عين الماء ملتقى أهل القرية في الساحل السوري

اللاذقية-سانا

لطالما كانت العين و نبعة الماء حيث الصبايا ينقلن منها الماء لبيوتهن مكاناً للتسامر وتبادل الأحاديث بين أهل القرية ورغم الحداثة التي شهدتها القرى في كل المناحي بقي لنبع الماء مكانته في التواصل الاجتماعي حتى الآن.

ويذكر برهان حيدر الباحث في التراث الشعبي أن العين ملتقى عام لجميع المارين الذين يقفون عندها ليبعدوا الظمأ وتستريح عندها النساء والأطفال قليلاً وتشرب دواب وحيوانات القرية من بركتها التي تسمى دوار العين وكثيراً ما تكون ظلال الأشجار التي بجانبها مكاناً لقيلولة الإنسان أو لمواشيه ومبركا لجماله.نبع عين الماء

ويضيف أن العين هي المجال الرحب لمن يحب أيلتقي محبوبته ويتبادل معها أطيب الكلمات وأعذبها وكثيراً ماكانت الفتيات ينقلن المياه بواسطة الجرار الفخارية والنساء يحملن الدباليز الفخارية وهي أكبر حجما من الجرار الفخارية ولم يكن من اللائق في العرف الاجتماعي أن تمر الفتاة أو السيدة من أمام الناس في القرية دون أن تدعوهم لشرب الماء البارد فتقول (تفضلوا شربوا مويي طرية) ويدعون لها بهذا الدعاء (سقاك الله من نبع الكوثر يوم العطش الاكبر).

وأوضح حيدر أنه كثيراً مايبنى حول العين بناء حجري يمنع عنها السيل الذي يردمها أيام الشتاء ويبنى بجانبها بيت كبير يسمى (الستير) وهو من الساتر والستر وهو كحمام عام وجماعي توجد بداخله عدة اثاف أو مواقد توقد بها النيران لتسخين الماء من أجل الإستحمام وغسل الثياب باستخدام المخباط للمساعدة على تنظيفها من الأوساخ والأتربة وغيرها.

ولفت إلى أنه أحياناً كان يتم نقل المياه على الدواب بواسطة سحاحير توضع على ظهر الدابة حيث يتم وضع سحارتان توصل بينهما حبال لتثبيتهما مع بعضها ثم تملأ أربع صفائح وتوضع كل اثنتين بجهة.

وتابع الباحث التاريخي قد تنقل المياه بواسطة الراوي وهو وعاء مصنوع من الكاوتشوك محكم الاغلاق له فتحة من الأعلى يعبأ منه الماء على ظهر الدابة ثم يغلق بسدة من القماش وينقل إلى المنزل ويمكن أن تنقل بواسطة قفص من الحديد له موضعان ويتسع كل منهما لجرة ويتصلان مع بعضهما بواسطة حبال توضعان فوق ظهر الدابة وينقل الماء بواسطتها.