أجواء شهر رمضان في مدينة حماة..عادات اجتماعية باقية وأخرى مخزونة في الذاكرة

حماة-سانا

يتوارث أبناء مدينة حماة تقاليد يسترجعونها كل عام مع حلول شهر رمضان منها ما ظل مستمرا حتى يومنا هذا ومنها ما ذهبت به عجلة الزمن والأيام ومسايرة الحداثة لتختزنها ذاكرة أبناء مدينة ابي الفداء.

وفي حديث لسانا أوضح الباحث الدكتور مجدي جحا أن مدينة حماة كانت تتميز في شهر رمضان عن سواها بالتماس الهلال حيث اعتمدت كثير من الدول الاسلامية في الماضي عليها في هذا الأمر لمدة قاربت النصف قرن خاصة على يد الراحل أحمد نعسان الأحدب والذي كان يعمل حذاء وعرف بحدة بصره وكان له ولع بتوليد أهلة الشهور القمرية جميعها.

وقال جحا “كان الجانب الغربي من قلعة حماة الموقع المفضل لأحمد الأحدب الملقب بأبي عزو ومن يتطوع معه لرؤية هلال رمضان حيث كان يشير لمئات الناس المتجمهرين حوله إلى الجهة التي سيشاهد منها الهلال ثم يطلب ممن حوله التثبت من الرؤية” مؤكدا أن الأحدب ظل ما يزيد على الأربعين عاماً “سيد إثبات رؤية هلالي رمضان وشوال لكل الدول العربية وبعض الاسلامية”.

وذكر الباحث جحا أن سكان الحي الذي عاش فيه الأحدب كانوا يترقبونه في يوم وقفة العيد فإذا عاد إلى البيت ومعه ديك وذبحه على باب بيته عرفوا أن صباح الغد سيكون أول أيام عيد الفطر فيما كان البعض الآخر يراقب إخراج مدفع رمضان من خان الشبلي وجره الى أعلى القلعة ليعرفوا أن يوم الغد هو أول أيام رمضان.

ومن العادات التي واظبت عليها الأسر الحموية في الماضي ولا تزال قائمة حتى يومنا هذا وفق جحا هي إفطار جميع أفراد الأسرة ولا سيما الأبناء المتزوجين مع زوجاتهم وأولادهم خلال اليوم الأول من بدء الصيام في منزل العائلة في حين ان فطور اليوم الثاني يكون عند أكبر أولاد الأسرة سناً موضحا أن هذه الدعوات المتبادلة فرصة لتبادل الأحاديث والتعرف على أحوال بعضهم وقضاء أجمل السهرات الرمضانية .

كما درج عدد من أهالي حماة خلال هذا الشهر أيضاً ولا سيما بعد أداء صلاة التراويح على السير حول قلعة حماة الأثرية التي تعد من أجمل المواقع في المدينة لكونها تطل على نهر العاصي والنواعير المقامة عليه.

ومن الأجواء الرمضانية التي تنتشر في حماة كما في باقي المدن السورية وفق جحا “المسحراتية” الذين يجوبون شوارع وأحياء المدينة وحاراتها لإيقاظ الصائمين النيام لتناول وجبة السحور وهم يقرعون على الطبلات ويرددون العبارات الشعبية وأشهرها “يا نايم وحد الدايم” فيما يسارع الأهالي إلى تقديم وجبات من الطعام للمسحراتي مع مبلغ من المال تحت اسم “العيدية” مع الأيام الأخيرة من رمضان.

كما اعتاد سكان حماة في هذا الشهر على تبادل أطباق الطعام والشراب المتعددة بما يسمى “السكبة” حيث تتميز مائدة رمضان عند أهل حماة كما يقول جحا بأنواع الطعام الدسم كما يحرصون على إعداد السوس والخشاف وشراب التوت الشامي والبرتقال والليمون وشراب الورد.

يذكر الباحث أن هناك أنواعا عديدة من الحلويات تبرز في هذا الشهر الكريم التي لها سمة حموية محضة ويتفنن الحمويون بصنعها وتزيينها وتجميلها بشكل يبعث في نفوس الصائمين الشهية على تناولها ومنها حلاوة الجبن بأنواعها المختلفة اضافة إلى الهيلطية والوربات مشيرا إلى أن المنتجات الحيوانية كالسمن والقشطة والقريشة والزبدة تدخل في قوام معظم الحلويات الحموية باعتبار حماة المصدر الأول لهذه المنتجات.

من جهته يذكر الدكتور محمد إياد الزعيم أنه مع قدوم شهر رمضان المبارك تسود مظاهر الخير والبركة في كل أحياء المدينة وشوارعها وتنتشر مآدب الإفطار في عدد من المساجد الكبيرة والتي تستقبل الصائمين الراغبين في تناول وجبة الافطار لافتاً إلى أنه مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان تكتظ أسواق المدينة بالمواطنين الذين يباشرون شراء حاجيات العيد من الألبسة والحلويات والأطعمة وكل مستلزمات العيد.

سهاد حسن

انظر ايضاً

مرتيني يناقش مع المعنيين في درعا سبل تطويرها السياحة الداخلية والشعبية

درعا-سانا تركز اجتماع وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني مع الجهات المعنية في محافظة درعا …