المخيم بحسب رضا بناءاً على أسس أكاديمية بحيث تشمل أنشطته الجوانب الفنية والثقافية والبيئية والوطنية واختير أن يقام في المدينة الرياضية كونها المكان الأكثر استيفاء لشروط التخييم نظراً لمساحتها الواسعة وقربها من المفاصل الخدمية المختلفة إضافة إلى غطائها الأخضر الكثيف القريب من جو الغابات الذي تقام به المخيمات الكشفية عادة.

وأدرج قائد المعسكر الأنشطة المنفذة في المخيم ضمن مجالين الأول رحلات خارجية تشمل زيارات ميدانية لعدد من المواقع الأثرية والنقط السياحية والثقافية في المدينة كالمكتبة العمومية ومسبح المدينة الرياضية وموقع رأس شمرا وزيارة فوج الإطفاء أما الأنشطة الداخلية فشملت ألعابا ترفيهية ورسماً على الوجوه وأشغالا يدوية من الورق والصلصال تناسب تلك الشريحة العمرية مع وجود أنشطة كشفية مارسها اليافعون للتعريف بهذه الحركة المعطاءة التي يزيد عمرها في سورية على مئة عام بالإضافة للتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الأهلية الفاعلة لتنفيذ مجموعة من جلسات الدعم النفسي والإنساني للمشاركين.3

من جهته أشار ناصر تفتافة المنسق العام لأنشطة المخيم إلى توجه القائمين عليه لتعزيز الإنتماء والحس الوطني والقومي لدى المشاركين من خلال إقامة محاضرات في هذا الجانب إضافة لمجال الدعم الإنساني لتنمية مفاهيم أخلاقية ووطنية وخاصة ما يتعلق بالمواطنة الصالحة.

ويضيف تبدأ الحركة الكشفية بشكل عام بلعبة وتنتهي بمواطن صالح فالمشاركون سيتعرفون على حياة الكشاف بمختلف تفاصيلها ولاسيما أن عدداً كبيراً منهم يتحمل مسؤولية نفسه ورعاية حاجاته للمرة الأولى وهذا يشكل مفصلا مهما في حياة كل يافع وحاولنا كقادة ومشرفين أن نوفر جميع السبل والوسائل لإنجاح المعسكر ووضعنا كامل خبراتنا الفنية ليخرج بأحسن صورة ممكنة سواء على صعيد الوجبات المقدمة وتوفير الخيم المريحة للنوم ونقط للطوارئ والإسعاف وصالة إطعام مجهزة بالكامل بالإضافة لوسائط النقل للأماكن المخصصة للزيارة وقمنا بتكريم العناصر المتميزة ضمن المخيم سواء من ناحية النشاط والإلتزام أو التميز بموهبة أو مجال معين ما أعطى حافزاً كبيراً للمشاركين للعطاء والاستمرار بما تميزوا به كما أن التغيير الملموس في نفسية المشاركين وسلوكياتهم وأسلوب تعاملهم مع بعضهم البعض ومع قادتهم وانسجامهم الكبير المحقق في نهاية الفعالية يعتبر مؤشراً كبيراً لنجاح المخيم وتحقيق الغاية التي أقيم من أجلها.

بدوره أوضح إيهاب شريقي قائد في كشاف سورية أن المخيم يتميز عن غيره بأنه قائم على أساس ترفيهي يعتمد على أسلوب التعلم  بواسطة اللعب حيث تم تنظيم المشاركين وتقسيمهم لمجموعتين لتستفيد كل مجموعة من أنشطة المخيم على حدة كي تعم الفائدة الجميع قدر الإمكان ولاسيما أن المخيم يقدم أنشطة غير موجودة في حياتهم المدرسية.2

وأشار إلى أن الحفل الختامي للمعسكر كان بمثابة تقييم لكل ما نفذناه من أنشطة حيث قدم المشاركون عروضا مسرحية وفنية وغنائية متميزة مضيفاً أن هذا المعسكر سيكون نواة حقيقية لتأسيس فوج كشاف خاص بأبناء وبنات الشهداء في محافظة اللاذقية ليستفيدوا بشكل أكبر من ميزات وأنشطة الحركة الكشفية السورية والتي تشمل مختلف الأعمار.

كما عبر المشاركون في المخيم عن سعادتهم للمشاركة بأنشطته التي ناسبت تطلعاتهم حيث لفتت زينة ديب 14 عاماً إلى أن رعاية أبناء وبنات الشهداء يقدم دعما معنويا كبيراً لهم ولاسيما أن المخيم عزز لديهم مفهوم تعاضد السوريين وتكاتفهم مع بعضهم في المصائب والأزمات لكونه يضم مشاركين من مناطق مختلفة في سورية.
أما نور الدين تعمري 13 عاماً فأكد أن نظرته وفكرته عن المخيم اختلفت في ختامه عما كانت عليه الأمر في البدايات من ناحية الجو الاجتماعي الرائع الذي عم المكان واكتشاف عدد من المشاركين لمواهبهم فقد استطاع أن يلفت النظر إلى موهبته الخاصة في التمثيل وسيخضع في المرحلة القادمة لدورة إعداد ممثل تصقل قدرته بشكل جيد ليصبح قادراً على تقديم عروض جماهيرية أكثر اتساعاً.1

وقالت هديل رسوق 13 عاما أنها تشارك للمرة الأولى بنشاط جماعي على هذا المستوى ما أضاف لها المزيد من الخبرات ولاسيما في طريقة التعامل مع الآخرين وإنجاز المهام والمسؤوليات الشخصية بعيداً عن الأهل كما أن تنوع الرحلات ساهم في توعيتهم لكثير من المفاصل التراثية والتاريخية التي يكن لديهم فكرة واضحة عنها.

وهذا ما أكد عليه علي صالح الذي أشاد بتعاون القائمين على المعسكر مع المشاركين مشيراً إلى أنه قرر الانضمام لصفوف الكشاف نظرا لما تقدمه من معارف وخبرات لمنتسبيها إضافة إلى النظام والانضباط السائد في أنشطتها بشكل عالي المستوى.

ياسمين كروم