مطاعم دمشق القديمة سحر وعراقة الماضي وأصالة التراث تمتزج مع نفحات من الحاضر

دمشق-سانا

بالدخول إلى حارات دمشق القديمة يتوقف الزمن وتهب نفحات من أصالة الماضي وتراث الياسمين المعربش على جدران وحجارة الأمكنة التي تروي قصصا لا تنتهي عن عشق أهلها لهذا الإرث التاريخي العريق والمتجدد وكيف حولوا الحجر إلى متاحف طبيعية أذهلت زوارها فأطلقوا عليها صفات لا تنتهي مستوحاة من التاريخ والجمال.

وحتى يتمتع الزائر بأجواء المدينة القديمة لابد له أن يجلس فيها ويراقب تفاصيلها عن كثب وهو ما تقدمه مطاعم دمشق القديمة التراثية التي كانت بيوتا جميلة قديمة تختبىء فيها عراقة الماضي وما فعله اصحابها أو محبو التراث القديم هو أنهم شرعوا أبوابها الخشبية المغلقة لأهل المدينة وزوارها ليستمتعوا بهذا السحر ومزجوا بين أجواء الماضي والحاضر في جو من التآلف الرائع لنسيج دمشق المتنوع.

وفي مطعم حارتنا في باب توما وحارات ضاقت على المارة لكنها اتسعت بالمحبة يأتي الناس من كل الأماكن للاستمتاع بأجواء المدينة القديمة بدءا من الصباح ومع وجبات الفطور وحتى ساعات متأخرة من المساء يجمعون بين التاريخ والأصالة وروح الحضارة المتجددة التي ترفد شرايين المدينة القديمة.

ويشعر الزائر للمكان بأنه في زمن آخر حيث النباتات الدمشقية العريقة كالمداد والجوري والياسمين وغيرها تزين المكان والبحرة والحجارة التي رممت فبقيت محافظة على تاريخها اضافة إلى الزخارف والنقوش والنوافذ الزجاجية والخشبية والعلية الرائعة التي تفتح أبوابها عند المساء.20130211-172752.jpg

ويقول غسان زيدان الذي يسكن خارج أسوار المدينة القديمة إن الجلوس في هذه الأماكن القديمة يمنحه الاحساس بالتفاؤل الأمان لذلك يحرص على أن يأتي وأصدقاؤه للاستمتاع بهذه الأجواء فيحسب نفسه وكأنه مع عائلته الكبيرة.2

ويتمنى زيدان في هذه الظروف التي تمر بها سورية أن يبقى الناس أوفياء لماضيهم وأن يأتوا إلى مطاعم دمشق القديمة لتنفس عراقة الماضي والترفيه عن النفس حيث الاجواء تعكس محبة الناس لبلدهم وإصرارهم على تخطي المصاعب وتجاوز الأزمة.

بدورها تقول أسماء التي تجلس مع أسرتها والابتسامة قد رسمت على وجهها بقوة إنها تشعر بفرح لا يوصف وهي تجلس في دمشق القديمة حيث تسترجع ذكرياتها في بيت أهلها الذي يشبه هذا البيت وهي كلما أحست بالحنين لتلك الذكريات تأتي إلى حارات دمشق أما مع أهلها أو صديقاتها للتمتع بسحر الماضي من جهة وفرصة للقاء الأهل والأحبة وخاصة في هذه الظروف.

من جهتها تتمنى رهف والابتسامة تفرش ملامحها والدمعة تكاد تنهمر من عينيها أن تعود سورية أفضل مما كانت عليه وأن يعود الأمن والأمان إلى ربوعها.

ولا يمنع الناس من التوافد على المدينة القديمة لا البرد ولا حتى الظروف التي تمر بها سورية فهم يحاولون بكل فئاتهم العمرية وعلى طريقتهم أن يعيشوا حياتهم الطبيعية التي كانت قبل الأزمة.

هنا في هذا المكان نجد نبض الحياة يقوى كل يوم فالناس يمارسون طقوس الحياة المختلفة القديمة والحديثة معا فنجد النرجيلة وطاولة الزهر ولعبة الورق جنبا إلى جنب مع الحاسوب المحمول وأجهزة الاتصال الحديثة وغيرها.

وفي إحدى الغرف الجميلة نسمع اصوات الأطفال وضحكاتهم وزقزقتهم تملأ المكان وهم يرسمون ويصنعون الأشياء الجميلة بأناملهم الصغيرة ويلعبون فيضفوا على روعة المكان شلالا من البراءة والفرح والتفاؤل بغد جديد ومشرق.

هذه دمشق وهذه حال أهلها الأوفياء لتاريخهم وتراثهم ينبضون دائما رغم الألم والجراح بالحب وبروح الحياة بكل فئاتهم وأطيافهم.

مي عثمان