النحات عفيف آغا:التشكيل السوري أصل التشكيل العالمي

دمشق-سانا

بدأ النحات عفيف آغا مشروعه الفني عام 2003 بإنشاء محترفه الخاص في قلب الطبيعة ليتحول لاحقا إلى صالة عرض فنية/الكوارتز/ سنة 2014 تضم أعماله التي يشارك بها أيضا في معارض يقيمها خارج الصالة لأنه يرى في الفن نشرا للفكر والثقافة والروحية العالية في المجتمع.

وعن علاقته مع الفن يقول النحات آغا في حديث لـ سانا “عندما كنت طفلا كنت أشكل من الطين ألعابي من بيوت وحيوانات وطيور ثم شكلت لاحقا من الحصى المتناثرة على الشاطئء عناصر استوحيتها من الواقع لأشارك بها بعد ذلك بأول معرض نحتي لي بعنوان “النحت الحجري الصغير” في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بدمشق عام 1991 والذي ضم 150 عملا نحتيا صغيرا من 5 مم إلى 10 سم”.

ويتابع ..”أفضل المادة الخام القاسية كالحجر والرخام و المرمر والبازلت ويعود ذلك لشعور التحدي والصراع مع هذه المادة و من ثم الانتصار عليها عندها تكتمل المنحوتة وتدخل في صمت رهيب و تعج في نبض يخترق الداخل ويسبح في الفضاء رغم أنني اشتغلت على منحوتات خشبية”.

ويوضح آغا انه اعتمد الاسلوب الواقعي التعبيري في بداياته مع فن النحت إلا أنه سرعان ما نحا بمنحوتاته نحو التعبيري التجريدي مبينا انه في المرحلة الحالية يبحث في التجريد “الذي يعبر عن قمة الواقع” لما له من أبعاد وخيال معتبرا أن الاشكال والكتل الموجودة في الطبيعة “خليط ما بين التجريد والواقع”.

ويؤكد آغا ان انعكاس جرائم الارهابيين الذين يريدون تدمير سورية وتشريد أهلها يتجلى في أعماله الذي يسقط فيه الواقع مع ما يتبادر إلى ذهنه من رؤى متخيلة.

ويلفت ابن اوغاريت الى ان التشكيل السوري هو اصل التشكيل العالمي إلا أنه “تراجع قليلا بسبب الازمة ومغادرة بعض الفنانين إلى الخارج واغلاق العديد من صالات العرض” معتبرا أن العمل النحتي “تأثر اكثر من غيره من الفنون لما يلزمه من متطلبات مادية مثل الخامة والتفرغ للعمل والمكان المناسب”.

ويرى النحات آغا أن انتشار فن النحت في سورية حاليا وارتفاع مكانته نتيجة طبيعية لدأب النحاتين السوريين من خلال عملهم الدائم ومن خلال عمق الإرث الحضاري السوري ويقول.. “كان لفن النحت مكانة مرموقة في حضارتنا القديمة ففي مقطع أوغاريتي ادبي مكتوب من شاب لأمه يصفها أنها تمثال الرخام على اللازورد ما يدل على علو مكانة العمل النحتي في حضارتنا”.

وعن حال السوق الفنية لدينا اليوم و جدوى اقامة معارض فنية في هذه الظروف يقول آغا .. “اقتناء أعمال النحات يساعده على الاستمرار وتطوير نتاجه واظهاره أكثر ولو أنني لم أعمل يوما لإرضاء ذوق أحد او لتحقيق حالة بيع فعملي النحتي حر بذاته ومرتبط بتجربتي الخاصة ومن رأى فيه مكنونه لا ضيم في اقتنائه”.

وحول دور المؤسسة الثقافية بدعم الفن التشكيلي يرى آغا ان هناك اهتماما و لكنه “ليس كافيا” والمطلوب تعزيز هذا الدور والمساعدة بإنشاء المراسم الخاصة واقتناء أعمال الفنانين و توزيعها على دوائر الدولة وتوجيه الدعوات الى الفنانين للمشاركة في المقتنيات بصورة عادلة وعدم حصرها بعدد منهم.

ويؤكد آغا أنه اختار البقاء في وطنه في ظل الحرب التي يتعرض لها عن قناعة وإيمان لأنه يجد أن سورية بحاجة أكثر من اي وقت إلى كل أبنائها من فنانين وعمال وأطباء ومهندسين ليستمر نبض شريانها ولتبقى إلى الأبد.

ويعبر النحات آغا عن تفاؤءله بمستقبل النحت في سورية ويختم حديثه بالقول..”منذ 7000 عام ما زالت حضارة أوغاريت شاهدا على قيمة المنحوتات التي بقيت دليلا شاهدا لحضارات أعطت للبشرية كل أنواع الفنون والتي ستمنح للنحات السوري أكبر دافع للاستمرار والإبداع”.

وسيكون جمهور الفن التشكيلي في دمشق على موعد مع معرض النحات آغا الثلاثاء القادم في فندق داما روز لمشاهدة تجربته الفنية القديمة المتجددة مع الحجر في منحوتات تحمل روح البحر وعبق الاسطورة تحت عنوان “نبض الصمت”.

والنحات عفيف آغا من مواليد اوغاريت عام 1959 عضو في اتحاد التشكيليين السوريين منذ عام 1993 وله عدة معارض فردية و جماعية داخل سورية واعماله مقتناة لدى وزارة الثقافة والمتحف الوطني وضمن مجموعات خاصة في عدد من دول العالم أنشأ متحفه الخاص “صالة الكوارتز” في اللاذقية عام 2014.

محمد سميرطحان

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency