واشنطن بوست: مجموعات تجارية وشركات أعمال أمريكية رائدة تحذر من مخاطر فرض عقوبات اقتصادية على روسيا

واشنطن-سانا

تتوالى التحذيرات الدولية من خطورة التهديدات الاستفزازية التي تطلقها الولايات المتحدة بشأن فرض عقوبات ضد روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية لتأتي هذه المرة من الجانب الأمريكي نفسه حيث حذرت مجموعات شركات أعمال أمريكية من التأثيرات السلبية الكبيرة التي يمكن أن تسفر عن هذه الخطوات على الاقتصاد الأمريكي والضربة القوية التي ستوجهها للمصالح التجارية لهذه الشركات.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير أعده مراسلاها هاورد شنايدر وهولي ييغير “أن كبرى شركات الأعمال في الولايات المتحدة حذرت الكونغرس الأمريكي وإدارة الرئيس باراك أوباما من أن فرض مثل هذه العقوبات من جانب واحد من شأنه أن يعرض عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية في مجال الاستثمار والتجارة للخطر”.

ويجد المسؤولون في الشركات الأمريكية الكبرى أنفسهم عالقين بين سندان السياسة الأمريكية التي تتحرك بسرعة ومطرقة استثماراتهم في الأسواق ولاسيما في قطاع الطاقة وغيره.

وأوضحت الصحيفة أن عددا من أكبر الشركات الأمريكية مثل بيبسيكو وجنرال الكتريك وغيرها ترى في مشاركاتها الاستثمارية في روسيا بأنها عنصر أساسي في استراتيجيتها العالمية ويتضح ذلك بالأرقام حيث تعتبر شركة بيبسيكو أكبر شركة للمواد الغذائية والمشروبات في روسيا وحققت أرباحا تقدر بنحو 8ر4 مليارات دولار عام 2012.

وقالت الصحيفة إن “العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة التي بنيت في بيئة غالبا ما كانت صعبة هي الآن عرضة للخطر في حال تصاعدت الأزمة بشأن أوكرانيا أو إذا ما نفذت الإدارة الأمريكية تهديداتها بشأن محاولة تشديد الخناق على الاقتصاد الروسي”.

ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس الوطني الأمريكي للتجارة الخارجية ويليام رينش قوله “إن الشركات الأعضاء في المجلس أعربت عن قلقها المتزايد من إمكانية تضرر الولايات المتحدة من فرض عقوبات على روسيا وما ستحمله من مخاطر على الأعمال الأمريكية وعلى العلاقات مع روسيا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلين عن مختلف مؤسسات ومجموعات الأعمال الأمريكية عقدوا لقاءات مع بعض مسؤولي إدارة أوباما والكونغرس وأعربوا خلال هذه اللقاءات عن قلقهم الكبير بشأن مصالحهم في روسيا.

ووفقا للصحيفة فإن ممثلي الشركات الأمريكية الكبرى طرحوا رؤيتهم لهذه المسألة مشيرين إلى أن عقوبات واسعة النطاق لن تفرض على روسيا “لأن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا سيعارضون ذلك”.

وأوضحت الصحيفة أن المصالح الاقتصادية الأوروبية في روسيا أوسع بكثير مقارنة بالمصالح الأمريكية وهناك صفقات في مجال توريد الغاز واستثمارات وقروض منحتها البنوك الأوروبية تقدر بنحو مئتي مليار دولار.

وأضافت الصحيفة أن أكثر العقوبات فاعلية قد تتمثل في تلك التي يمكن أن تفرض على قطاع الطاقة الروسي لكن فرضها قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز في السوق العالمية ما يمكن أن يخل بالتوازن الهش الذي أقيم بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وتابعت الصحيفة أن فرض العقوبات على القطاع المالي الروسي قد يلحق أيضا ضررا بالبنوك الأمريكية والأوروبية التي منحت قروضا ووظفت استثمارات في روسيا تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

وأشارت الصحيفة إلى أن المراكز المالية في آسيا سترفض على أي حال تأييد العقوبات الاقتصادية على روسيا.

وكان خبراء ومحللون اقتصاديون دوليون أكدوا أن فرض عقوبات بحق روسيا سيتسبب بالكثير من التعقيدات للعلاقات الاقتصادية بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي وسيلحق الاذى بالاقتصاد الأمريكي المتضرر اصلا من جراء الأزمة المالية.

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن أمس وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري “من خطوات أمريكية متسرعة وغير مدروسة من شأنها أن تلحق ضررا بالعلاقات الروسية الأمريكية وخاصة فيما يتعلق بالعقوبات التي ستنعكس حتما على الولايات المتحدة نفسها”.