الفرواتي مهنة قابلة للتطور بيد حرفييها

دمشق-سانا

تعتبر مهنة الفرواتي من أقدم المهن التي عرفها السوريون وقد انتشرت في حماة ومعرة النعمان ثم انتقلت إلى دمشق واستقرت فيها وحافظ الفرواتي الدمشقي اليوم على حرفته من الاندثار وطورها.2

وقال عزام سلميني أحد حرفيي مهنة الفرواتي لنشرة سانا المنوعة إن مهنة الفرواتي عمرها أكثر من مئة عام وقد نشأت هذه الحرفة قديما في محافظة حماة ومعرة النعمان وكانت بدائية حيث يتم أخذ جلد الخروف ويصنع منه عباءات للرعيان أو يستعمل ك مدة تجلب الدفء في البيوت القديمة ثم انتقلت هذه الحرفة إلى دمشق وأصبح لها سوق كبير تجمع فيه حرفيوها وسمي سوق السنانية في منطقة باب الجابية وذلك منذ مئة عام تقريبا فقد كانت تجلب جميع الجلود إلى سوق السنانية وتنظف ويتم تحضيرها بشكل كامل وكان ذلك قبل ظهور الجلد الصناعي الذي نافس الجلد الطبيعي من خلال ثمنه المعقول فهو يناسب الجميع.

وأوضح أن تحضير الفراء كمادة خام يحتاج لكثير من الجهد فيأتي الجلد من المسالخ وبعدها يغسل ويملح ويضاف له حجر الشبة ثم ينشر في الشمس ليجفف قرابة الخمسة عشر يوما وبعدها يرش بالماء ويقشر وتأتي المرحلة الأخيرة وهي التمشيط ويحتاج الفراء الواحد لشهر كامل في التحضير وبعدها يكون جاهزا للصناعة.3

وأضاف سلميني أنه عمل في هذه الحرفة وأخذها عن والده وعن جده ومازال يعمل بها.

وتابع أنه شهد فترة انحسار سوقها مشيرا إلى أن الذين لا يزالون يزاولون هذه المهنة قلة ولكن مثله كمثل من بقي من حرفييها فهم عشقوا عملهم واعطوا حرفتهم من نتاج خبراتهم وطوروها خشية عليها من الانقراض لذلك فقد عمدوا إلى ادخال الكثير من التطور والابتكار عليها فاليوم دخل الفرو في قطاع الألبسة حيث كان محصورا في صناعة العباءات فقط ودخل في صناعة المدات الأرضية فهنالك مدات من فراء طبيعي أو صناعي وهي الآن آخر موضة حيث أنها نافست البسط والسجاد فالكثير من البيوت الفاخرة تعتمد في ديكوراتها على مدات الفرو الطبيعي لأنها تعطي جمالية وفخامة وهي بأشكال متنوعة فمنها المدات المستديرة ومنها المربعة كما أن الفراء دخل ايضا الى عالم الجلديات مثل الاحذية والجزادين واليوم نجد اشهر ماركات الأحذية والجزادين تدخل في صناعتها الفراء الطبيعي فهو يمنح قطعة الثياب جمالية فالكثير من الجواكيت اليوم نجد أن قبتها قد صنعت من الفرو الطبيعي أو الصناعي وخاصة قبات معاطف السيدات وحتى معاطف الاطفال التي قد دخل الفراء في صناعتها بشكل كبير.4

واردف سلميني أن الفراء قد دخل ايضا عالم الموبيليا فالكثير من الكنبات يدخل في فرشها الفراء إما الطبيعي وإما الصناعي وأن للفراء عدة انواع فهنالك فراء لبعض الحيوانات النادرة وهنالك فراء الحيوانات المتوافرة بكثرة ونحن نتعامل على الأغلب مع فراء الخروف لوفرته.

وختم سلميني أن عمله مع بقية الفرواتيين للحفاظ على هذه المهنة دفعهم لابتكار كل جديد.

روهلات شيخو