الشريط الإخباري

مدينة “شهبا” بالسويداء.. آثار شامخة شاهدة على إرث حضاري

السويداء-سانا

تزخر مدينة “شهبا” بالسويداء بالعديد من الآثار الشامخة الجميلة الشاهدة على إرث حضاري مهم مما أعطاها طابعا متميزا لتكون من أشهر المدن الأثرية السورية ومقصدا للسياحة الداخلية والخارجية.

ويلفت نظر الزائر للمدينة الواقعة على بعد 90 كم جنوب العاصمة دمشق و19 كم شمال مدينة السويداء مسرحها الروماني الذى يعد بحسب رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان من النماذج الجميلة للمسارح الصغيرة في سورية و يبلغ قطره 42 م ويقع ضمن تجمع معماري ضخم وسط المدينة حيث كثافة الأبنية العامة مع وجود ترابط بينه وبين المدفن “الفيليبيون”.

ويتألف المسرح كما يوضح كيوان من قسمين “الأول للتمثيل ويتألف من منصة مستقلة وفسيحة  “أوركسترا”  تغطي مكانا سفليا مفرغا ويحتضنها من الخلف وبشكل مواجه للمسرح واجهة مستقيمة خالية من أي نحت أو زينة أو ديكور تحتوي ثلاثة مداخل أوسطها أكبرها وعلى جانبيه زينت الواجهة بالمحاريب وخلفها يوجد رواق على امتداد المنصة لتهيئة الممثلين مع وجود مدخلين يؤديان الى الممرات الجانبية للمسرح فيما يضم القسم الثاني للجمهور مدرجات على طابقين تتجه نحو  الجنوب”.

والى الشمال من مسرح شهبا يتوضع المدفن “الفيلبيون” الذي هو كما يقول رئيس دائرة آثار السويداء  “عبارة عن ضريح امبراطوري مربع الشكل مبني من الحجر البازلتي القاسي كمعبد جنائزى لعائلة الامبراطور فيليب العربي بهدف تأليه والده كارلوس مارينوس وهذا ما تدل عليه الكتابة المنقوشة على سنادة التمثال الموجودة على جانبي المدخل الرئيسي للمدفن” لافتا الى أنه يوجد على زوايا المدفن قواعد حجرية منحوتة بإتقان تحمل أعمدة مربعة الشكل على رأسها تيجان.

وبين كيوان أنه يحد المدفن من الشرق الشارع العام ويشكل من الجهة الشمالية مع المعبد الامبراطوري وحدة معمارية متكاملة حيث ترتبط معه بساحة كبيرة مبلطة ويتم الدخول اليه من خلالها وعبر درج حجري يتجه شمالا.

ويشير كيوان الى أن شهبا تضم معبدا أثريا هو المعبد الروماني الذي يقع على الحافة الشمالية من شارع البلاط المتجه من الساحة العامة بحوالي 50 مترا وله ستة أعمدة لم يبق منها سوى ثلاثة مع تيجانها الكورانثية الجميلة أما بقية أجزاء المبنى فتتوضع تحت منزل مجاور للأعمدة.

وقال كيوان “كما تطل الى الجنوب الشرقي من الساحة العامة للمدينة الحمامات الأثرية الكبرى التي تعد وفقا لرئيس دائرة آثار السويداء من أفضل الحمامات المعروفة حفظا في القرن الثالث للميلاد وتنتصب الى الجنوب منها قواعد حجرية ضخمة “أكوادوك” حملت قديما أقنية تجلب المياه من منطقة تدعى الطيبة تبعد عن شهبا نحو16 كم حيث كانت الحمامات تستوعب 500مستحم وتتألف من ثلاثة أقسام البارد والفاتر والحار كما تضم صالات للألعاب الرياضية والمطالعة والتسلية إضافة لساحات محاطة بأعمدة”.

والى الشرق من موقع الحمامات حسب كيوان يوجد متحف شهبا الذي يتالف من قاعتين الاولى عرض فيها لوحتان من الفسيفساء وعدد من القطع البازلتية بينما احتوت الثانية على ست غرف ضمت اللوحات الأربع الموجودة والمحفوظة في مكانها الاصلي التى عثرت ضمنه وهي مستوحاة من الأساطير اليونانية القديمة ولوحتين أخرتين منقولتان اليه إضافة الى رأس الامبراطور فيليب العربي الذى ثبت على قاعدة خشبية دائرية.

ويحيط بمدينة شهبا القديمة سور حجري مستطيل الشكل حيث يبين رئيس دائرة آثار السويداء أنه لحماية المدينة وتحصينها شيد الامبراطور فيليب العربي السور الذي يحتوى على أبراج دفاعية جاعلا لها أيضا أربع بوابات رئيسة تتوسطها ممرات كبيرة.

يذكر أن  شهبا شهدت ازدهارها في عهد الامبراطور فيليب الذي أولاها عنايته وأراد أن يجعلها مدينة عريقة تنافس أعظم مدن الغرب ولا سيما روما فأطلق عليها اسم مدينة “فيليب بوليس” مشيدا فيها العديد من المباني الدينية والمدنية بين عامي 244-249 م  علما إنسان ما قبل التاريخ سكنها حيث دلت المناشير والسكاكين واللقى التى وجدت حول تل شيحان و في التلة المسماة بالغرارة على قدم السكن في هذه المنطقة التي استقرت فيها الموجات المهاجرة من شبه الجزيرة العربية منذ الالف الثالثة قبل الميلاد ثم أصبحت حاضرة للعرب الأنباط في القرن الاول قبل الميلاد.

عمر الطويل

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية افتتاح نادي المعلمين في شهبا

السويداء-سانا في إطار التعاون بين الأمانة السورية للتنمية “منارة شهبا المجتمعية” ونقابة المعلمين تم اليوم …