التجربة الإبداعية للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد في ندوة ثقافية بصالة لؤي كيالي

دمشق-سانا

استعرض المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد مساء اليوم تجربته الحياتية والسينمائية الإبداعية من سنوات عمره الأولى في عدة محطات وأماكن وبيئات مختلفة وصولا لآخر أفلامه وذلك في ندوة ثقافية أقامها اتحاد التشكيليين في صالة لؤي كيالي في الرواق العربي.

وقال المخرج عبد الحميد إن “ذاكرتي القوية التي استيقظت باكراً من سنوات عمري الأولى شكلت لدي أرشيفا كبيرا من الصور المتنوعة والتي أردفت فيما بعد بذاكرة صوتية قوية وغنية بتفاصيلها تمازجت فيها الموسيقا بالمؤثرات الصوتية التي كنت أسمعها في الأفلام التي أشاهدها في مرحلتي الطفولة والمراهقة من حياتي”.

وأوضح عبد الحميد أن ميوله الفنية الأولى توجهت نحو الموسيقا والتمثيل والمسرح إلى جانب شغفه بمتابعة الأفلام السينمائية في مرحلة التعليم الثانوية في حياته مبينا أنه توجه لتعلم الموسيقا في بداية المرحلة الجامعية ولكنه اصطدم برفض طلبه للانتساب للمعهد الموسيقي في ذلك الوقت ما شكل لديه “صدمة نفسية قوية” ليذهب بعدها إلى موسكو لدراسة السينما.

وأشار عبد الحميد إلى أنه أنجز ثلاثة أفلام روائية قصيرة أثناء دراسته في معهد السينما في موسكو هي “تصبحون على خير” و”رأساً على عقب” و”درس قديم” الذي حصد ست جوائز في مهرجان معهد السينما بموسكو عام 1981 لافتا إلى أن هذه الأفلام كانت تدور أحداثها في سورية وتم دبلجتها للهجة المحكية السورية.

ولفت عبد الحميد إلى أن عمله كممثل في معهد السينما بموسكو في عشرات الأفلام و من ثم في الكثير من أفلام زملائه المخرجين السوريين جاء لحبه لموهبة التمثيل والتي مارسها مبكراً في سن المراهقة والتي أفادته في كيفية الإحساس بعالم الممثل والتعرف على معاناته والطريقة الأمثل للتعامل معه كمخرج.

وأشار عبد الحميد إلى أنه عندما يكتب أحد أفلامه يكتب ويخرج ما يشعر به ويكون راض عنه في النتيجة النهائية و”هذا ما يجعل من هذه الأفلام تلاقي الرضا عند الجمهور ولجان التحكيم في المهرجانات والمسابقات”.

وأكد عبد الحميد أن المتعة الأولى بالنسبة له هي الكتابة التي تفتح أمامه الأبواب “التي لا يعرف إلى أين ستأخذه ليأتي الإخراج بعدها ويختار الطريقة التي يوصلها للناس لتكتمل الصورة” مبينا أن فكرة فصل مهمة السيناريست عن مهمة المخرج في عمله السينمائي واردة في حال وجد النص الذي يتوافق مع رؤيته السينمائية.

بدوره قال الناقد سعد القاسم إن أفلام المخرج عبد الحميد رغم روح الكوميديا التي تظهر واضحة فيها إلا أنها تنتهي عادة بدمعة حزينة و”هو المخرج السوري الوحيد الذي حقق المعادلة الصعبة في حصد جوائز المهرجانات السينمائية العالمية وبذات الوقت الجماهيرية الكبيرة لأفلامه بين الناس” موضحا أن اللقطة السينمائية في كل أفلام عبد الحميد “منتقاة بعناية وتحمل الكثير من الدلالات التعبيرية ولا تبحث عن الجمال المجاني”.

واعتبر القاسم أن فيلم “صعود المطر” شكل حالة خاصة ضمن مسيرة عبد الحميد السينمائية “حيث لا ينتمي للغة السينمائية الشعبية البسيطة التي اعتادها الجمهور في افلامه الأخرى”.

وأشار القاسم إلى أن تفضيل المخرج عبد الحميد لحضور افتتاح عروض فيلمه ليالي ابن آوى مع الجمهور السوري عام 1990 على أن يكون في ذات الوقت مع افتتاح عروض الفيلم في فرنسا “يعتبر درسا لكل مبدع لمعرفة المكان المناسب لتواجده مع جمهوره الحقيقي بعيدا عن التسميات والالقاب العالمية الفارغة من أي قيمة فنية حقيقية”.

من جهته قال التشكيلي أنور الرحبي إن المخرج عبد الحميد “يمتلك حساً فريداً في الكتابة السينمائية وأفلامه تنم عن قاص مبدع يمتلك ناصيتين ينطلق منهما في كل أفلامه هما الاحساس الفطري بالبيئة المحلية المتنوعة والموسيقا وبذات الوقت هو مخرج أكاديمي تعلم السينما ليكون صوت الإنسان بداخلنا والذي يعيده لنا عبر أفلامه”.

محمد سمير طحان

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

عبد اللطيف عبد الحميد.. مخرج نظر إلى الريف بعين السينما

دمشق-سانا ما إن ينتهي من إخراج أحد أفلامه حتى يذيع صيت الفيلم قبل بثه ليشهد …