الشيخ زعتري: مقاومة العدوان واجب مقدس والمقاومة هي التي تدافع عن الحق

طهران-سانا

أكد مدير الافتاء العام في وزارة الأوقاف الدكتور الشيخ علاء الدين زعتري أن الإرهاب اليوم يغزو العراق ويضرب سورية وإن لم نعمل جميعا على إطفاء نيرانه فإنها ستمتد وتنتشر وتتسع في كل الجهات بلا استثناء.

وقال زعتري في كلمة ألقاها نيابة عن سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أمام المؤتمر الدولي لعلماء الاسلام لدعم المقاومة الفلسطينية الذي افتتح أعماله أمس في طهران “إن المؤسسات السياسية والعسكرية الإقليمية والدولية بدأت تعترف بما كنا نقوله في سورية حول خطر الإرهاب” مؤكدا أن مسؤوليتنا كعلماء دين ودعاة إسلام ألا ننساق وراء من يؤجج الصراعات في المنطقة على أساس مذهبي أو طائفي أوعرقي وأن نحذر من الإصغاء للفتن.

وأوضح زعتري أن “مسؤولية علماء الاسلام كبيرة لأن الشعوب تغلي وتتألم والمنطقة تمر بمرحلة مخاض عسير فكل الناس في حالة استنفار روحي ونفسي وعقلي ووجداني مما يجري في عالمنا اليوم حيث الحروب مستمرة والدمار شامل لكل شيء وإبادة الناس مستعرة وكأنه لا قيمة للإنسان ولا كرامة له” معتبرا “أن الفرصة سانحة أمام الجميع لتشكيل تحالفات قوية على قاعدة الإخوة الإيمانية بعيدا عن المذهبية والطائفية في مواجهة تشكيلات أعداء الأمة القتالية في الداخل وأحلافهم العدوانية في الخارج”.

وتساءل زعتري في كلمته “هل عالم الإسلام إلا موسوعي الرؤية وشمولي الفكرة ويتمثل بالأسوة والقدوة الحسنة فما الذي جرى ويجري في عالمنا الإسلامي من اقتتال واحتراب… وفي أي مدرسة تخرج من يحمل السلاح على المخالف في المذهبِ”.

وأشار زعتري إلى أنه وفي مقابل هذه الصورة فيما يخص الإرهاب وجرائمه نجد أن الأمة تعيش زمن الانتصارات وعصر البطولات فالمقاومون الشرفاء عرفوا الهدف فصوبوا إليه سهامهم وحقق الله لهم النصر وثبت أقدامهم.

وتابع “إنه وما بين هذين المشهدين تعيش الأمة هذه الأيام.. مسلم ادعاء يقتل مسلما بالشبهة ويحسب أنه يحسن صنعا.. ومقاوم قدم روحه في سبيل الله عرف عدوه فصمد أمامه وانتصر عليه ونحن نريد رؤية الحقيقة في واقع الأمة على ضوء هذه الأسئلة”.

وطالب زعتري علماء الإسلام بألا يوفروا وسيلة لدعم المقاومة بكلماتهم وخطبهم ومناهجهم الفكرية وأساليبهم التربوية وجهودهم الدعوية وحضورهم الاجتماعي وألا يستنكفوا عن هذا الخط القويم والمحور الذي أرعب أعداء الأمة لأن المقاومة تطالعنا دائما بانتصاراتها لتبعث الأمل في القلوب ولتستنهض الهمم في النفوس.

وقال زعتري “إننا لننظر نظرة فخر وإباء إلى الشباب الصامد والمقاومة الباسلة لما يقدمون من صور العطاء والفداء ومعارك الصمود والتضحية فهم رفعوا رأس الأمة عاليا واستعادوا لها أملها وهم يؤسسون لمستقبلها المشرق أمام التضليل الإعلامي بمقولة “الجيش الذي لا يقهر” ولسنا نحن فقط بل العالم كله ينظر إلى الأبطال المقاومين نظرة إجلال واحترام على صمودهم وثباتهم وجهادهم وصبرهم”.

وأضاف “إن المقاومة هي التي تدافع عن الحق في وجه الباطل والمقاومة هي التي تنافح عن العدل في مواجهة الظلم والعقلاء يدركون أن القوة المعنوية أعظم قدرا في ساحات القتال والمواجهة وأبقى أثرا في معارك الحياة كما أن العقلاء يدركون أن المهزوم في أعماق نفسه لا تنفعه القوة المادية مهما عظمت”.

