ميدفيديف: روسيا لا تستبعد إمكانية إغلاق مجالها الجوي ردا على عقوبات غربية جديدة

موسكو-سانا

أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أن الحكومة الروسية لا تستبعد إمكانية إغلاق روسيا مجالها الجوي ردا على عقوبات غربية تشمل عدة قطاعات.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية ايتارتاس عن ميدفيديف قوله في مقابلة مع صحيفة فيدوموستي الروسية “أنه في حال فرضت الدول الغربية عقوبات ضد روسيا تتعلق بالطاقة أو المزيد من القيود على قطاعنا المالي فسيكون علينا الرد بشكل غير متماثل وعلى سبيل المثال فرض قيود في مجال النقل”.

وأضاف ميدفيديف “أننا نعمل انطلاقا من حقيقة أن لدينا علاقات ودية مع شركائنا وبالتالي فإن الاجواء فوق روسيا مفتوحة للرحلات الجوية ولكن إذا فرضت قيود علينا فسيكون علينا الرد محذرا أنه في حال اضطرت الطائرات الغربية إلى التحليق خارج مجالنا الجوي فإن ذلك قد يؤدي إلى إفلاس العديد من شركات الطيران التي تترنح على حافة البقاء”.

وأوضح ميدفيديف أن ذلك سيكون خيارا سيئا وأن ما نريده هو فقط أن يدرك شركاؤنا ذلك معربا عن أسفه لإعلان الغرب عدة جولات من العقوبات ضد موسكو وقال “كنت آمل أن يكون شركاؤنا أكثر ذكاء”.

وأكد ميدفيديف “أن حروب العقوبات لا تحقق السلام في أوكرانيا بل على العكس من ذلك فهي تهدد نظام الأمن العالمي وعلى السياسيين ان يدركوا ذلك” مشيرا إلى وجود بعض الجمود الفكري والرغبة في استخدام القوة في العلاقات الدولية.

وذكر ميدفيديف “أن العقوبات هي دائما سلاح ذو حدين والجميع يعلم أن العقوبات الاقتصادية أتت في البداية وتلاها عقوبات سياسية” لافتا إلى “أن اتخاذ اجراءات عقابية سياسية أسوأ بكثير من وضع قيود على بعض المنتجات وهنا يكمن خطر انهيار نظام الامن في العالم وآمل ألا يكون هذا ما يطمح إليه نظراؤنا الغربيون”.

وفرض الاتحاد الأوروبي على روسيا خلال الأشهر الماضية عقوبات اقتصادية على خلفية الأزمة الأوكرانية ردت عليها روسيا بعقوبات مضادة أدت إلى تضرر الاقتصاد الأوروبي.

إلى ذلك أكد ميدفيديف أن نظام القانون الدولي الحالي يمر بأوقات صعبة وقد عفا عليه الزمن ويحتاج إلى تحديث مبينا إن إجراء محادثات بهدف تطويره وتحسينه سيكون أمرا جيدا ويعد أولوية بالنسبة لنا وفي حال التخلي عن هذه الخطوة فإن البشرية سترجع 150 سنة إلى الوراء.

وتعليقا على إمكانية انسحاب روسيا من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قال ميدفيديف إن المحكمة مؤسسة هامة وينبغي أن تبقى لكن نشاطها هو بالتأكيد ليس مثاليا لأن الأحكام التي تصدرها في غالبية الأحيان مسيسة.

وأضاف “أنه كلما كانت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية أقل تسييسا فإن ذلك سيكون أفضل”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في منتصف آب الماضي أن انسحاب روسيا من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ممكن لكن هذا الأمر ليس مندرجا على قائمة جدول أعماله حاليا.

وفي سياق آخر أشار ميدفيديف إلى أن موسكو خصصت نحو 27 مليون دولار لمساعدة اللاجئين الذين هربوا من أوكرانيا إلى روسيا بسبب العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات كييف شرق البلاد لافتا إلى أن هذه مأساة إنسانية ونحن نفكر بها ونقوم بتزويد بعض المناطق بالأموال.

يذكر أن تدفق اللاجئين من جنوب شرق أوكرانيا إلى روسيا قد ازداد في الأشهر الأخيرة ووفقا لدائرة الهجرة الاتحادية الروسية فقد عبر نحو 820 ألف أوكراني الحدود إلى روسيا منذ نيسان الماضي كما أعلن أحد ممثلي مراكز الاستجابة للطوارئ الروسية أنه تم انشاء أكثر من ألف مرفق إقامة مؤقت لإيواء نحو 59 ألف نسمة في أنحاء البلاد.

انظر ايضاً

ميدفيديف: ضرورة تنسيق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.. كي مون: نراهن على الدور الريادي لروسيا

موسكو-سانا أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ضرورة تنسيق الجهود الدولية تحت مظلة الأمم المتحدة …