الأديبة غادة قدور: أدب أنثوي ينضح بالصوفية والتأمل وحب الجمال

دمشق-سانا

عندما تجنح الكتابة لدى الأدباء إلى الخيال والتأمل فإنها تعكس حساسية عالية عند صاحبها وقدرة على ابتكار الصور بصورة متجددة وهذا ما نجده عند الأديبة غادة قدور التي توجت ذلك كله بروح صوفية عميقة.
وفي حديث لـ سانا الثقافية تقول قدور إن سبب النزعة الصوفية في معظم كتاباتي يعود إلى إحساسي بالمخلوقات والجمال ومكوناته منذ كنت أتأمل جمال الطبيعة وأعتلي الأشجار في قريتنا وأراقب الكون وأخزن في ذاكرتي التوحد مع تلك الجماليات والتبصر بماهيتها من سماء وغيوم.
وتقول صاحبة كتاب “منمنمات في العشق والصوفية” عندما كتبت أولى مقطوعاتي الشعرية تركتها لصديقتي التي راحت تنقل لي إعجاب القراء والأصدقاء وهذا كان دافعا لي لنشر بعض ما أكتب فوجدت أنه ثمة علاقة بين تلك الكتابات ومخزونات الاطفال وثقافات الحاضر.
وترى قدور أن أكثر ما يتلاءم مع المتلقي هو ذلك النص الذي يحمل تأملات ويحتفظ بانعكاسات تخص المجتمع وتدور بين العواطف والأحاسيس والجمال وبالتالي يصل هذا النص إلى عاطفة الآخر الذي يبحث عن كاتب أو شاعر يترجم إحساسه ويردد ما هو بداخله.

2وتشترك كل كتاباتها من نثر وشعر وقصة قصيرة في مفصل مهم هو اللغة الشعرية التي تعتبرها من أهم مقومات الكتابة بصفتها تمثل الجمال والفن الذي يرتبط بذائقة المتلقي ولكن الكتابة القصصية بحسب قدور تختلف عن الكتابات الأخرى لأن القصة هي لغة سرد وهي بأمس الحاجة للحبكة والعقدة والتشويق موضحة أن عدم الإطالة هو أساس مهم في القصة القصيرة.
أما الشعر كما تقول فهو لغة الإحساس والصورة وعامل الدهشة والانبهار فقد يأتي على شكل صدمة ويمضي فيترك أثرا لا يمكن أن ينسى وقد يأتي ويحط كالطيور فيغرد على نافذتي ثم يمضي تاركا أعذب إثاره على شغاف قلبي.
وتضيف صاحبة “ذاكرة الروح” إن كتاباتي لا تقتصر على الخيال والتأمل بل إن الوضع الاجتماعي الذي يؤثر بي ينعكس بشكل عفوي على المكونات التعبيرية لكتاباتي فيكون الواقع بعيدا عن المباشرة ويصل إلى مستوى العلاقة الإنسانية الشفافة بيني وبين أفراد المجتمع كما أبحث عن صدى الأثر الإيجابي الذي يجب أن
تتركه تلك الكتابات.
وعن رأيها بمستوى الأدباء المعاصرين على الساحة المحلية توضح قدور أن كثيرا من دعاة الأدب وصل إلى أماكن غيره وهذا ما انعكس سلبا وان الرقابة تسببت بظهور أدب فارغ بعيدا عن كل المقومات والأسس وخال من الإبداع ما يهدد حضارة ثقافتنا وتاريخها العريق وحاضرها ومستقبلها.
وتدعو إلى استدراك هذه الكارثة كواجب وطني يقع على عاتق المثقفين والقائمين على الثقافة لافتة إلى أهمية اعتماد القائمين على الثقافة على المثقف الحقيقي وترك المحسوبيات من أجل أدب وثقافة حقيقيين يعكسان وجهنا الحضاري.
ورغم أن الأديبة قدور تحظى بإقبال جماهيري وأدبي في المراكز الثقافية وعلى المنابر الأخرى فإنها تشير إلى وجود حالات سلبية تؤذي الوسط الثقافي عبر وجود شخصيات تعمل في هذا الوسط وتمارس ما سمته “نخاسة أدبية” كأحد ظواهر الاستغلال وهذا ما يستدعي الاستدراك والعمل على خلق منظومة إدارية معنية بالثقافة والإبداع وملتزمة بالثوابت الأخلاقية الثقافية والاجتماعية والوطنية.
أما عن نجاح المهرجانات الثقافية والأدبية الوطنية فهو بحسب رأيها يعود إلى أن الأسماء التي تشارك فيها كبيرة وبعيدة عن أسلوب التسويق الثقافي وتحظى بشعبية لدى القاعدة الشعبية المتابعة ومهرجان الشيخ صالح العلي نموذجا.
يذكر أن الأديبة غادة قدور من مواليد قرية ترفس بريف طرطوس تكتب الشعر والقصة القصيرة ولها كتابان في الرؤى والخواطر الشعرية بعنوان “منمنمات في العشق والصوفية وذاكرة الروح” ولها قيد الطباعة مجموعة بعنوان “الجلباب” وديوان شعر “ليل على صليب يديك” كما شاركت بالعديد من المهرجانات والأمسيات الأدبية وقدمت قصة فيلم إلى مؤسسة السينما بعنوان “حب في زمن الفيس”.
محمد الخضر