S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
بيروت-سانا
أكد الكاتب اللبناني غسان العياش أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تظهر إرادة جدية للجم تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي التابع للقاعدة.
وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة السفير اللبنانية اليوم “منذ نشأته قبل سبع سنوات تقريبا يتطور النفوذ السياسي والعسكري والمالي للتنظيم المذكور بصورة مثيرة بل مدهشة وتتوسع الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها ومع هذا التوسع تتزايد المخاطر التي يشكلها على المشرق العربي بما فيه من مكونات دينية وعرقية”.
وأوضح العياش أن الولايات المتحدة اكتفت حتى الآن بإرسال معونات غذائية للمهجرين العراقيين الذين يواجهون الموت جوعا وعطشا في أعالي الجبال ووجهت ضربات هزيلة لتجمعات الإرهابيين عندما اقتربت من أربيل شمال العراق.
ورأى العياش أن موقف الأمريكيين من تمويل هذا التنظيم ملتبس ومريب ويثير شكوكا أكبر وأوضح حول سياسة واشنطن وأهدافها في المنطقة فواشنطن تتغاضى عن امتلاك هذا التنظيم الإرهابي “قدرات مالية هائلة”.
وأشار العياش إلى أن هذا التنظيم بدأ “بممارسة السلطة” في مناطق نفوذه حيث بدأ بفرض الضرائب وبيع الخدمات وإدارة الاقتصاد وتصدير النفط مبينا أن القصة باتت أكبر لكنها أسهل فالأموال الطائلة تفرض على التنظيم من دون اللجوء إلى النظام المالي وهو تحت نظر موظفي واشنطن كما أن بيع النفط يشرك في تمويل التنظيم المذكور لاعبين كبارا لا يسمح لهم حجمهم بالاختفاء عن نظر الغرب.. وسطاء وشركات ورجال أعمال ومصارف ودول حليفة لواشنطن تسهل تصدير النفط لهذا التنظيم.
وختم الكاتب مقاله بالقول “إما أن تكون الولايات المتحدة ساهية عن الخطر المتنامي وهذا صعب التصديق وإما أنها مرتاحة إلى صعود هذا التنظيم على هذا النحو ولو على حساب استقرار المنطقة ودماء المسيحيين والمسلمين” لافتا إلى أن التفسير الممكن هو أن هذا التنظيم يعتبر الأداة النموذجية لما يسمى “الفوضى الخلاقة” التي “سيتمخض عنها /شرق أوسط جديد/ منطقة خارج العصر غارقة بالاقتتال بين مكوناتها المذهبية خالية كليا من الروابط القومية ومفاهيم الدولة الوطنية وآخر اهتماماتها مواجهة الغرب أو الحرب مع إسرائيل”.
