النحات زياد قات: نحاول وضع بصمة لتكون سورية أجمل

اللاذقية- سانا
“ربما أكون أكثر النحاتين المشاركين في الملتقى سعادة” عبارة يقولها النحات زياد قات في وصف مشاركته بملتقى أغافي للنحت على الخشب بدورته الثالثة المقامة في حديقة المتحف الوطني باللاذقية فتغلب عليه السعادة خلال تشذيبه لمنحوتته ومع زملائه ورواد الملتقى .

ويكشف قات في حديث لـ سانا الثقافية عن سبب هذه السعادة التي تعود إلى لقائه زملاء له على مقاعد الدراسة في كلية الفنون الجميلة أواخر سبعينيات القرن الماضي خلال ملتقى أغافي بعد سنوات طويلة ابتعد فيها ابن الخامسة والستين عاما عن حبه الأول النحت ليعمل في الديكور والدراما.

وبعيدا عن تجاربه الأولى في النحت التي كان يركز فيها على الأعمال الواقعية الكلاسيكية بشكل كبير حمل ابن قرية الخشنية في الجولان السوري المحتل تداعيات الاحتلال الإسرائيلي لقريته وتدميره لها في منحوتته التي ينفذها بالملتقى ليجعل من خشب الصنوبر القاسي منحنيا في تحوير لجسد إمراة من الجولان تحمل نظرة دون ملامح مع الأصالة والمحافظة على القيم الجمالية ككتلة من الفراغ.. فيصفها “لا يوجد فيها لباس أو تقاطيع إنما إحساس الحالة التي جعلها المحتل تنحني ومن جماليتها تعطيك الإصرار والصمود وقوة الخير  التي ما أزال أؤمن بها”.

ويقول قات “ليس المطلوب مني كنحات أن أكون فيلسوفا أو شاعرا ..أنا فقط أنقل أحاسيسي التي استلهمتها من دراستي وثقافتي والمجتمع والفولكلور وتجاربي ومشاهداتي لأعمال زملائي وأترك بعدها الحكم للجمهور” لافتا إلى أنه طوال عمله في النحت الواقعي والكلاسيكي كان يشعر بشيء من النقص ولا سيما مع التقدم بالعمر والاطلاع على المدارس الأدبية والفنية فكان تحوله إلى المدرسة التعبيرية والتجريدية الأمر الذي اعتبره نتيجة تراكم معرفي وخبرات قادته إلى هذا العمل.

ويساعد الملتقى كما يرى قات في تحسين الذوق العام والرؤية في المجتمع وخاصة أن الرسم والنحت ينميان الجوانب الجمالية ويوضح “بعد 12 عاما من آخر مشاركة لي في الملتقيات أجد اليوم الشباب النحاتين واثقين من أنفسهم وعملهم ويمتلكون أدواتهم.. تساعدهم في ذلك وزارة الثقافة ولا سيما أن العمل النحتي يحتاج دعما في تأمين الأدوات والمواد المستخدمة وتوفير طريقة العرض المثلى”.

وحسب قات فإن وقت الملتقى القليل نسبيا يدفع النحاتين للابتعاد عن الواقعية الكلاسيكية في أعمالهم والتوجه إلى التعبير.. وهو أمر لا ينقص من حق العمل الفني الذي يتطلب مجهودا كبيرا من النحات وخاصة مع مادة نبيلة مثل الخشب فنحن “نحاول قدر الإمكان وضع بصمة جمالية لنمسح دمعة وإضفاء جمال على أي مكان أو شارع أو ساحة لتكون سورية أجمل بلد في العالم وهي كذلك”.

ويعتبر أن كل فنان من موقعه يحمي ذاكرة الجيل.. فكما كانت آثار الحضارات المتعاقبة في سورية ذاكرة وهوية وملامح هذا البلد فإن المنحوتات التي بين أيدينا.. من صنع الفنان السوري ملك للمستقبل والأجيال القادمة معربا عن أمله أن تزين هذه المنحوتات المتاحف في سورية والمباني الكبيرة ليعرف الزائرون أننا أبناء حضارة لعب فيها النحت دورا كبيرا.

قات الذي لا يفوت لحظة في إظهار شغفه بالنحت ليدرك اللحظات الجوهرية للإنسان أثناء العمل الإبداعي يجد أن هذا الملتقى حين يسترعي انتباه طفل صغير ويثير إعجابه يشكل قيمة مضافة للحالة الفنية التي يمارسها الفنانون لتكون الحلم الذي يسعى وراءه على حد تعبيره.

ولفت إلى أن الفنانين يستمتعون بأعمالهم في الملتقى كما يستمتعون بأجواء هذه المحافظة المضياف التي يحمل منها عبر سنوات عمله ذكريات من أغلب قرأها وأهلها موجها الشكر لوزارة الثقافة لدعوته إلى الملتقى ولكل من يسهم في دعم هذا الملتقى ولأهالي اللاذقية” التي أكلنا من خبز تنورها وشربنا من ينابيعها في أقصى ريفها”.

زياد قات خريج كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام “1981” فنان تشكيلي ونحات.. أنصب اهتمامه خلال الفترة الأخيرة على العمل في الدراما التلفزيونية فكانت لمساته واضحة في تصميم ديكور أعمال درامية مختلفة منها خاتون والظاهر بيبرس وفيلم درب السما لجود سعيد وله مقتنيات من أعماله في كل من لبنان والأردن والسعودية وشارك بأول ملتقيات النحت السورية .

وملتقى أغافي للنحت على الخشب تنظمه وزارة الثقافة “مديرية الفنون الجميلة” بالتعاون مع وزارة السياحة في حديقة المتحف الوطني باللاذقية ويستمر حتى ال 12 من الشهر الجاري بمشاركة النحاتين أكثم السلوم ومحمد بعجانو وإياد بلال وفادي محمد وعهد قطان وهيفاء عبد الحي وأبي حاطوم وغاندي خضر وعماد كسحوت .

بسام الإبراهيم وفاطمة ناصر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency