الشروق التونسية: دعم الإرهاب في سورية خطيئة العصر

تونس-سانا

وصفت صحيفة الشروق التونسية اعتراف الإدارة الأمريكية أخيراً بأن تنظيم داعش الإرهابي هو أخطر جماعة تهدد المصالح الأمريكية في العالم بأنه على صراحته يظهر حجم الغباء والسذاجة الذي يصطبغ به أداء هذه الإدارة مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تتعلم من أخطائها.

وقالت الصحيفة اليوم في مقالها الافتتاحي بقلم رئيس تحريرها الأول عبد الحميد الرياحي: “إن لحظة المصارحة الأمريكية وصلت حد إقرار وزير الحرب وقائد الأركان بأن الجماعات الإرهابية المتورطة في سورية تحتكم على جيش لا يقل عدده عن 12 ألف فرد ينحدرون من أكثر من 50 دولة” مشيرة إلى أن الولايات المتحدة التي تعترف بخطر هذه الجماعات وتطلق صيحات فزع من هذا العيار يحيلنا ذلك مباشرة إلى المواقف التي دأبت سورية على إبدائها منذ اللحظات الأولى لإشعال الحريق الكبير على أراضيها والذي لم تكن واشنطن بعيدة عنه بل إنها كانت متورطة في إشعاله و إمداده بالحطب وبكل مقومات الاستمرار إلى أن كبرت الميليشيات التي كان يعول عليها لتحقيق هدف أمريكا بإسقاط الدولة السورية ثم انقلبت حتى على حلفائها وأصبحت تسعى لتحقيق أهدافها هي وليس أهداف الجهات التي أمدتها بكل أسباب ووسائل البقاء من أموال وأسلحة وتدريبات وتسهيلات لإيصالها إلى الأراضي السورية.

وتابعت الصحيفة أن هذا الاعتراف على صراحته يظهر حجم الغباء والسذاجة الأمريكية الذي يحول دون استخلاص العبر والدروس من خيباتها مذكرة أن الإدارة الأمريكية جربت دعم الميليشيات المسلحة في افغانستان ضد الاتحاد السوفييتي حيث قدمت الدعم المالي والعسكري واللوجستي للجماعات التي تقاتل السوفييت والتي كان أبرزها تنظيم القاعدة الذي تزعمه أسامة بن لادن ثم انقلب السحر على الساحر و تحول بن لادن إلى عدو لدود كابدت أمريكا للتخلص منه.

وتابعت الصحيفة أن هذه السابقة لم تكف أمريكا لتتعلم فأعادت نفس الخطأ مع التنظيمات الإرهابية التي انخرطت في القتال ضد الجيش العربي السوري في سياق لهثها وراء إسقاط الدولة السورية مؤكدة أن تنظيم داعش الإرهابي تمتع كما تمتع غيره بدعم أمريكا وحلفائها و فتحت له حنفيات التمويل والتسليح والإمداد والاستشارات لتسهيل تحركاته.

وتساءلت الصحيفة التونسية: “هل يكفي الندم أو حتى الإقرار بالخطأ والاعتراف بأن خطر هذا التنظيم حقيقي ويشكل خطراً على المصالح الأمريكية وهل يكفي اعتراف كل من هرولوا إلى حصار سورية دبلوماسياً وكل من مولوا الإرهاب وسلحوا وأمدوا بالإرهابيين .. هل يكفي اعترافهم بخطر داعش لتضميد الجراح السورية وتعويضها وطناً وشعباً كل ذلك الحجم من الدمار والقتل والخراب!”.

و ختمت الصحيفة بالقول إن هذه خطيئة العصر التي يفترض أن يتداعى المجتمع الدولي لتوثيقها وإدانتها وإدانة مرتكبيها والضالعين فيها قبل العمل على استئصالها واستئصال أسبابها من خلال غلق كل منابع الدعم لهذه الجماعات في سورية وتجفيف كل المنابع التي يتغذى منها الإرهاب ليتسنى للجيش العربي السوري إكمال هزيمة الإرهاب وتوجيه ضربة قاصمة لهذه الآفة التي باتت تشكل خطراً على كل دول العالم وليس على المصالح الأمريكية أو الأوروبية فحسب.

انظر ايضاً

صحيفة الشروق التونسية: الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري سينتهي لا محالة

تونس-سانا أكدت صحيفة الشروق التونسية أن الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري زائل لا محالة بحكم قرارات …