وأوضح أنه “إذا كانت القوى العالمية تتحدث عن ولادة “شرق أوسط جديد” فنحن مع هذه الولادة ولكن على طريقتنا الإيمانية وأسلوبنا المقاوم وليس على طريقة أعداء الحق والإنسانية بالانحياز نحو الجلاد والتحامل على الضحية… نعم نريد شرق أوسط يحمل الإيمان بالحق والممانعة والصمود والمقاومة في مواجهة الظلم والطغيان والإيذاء والعدوان”.

وأكد زعتري أن سورية وعلى الرغم من كل ما تمر به من أزمة شديدة التعقيد إلا أن الشعب والقيادة لم تتخل يوما عن القضية المحورية للعرب والمسلمين منوها بما قاله السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم بأن “فلسطين هي القضية المركزية استنادا إلى المبادىء والواقع وما يفرضه هذا الواقع من ترابط بين ما يحصل في سورية وما يحصل في فلسطين”.

وشدد زعتري على أن ثوابت الشعب السوري وقيادته تكمن بأن الأولوية هي القدس وستبقى الأولوية هي الحفاظ على المسجد الأقصى ولن نتخلى عن تحرير كامل الأراضي من الاحتلال الغاشم.

ونوه زعتري بموقف ايران تجاه القضية الفلسطينية من خلال دعمها المستمر سياسيا وعسكريا وثقافيا للمقاومة مبينا أن “بوصلة طهران ودمشق هي المسجد الأقصى وأن مقاومة العدوان ودحر الاحتلال واجب إسلامي مقدس وتكليف شرعي مطهر وشرف جهادي رفيع ففلسطين تمثل لقاء الشرائع السماوية والحضارة الإيمانية والقدس تجمعنا مهما تباينت آراوءنا ففيها انعقدت أول وأعظم قمة روحية”.

واعتبر زعتري أن المقاومة فطرة بشرية في الحياة الإنسانية والإنسان السوي هو الذي تكمن في أعماقه وفطرته مقاومة كل ما يسؤه ويؤذيه فكيف يكون موقفه ممن يحتل أرضه أو يقتل شعبه.

ودعا زعتري فصائل المقاومة الفلسطينية إلى العمل على تعزيز النصر العسكري الذي حققوه في قطاع غزة من خلال التصدي للعدوان الاسرائيلي الأخير بنصر سياسي عبر التوحد في الرؤية الاستراتيجية… فالهدف واضح ولا يجب أن نتنازع على الوسائل.

كما دعا علماء الإسلام إلى الاستمرار في دعم المقاومة وتعزيز الجهود في هذا الاتجاه والتنسيق الكامل في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون المثمر في مجال تبيين حقيقة التكفير وتوحيد الرؤية والهدف وإن اختلفت سبلنا وأساليبنا في الوصول إليه إضافة إلى الاهتمام البالغ بتربية الأجيال على خيار المقاومة دون السماح لدعوة استسلام أو حلم سلام مع الصهيوني المجرم أن تلامس الأذهان.

وقال زعتري إن المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة تتطلب مزيدا من الوعي للخطر الداهم الحالي ومزيدا من الوعي للخطر الدائم الذي يسعى للتفريق بين الإخوة لمصلحة العدو المشترك داعيا لجنة المساعي الحميدة وهي تسعى بكل جهودها لتقديم مزيد من الوسائل الكفيلة لتضييق الخناق على الإرهاب الفكري والعمل على تفكيك التكفير بالعلم والمعرفة والمنطق والحكمة.

وعبر زعتري في ختام كلمته عن الشكر الجزيل للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية لجهوده التي يتوجها اليوم بجمع علماء الإسلام لدعم المقاومة الفلسطينية ولإيران شعبا وحكومة وقائدا وهم يحتضنون مثل هذه اللقاءات التي لا تزال تزهر خيرا ونماء وقوة وانتصارا.

وكانت بدأت في العاصمة الإيرانية طهران أمس أعمال المؤتمر الدولي لعلماء الإسلام لدعم المقاومة الفلسطينية بمشاركة سورية.

ويهدف المؤتمر إلى دعم المقاومة في فلسطين المحتلة ومناصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ويشارك فيه أكثر من 200 شخصية من علماء المسلمين إضافة الى شخصيات اكاديمية وسياسية يمثلون 53 دولة من مختلف أنحاء العالم.