العدد مئة لمجلة الحياة التشكيلية.. مواكبة التشكيل السوري والعربي والعالمي

دمشق-سانا

تدخل مجلة الحياة التشكيلية الفصلية بصدور عددها الجديد الذي يحمل الرقم 100عامها الرابع والثلاثين فقد صدر العدد الأول منها عام 1980 لتدعم وتكمل المهام التي تؤديها مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة برعاية قطاع الفنون التشكيلية السورية المعاصرة وتنظيم فعالياتها داخل سورية وخارجها والإشراف على صالات عرضها الخاصة والعامة.

ويقول الدكتور محمود شاهين رئيس التحرير في الصفحة الأخيرة من العدد إن المجلة كانت تصدر بالأبيض والأسود حتى العدد 68 الصادر في شهر آذار عام 2004 عندما صدرت بحجم واخراج جديدين وبالألوان بغلافها وكامل صفحاتها ما أتاح تدعيم نصوصها المكتوبة بصور بصرية لتوضيح مضمونها وهي صور ضوئية تتميز بالجودة والدقة تصويرا وفرزا وطباعة.

ولدى الحياة التشكيلية الصادرة عن مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة مهام فنية ووطنية وحضارية كثيرة ومهمة ستسعى لتأديتها وإنجازها في مواكبة كل ما تفرزه الحياة التشكيلية السورية والعربية والعالمية من منجزات إبداعية متميزة وما يواكبها من أبحاث ودراسات تحليلية وتوثيقية ووضعها في متناول المهتمين من فنانين محترفين وهواة وطلبة اختصاص لإيمانها بأن الثقافة الفنية النظرية هي داعم أساسي للمنجز الفني العملي.

وتحت عنوان “مئة عدد من الحياة التشكيلية” قال سعد القاسم مستعيدا ذكرياته إن لحظة مشاهدته العدد الأول من المجلة كانت من اللحظات التي لا تنسى في حياته00″كان ذلك في خريف عام 1980 وكنا على أبواب سنتنا الدراسية الأخيرة في كلية الفنون الجميلة نلتقط باهتمام كل مطبوعة توفر بعض الذي نحتاجه من الثقافة البصرية في وقت كان المشهد التشكيلي السوري يمتلك حيوية مدهشة تعبر عنها المعارض المحلية والزائرة التي تكاد لا تتوقف 00 والحوار الحار غير المعلن بين المفاهيم المختلفة لأجيال التشكيليين السوريين”.

بعد افتتاحية العدد بقلم الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في حكومة تسيير الأعمال تحت عنوان “من ذاكرة الإبداع” عرض الدكتور عفيف بهنسي لتطور الحركة الفنية التشكيلية السورية فيما تحدث الدكتور شاهين عن الفنان وشخصيته ومحترفه وبازار عبقريته مؤكدا أن للفنان رسالة عليه أن يؤديها في الحياة وللحياة وينقلها للأجيال القادمة.

ونشرت المجلة في عددها المئوي مقالا كان قد نشر في العدد الأول للمجلة بقلم الناقد الفني الراحل طارق الشريف بعنوان “رواد الحركة الفنية في سورية” وذلك لأهمية هذا البحث الذي يرسم فيه الشريف الملامح الأولى للحركة الفنية التشكيلية السورية المعاصرة من جهة وتحية شكر وعرفان وتقدير من المجلة لمؤسسها وأول رئيس تحرير لها.

وتحت عنوان “بيولوجيا الحياة في ايقاعات اللوحة الحديثة” قال الفنان أديب مخزوم إن الدراسات الطبية الحديثة تشير إلى أن الموسيقا والألوان هما من أرقى أنواع منشطات الحياة والصحة إذ أثبت العلم الحديث أن إيقاعات خطوط الرسم شأنها شأن الإيقاعات اللونية تؤثر تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي إذ يمكن لكل إيقاع أن يؤثر على جزء ما في المخ فيخدره بالقدر الذي يتيح فرصة الاسترخاء والتغلب على الألم واستعادة النشاط والحيوية.

وتضمن العدد حوارا أجراه علي الراعي مع الفنان التشكيلي زياد دلول قال في مقدمته إن السويداء كانت المكان الأول الذي رأى فيه دلول الضوء واللون والأشجار والناس والأشياء وفي كلية الفنون الجميلة بدمشق تعلم كيفية التعامل أكاديميا مع هذه المفردات ثم حمل ذلك في حقيبته إلى أن استقر في باريس ووضع كل مفرداته في لوحة أصبحت هي حقيبة السفر.

وخصص الناقد التشكيلي الأردني غازي أنعيم موضوعه للحديث عن عبد الحي مسلم النحات الفطري الذي لم يتعلم الفن في أكاديميات وكليات00 بينما تحدث الدكتور عبد الكريم فرج عن الطبيعة المخلوقة والإبداع الفني في نظرية هربرت ريد00 وتحدث القاص السوري أحمد عساف عن هنري ماتيس امبراطور الوحشية.

وقام بإعداد جريدة المجلة حسان سعيد الذي أجمل في صفحات قليلة أهم النشاطات والفعاليات والمعارض التي شهدتها المراكز الثقافية وصالات الفن التشكيلي في الأشهر الأولى من العام الحالي في سورية وكذلك لمحة عن النشاطات التشكيلية العربية ومثلها عن المشهد التشكيلي العالمي.

أما الصفحة ما قبل الأخيرة فتحدث فيها الدكتور علي القيم عن ماريو موصلي وسحر دمشق القديمة التي حظيت باهتمام كبير من قبل الفنانين التشكيليين السوريين فتناولوها بحب وشغف ورعاية وحرص وتحولت من خلال لوحاتهم إلى قضية تراثية وتاريخية وفنية ومعمارية يجب الحفاظ عليها وصيانتها إلى الأجيال القادمة.

سلوى صالح