مع بداية العام ..خطة للتوسع في عيادات الوليد بجميع المحافظات

دمشق-سانا

يفقد أكثر من ستة ملايين طفل حول العالم حياتهم قبل بلوغهم سن الخامسة سنويا ويصل خطر الوفاة إلى ذروته في الشهر الأول من عمرهم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية التي تشير تقديراتها إلى أن أكثر من نصف وفيات الأطفال المبكرة يحدث نتيجة حالات مرضية أبرزها الالتهاب الرئوي والإسهال وسوء التغذية والتي يمكن توقيها أو علاجها بتدخلات بسيطة وميسورة التكلفة.

وتضع سورية عبر وزارة الصحة ضمن أولوياتها وأهدافها الأساسية خفض معدلات المراضة ووفيات الأطفال وخاصة حديثي الولادة من خلال ثلاثة برامج هي برامج انعاش الوليد ورعايته والرعاية الصحية المتكاملة للطفل وتستعد الوزارة مع بداية العام الجديد لافتتاح والتوسع بالمراكز والعيادات الخاصة بهذه البرامج.

وعن عمل هذه البرامج يوضح مدير برنامج الرعاية الصحية للوليد في وزارة الصحة الدكتور محمود الخطيب في تصريح خاص لنشرة سانا الصحية أن برنامج انعاش الوليد يهتم بالطفل منذ الدقيقة الأولى لحياته والتي تسمى الدقيقة الذهبية عبر تقديم خدمات الانعاش بكل مراحلها للولدان الذين يعانون اختناقا أو صعوبة في التنفس أثناء الولادة من خلال كوادر طبية مدربة موزعة في جميع محافظات ضمن مشافي التوليد والأطفال العامة ومعظم المشافي الخاصة.

وفيما يخص برنامج رعاية الوليد يبين الدكتور الخطيب أنه يهتم بتقديم خدمة للطفل بعد تخرجه من المشفى وحتى نهاية الشهر الاول حيث تقدم خدمات فحص وكشف ومعالجة الأمراض أو التشوهات الولادية التي قد تكون مرافقة معه منذ الولادة وذلك في عيادات الوليد.

وتوجد عيادات الوليد حالياً في ثلاث محافظات حسب الدكتور الخطيب وهي دمشق حيث توجد عيادتان الأولى بمشفى الزهراوي والثانية بمركز أبو ذر الغفاري الصحي بالمزة وفي حماة عيادة واحدة بمجمع الأسد الطبي وفي طرطوس واحدة في مشفى التوليد وهذه العيادات مجهزة بأجهزة تقنية متطورة وكوادر بشرية مدربة.

وتجري هذه العيادات كما يشير مدير رعاية الوليد فحوصات منها تحري نقص السمع عند الولادة وخلع الورك الولادي والمنعكس الأحمر الذي يكشف عيوب الرؤية وتحر للأمراض الاستقلابية ومنها قصور الدرق الولادي فضلا عن كشف التشوهات الولادية وتسجيلها وإحالة بعضها للمستويات الأعلى في حال إمكانية علاجها في المشفى.

ويكشف الدكتور الخطيب عن خطة للتوسع بعيادات الوليد لتشمل كل المحافظات بهدف تقديم الخدمة لكل الأطفال حديثي الولادة مبينا أن وزارة الصحة أطلقت في أيلول 2016 خدمة جديدة للولدان هي نظام يرصد حالة كل مولود في مشافي التوليد والأطفال ويطبق حاليا في ست مشاف موزعة بمحافظات دمشق وحماة واللاذقية ويتم تقييم العمل بهذا النظام ليتوسع به مستقبلا على معظم مشافي التوليد والأطفال في المحافظات.

وعن الرعاية الصحية المتكاملة للطفل يبين الدكتور الخطيب أن سورية تبنت استراتيجية هذه الرعاية عام 2000 بهدف انقاص معدل الوفيات فضلا عن تحسين نوعية الخدمات المقدمة للأطفال على مستوى مراكز الرعاية الصحية الأولية وزيادة نسبة الاستخدام الصحيح لهذه المراكز والمشافي وترشيد استخدام الدواء وخاصة الصادات الحيوية وتحسين ممارسات الأهل والمجتمع الصحية.

ويشير مدير رعاية الوليد إلى أن استراتيجية الرعاية المتكاملة تتميز بكونها تجمع بين تدبير الطفل المريض وتحسين تغذيته وتحصينه والعوامل الأخرى التي تؤثر على صحة الطفل بما فيها التطور النفسي الاجتماعي وصحة الأم.

ويضيف الدكتور الخطيب.. إن أبرز ما يهتم به البرنامج هو تعليم الأهل كيفية رعاية الطفل في حالتي الصحة والمرض وكيفية تطبيق التعليمات الطبية والغذائية ومتى يطلبون المساعدة الطبية وتحسين ممارسات مقدمي الخدمة الصحية للطفل في المراكز الصحية والعيادات الخارجية والتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة بصحة الطفل.

ويذكر الدكتور الخطيب أن البرنامج تمكن من تدريب 1368 طبيبا وممرضة من العاملين في المراكز الصحية ويسعى حاليا للتوسع إلى جميع المناطق في اللاذقية وحماة وإعادة تأهيل المراكز في حلب والتوسع إلى مناطق جديدة في حمص وطرطوس ودمشق والتوسع إلى محافظات جديدة منها درعا والسويداء وريف دمشق والحسكة والقنيطرة.

وكان مدير الرعاية الصحية الأولية الدكتور فادي قسيس ذكر في تصريح سابق لـ سانا أنه سيتم خلال العام الجاري افتتاح مراكز خاصة ببرنامج الرعاية الصحية المتكاملة للطفل توفر فحصا شاملا ولقاحا وترصدا تغذويا وتكون مريحة للأهالي وميسرة والبداية مع مركزين في كل من ريف دمشق وطرطوس وحماة لتعمم في حال نجاحها على كل المحافظات.

وحسب منظمة الصحة العالمية فإنه يمكن توقي نحو ثلثي وفيات الولدان في حال اتخاذ تدابير صحية فعالة عند الولادة وخلال الأسبوع الأول من الحياة.

دينا سلامة