يصيب نحو 17 مليون شخصا.. الشلل الدماغي لا علاج شافيا له

اللاذقية-سانا

يتعايش نحو 17 مليون شخص حول العالم مع الشلل الدماغي حسب مؤسسة اليوم العالمي للشلل الدماغي ورغم أنه الإعاقة الجسدية الأكثر شيوعا في مرحلة الطفولة إلا أن الخبراء ومراكز البحوث لم يتمكنوا حتى الآن من التوصل لعلاج شاف له.

والشلل الدماغي حسب طبيبة الاطفال عطور المحمود عجز دائم يؤثر على الحركة وتأثيره يمكن أن يتراوح من ضعف في يد واحدة إلى ما يقرب من انعدام تام للحركة الطوعية.

وتوضح طبيبة الأطفال أن الشل الدماغي من حالات الإعاقة المتعددة التي تصاب فيها خلايا المخ بتلف وغالبا ما تتم الإصابة به أثناء فترة الحمل أي للجنين أو بعد الولادة مباشرة معتبرا أنه لا يمكن أن نطلق على الشلل الدماغي مرض بكل ما في الكلمة من معنى لأنه غير قابل للعلاج لكن هناك حالات معتدلة فيه وأخرى حادة ومع ذلك فإن الشخص الذي يعاني منه يمكن أن يحيا حياة منتجة بتلقي وسائل تعليمية خاصة.

ويحدث الشلل الدماغي كما تذكر الدكتورة المحمود نتيجة أسباب كثيرة منها قبل الولادة كإصابة المرأة الحامل بعدوى خلال فترة حملها والولادة المبكرة ونقص وصول الأوكسجين للجنين أو بعد الولادة نتيجة التعرض لحادث والتسمم بالرصاص وعدوى فيروسية وإساءة التعامل مع الطفل.

وتبين الدكتورة المحمود أن أكثر الأسباب شيوعا عدم وصول الأوكسجين أو الدم للجنين أو المولود حديثا بشكل كاف وقد يحدث ذلك بسبب انفصال المشيمة في غير التوقيت المحدد لها أو استغراق الولادة لوقت طويل من الزمن أو حدوثها بشكل مفاجئ وخطأ في توليد المرأة.

واشارت المحمود الى وجود أسباب أخرى للمرض ومنها عدم توافق فصيلتي الدم للأبوين وإصابة الأم بالحصبة الألمانية أو أي مرض فيروسي في بداية الحمل أو الكائنات الحية الدقيقة التي تهاجم الجهاز العصبي المركزي للطفل المولود حديثا وافتقار الأم الحامل لتلقي الرعاية والعناية أثناء فترة حملها.

وترى الاختصاصية أن أقل أسباب إصابات الشلل الدماغي المكتسبة بعد ولادة الطفل شيوعا إصابات الرأس التي تكون بسبب حوادث السيارات والوقوع وسوء معاملة الطفل.

ويصنف الشلل الدماغي كما تبين الدكتورة المحمود ضمن ثلاثة أنواع رئيسية الأول شللي تكون الحركة فيه صعبة والثاني رعاش لا يتم التحكم في الحركات التي يمارسها الشخص والثالث لا اتزاني يجمع بين الاضطراب في التوازن والإدراك العميق مشيرة إلى إمكانية اجتماع أكثر من نوع لشخص واحد.

وتعتمد أعراض الشلل الدماغي على الجزء التالف بخلايا المخ ومدى تأثر الجهاز العصبي المركزي حسب الاختصاصية التي تؤكد أنه ومهما كان مدى هذا التأثير فلا يستطيع الشخص التحكم كليا في تصرفاته وتوازنه وقد يظهر تشنجات وحركات لا إرادية وإدراكا وإحساسا غير طبيعيين وضعف الروءية والكلام والسمع وتخلفا عقليا واضطرابا في السلوك والحركة.

وتشير الدكتور المحمود إلى صعوبة تمييز هذا المرض عند الأهل في سن مبكرة لذلك يتوجب عليهم مراقبة الطفل المولود حديثا وفي حال ظهور أحد أعراضه مراجعة الطبيب المختص لتقييم الحالة ودراستها ومعالجتها أو استبعاد المرض.

ويشخص المرض حسب المحمود بعد اجراء صورة اكلينيكية ليتم استبعاد الامراض العصبية الاخرى كالامراض التنكسية أو ورم الحبل الشوكي واجراء تخطيط كهربائي للدماغ وتصوير طبقي محوري واختبارات للسمع والبصر للتأكد من سلامتهما وتقييم الحالة وثم مراجعة عدة اطباء من اختصاصات مختلفة لوضع خطة للعلاج.

وفي وقت تبين فيه طبيبة الأطفال ان التدخل المبكر لا يعالج الشلل الدماغي توءكد ضرورته لأنه يتحكم في الحالة ويمنع تدهورها بشكل سريع مشيرة إلى أنواع مختلفة من العلاج منها علاج التخاطب والمهني والتأهيل الجسدي والمساعدة النفسية من الأهل والأصدقاء .

وتذكر موءسسة اليوم العالمي للشلل الدماغي أن نحو 350 مليون شخص يتعاملون بشكل وثيق مع طفل أو شخص بالغ يعانون من الشلل الدماغي وأن طفلا من 4 مصابين بالمرض لا يمكنه الحديث وطفلا من ثلاثة غير قادر على المشي وطفلا من اثنين لديه إعاقة ذهنية وواحدا من أربعة يصاب بصرع.

نعمى علي