تصاعد مخاوف الغرب من عودة إرهابييه إلى بلدانهم

واشنطن-سانا

كشفت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية في مقال لها أن الحكومة الأمريكية تقوم بجمع معلومات استخبارية عن نحو 300 أمريكي يقاتلون في صفوف تنظيم ما يسمى (دولة العراق والشام) الإرهابي في إجراء يعكس مخاوف واشنطن من احتمال عودة أولئك المتطرفين إلى بلادهم لنشر الفوضى من خلال ارتكاب أعمال إرهابية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم : “إن هناك مخاوف كبيرة في واشنطن من أن المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سورية والعراق من الممكن أن يعودوا إلى بلادهم وينفذوا هجمات إرهابية وذلك بعد الخبرات التي اكتسبوها خلال قتالهم في الخارج”.

وقال أحد المسؤولين: نحن نعلم أن هناك بضع مئات من حاملي جوازات السفر الأمريكية ممن يقاتلون إلى جانب تنظيم داعش في سورية أو العراق وأن هذا العدد يفوق العدد الذي نشر في تقارير سابقة وأنه من الصعب معرفة فيما إذا كانوا في سورية أو تم نقلهم إلى العراق”.

وأشارت الصحيفة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن التهديدات الجدية التي يشكلها وجود مؤيدين لتنظيم داعش الإرهابي في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية حيث ظهر من بين الصور التي انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعلم التنظيم الإرهابي أمام البيت الأبيض ليلا إضافة إلى صورة لمبنى قديم في شيكاغو مكتوب عليها رسالة تهديد: “نحن هنا في الولاية في مدنكم و شوارعكم وأنتم أهدافنا في أي مكان”.

بدوره قال الضابط المتقاعد ميك ليونس الخبير الأمريكي في مشروع ترومان للأمن القومي والمحلل في محطة (سي بي إس) “عودة الأمريكيين المتطرفين من سورية والعراق هو الخطر الجديد الذي يتهدد وزارة الأمن الداخلي والذي يتطلب وضع خطة محددة للتعامل معهم” .

من جهة أخرى قال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك رولي إن “عمليات الاعتقال المرتبطة بالقتال في سورية ارتفعت بشكل كبير هذا العام” موضحا أن “هناك زيادة كبيرة في التحقيقات خلال الأشهر الأخيرة وفي حملة الاعتقالات الكبيرة لأعداد من المشتبه بارتباطهم بتنفيذ اعمال إرهابية عن العام الماضي داعيا البريطانيين إلى المساعدة في الكشف عن الإرهابيين”.

وقال رولي إن “عدد الاشخاص المشتبه بهم الذين تم إلقاء القبض عليهم تضاعف خمس مرات عن العدد المسجل العام الماضي”.

وكانت وزارة الخارجية الامريكية أقرت في وقت سابق أن ما لا يقل عن 12 ألف أجنبي من خمسين بلدا توجهوا إلى سورية منذ نحو ثلاث سنوات ونصف السنة بينهم امريكيون بينما قدرت مصادر داخل الإدارة الأمريكية أن أكثر من مئة أمريكي توجهوا أو حاولوا التوجه إلى سورية للقتال مع التنظيمات الإرهابية المسلحة.

وحذر فيليب مود المسؤول السابق بمكتب مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أمس من قدرة عناصر تلك التنظيمات على الوصول إلى الولايات المتحدة وشن هجمات على أراضيها قائلا: “إن قدرات التنظيم جديرة بالانتباه أيضا فليس هناك تنظيم مماثل له من حيث نجاحه باجتذاب أكثر من مئة أمريكي وبين 300 و 400 بريطاني إلى جانب المئات من الألمان والفرنسيين الذين قطعوا البحار من أجل الوصول اليه والانضمام إلى صفوفه ما يجعل قدرة هذا التنظيم على الوصول إلى الولايات المتحدة كبيرة للغاية ولا أعرف كيف يمكن لأحد القول بأنهم لا يشكلون تهديدا لنا”.

وبعد الدعم الكبير الذي قدمته للإرهابيين الذين يقاتلون فى سورية وعدم اتخاذها أي إجراءات أو قيود تمنع وصولهم إلى المنطقة وجدت الحكومات الغربية الإقليمية نفسها أمام تحد خطير يتعلق بعودة هؤلاء الإرهابيين إلى أراضيها ومحاولة نشر الفكر المتطرف بين شبابها فى الوقت الذي تتزايد فيه مشاهد الفيديو الصور التي تعرض إرهابيين من جنسيات غربية وهم يرتكبون أبشع اشكال الجرائم بحق الأبرياء.

انظر ايضاً

بوتين: الولايات المتحدة تسعى لفرض نظام استعماري جديد على العالم

موسكو-سانا أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة تسعى لفرض نظام استعماري