خطاب العشق في شعر توفيق أحمد.. رؤية متجددة لحارس الحبق بقلم هايل الطالب

دمشق -سانا

يحاول الناقد الدكتور هايل محمد الطالب في كتابه “حارس الحبق” تلافي الثغرات التي أشار إليها بعض النقاد في ملاحظاتهم على الطبعة الأولى من الكتاب الذي يرصد تجليات خطاب العشق في شعر توفيق أحمد وفق منهج تطبيقي وتحليلي حاول أن يلم خلالها بأغلب الجوانب التي جاء بها الشاعر أحمد ويعتمد الشاعر أحمد في معظم قصائده على استخدام الدلالة ليبتعد في أسلوبه التعبيري عن المباشرة حسب الدكتور الطالب فأحيانا يستخدم كلمة عين لتكون مركبا دلاليا في ألفاظه في بعض قصائده عندما يعمل على بناء التكنيك الفني وأسلوبية التعبير مستشهدا في قصيدة “أميرة الحب والعشق”.. “هل لعينيك في المدى من رفاقي..تجمعان العشاق بالعشاق وهما عالمي ولو سألاني ..لاستحى الضوء والندى والسواقي من إلى ناظريك زف الليالي..راسما لوحة الجمال الباقي”.

ويرى الطالب أن الشاعر توفيق أحمد يكرر التقنية نفسها معتمدا على أسلوب الاستفهام التي تقع العينان في مركزه وإن اختلفت الدلالة في الأنماط الشعرية باعتبار العين موطن الجمال ما يدل على قدرة الشاعر على استخدام الألفاظ في سياق حديثه عن العين.

كما يغوص الناقد في الإشارات التي يستخدمها الشاعر ويرمز إليها في المعاني التي يريد أن يصل إلى أبعادها ومسافاتها فيأتي بعناصر التجميل والتحسين ويحاول أن يصل إلى ما يذهب إليه الشاعر مشبها تطلعاته بكثير من الأنماط الشعرية الغابرة في عملية إسقاط على التراث الشعري القديم مستشهدا بقوله..”ستحكي الأزاهير يوما.. بأن الجنان بدنياك ..صارت جحيما.. وتحكين أنت.. بأن العصور من الحزن في خصرك الأسمر الناحل..اختصرتها
البروق”.

وفي مواطن أخرى رأى الناقد أن الشاعر يوظف السرد ويبتعد عن القصدية فيفلت العنان لمشاعره وأفكاره كي تتسامى في فتح مغاليق موضوعه دون توجس أو قصد فيتجه لتداول اللحظة العاطفية إلا أن الفكرة غير محددة بإطار مقنن إنما الذي يحدده هو تدفق المشاعر كقوله..”إنها شيمتي لكل أليف .. أن أزري روحي له أشلاء لم أقدر لفيض عز شبابي .. أن سيمسي ترهلا وخواء في لياليك مل قلبي اكتئابا .. وجراحا وحرقة ودماء”.

وأشار الناقد إلى أن المكان برز في غير قصيدة عند توفيق أحمد مبينا أن قصيدة “بلدتي” النموذج المتكامل والناضج حول صراع بين المكان الغائر في الذاكرة وبين اللحظة الراهنة حيث يحاول الشاعر إيقاف فعل الزمن والرغبة في العودة إلى زمن أكثر براءة وأكثر نقاء أنه زمن الطفولة.

ويحاول الشاعر توفيق أحمد كما يقول الناقد أن يقدم لوحة بانورامية لمكانه الذي عاش فيه أولا لكل ما كان يحمل من ألم وشقاء وتعاسة دون أن يخفي ما يخزنه في داخله من حب تجاهه ومهما عانى في ذلك المكان فهو الأفضل لديه كما جاء في قوله.. “لو فتشوا دمي المرابط خلف أضلاعي .. رأوا رمانة الدار التي شهدت تعاستنا وتلك السنديانات العتيقة .. تزدهي قدام بيت الطين.. يغسلها براحته الصباح.. ورأوا مكانا ثانيا لعبت معي فيه الأفاعي ما تشاء..طفولة، سما، تعذر نزفه، فوضى.. وديسا زج في لحمي الجراح”.

وثمة بنيات وإيحاءات كثيرة ورؤى أوردها الناقد في دواخل أحاسيس الشاعر أحمد والمكونة مما مر عليه في حياته من ألم وأمل وحزن وفرح دون أن ينسى الإشارة إلى الأهمية اللغوية التي تميز بها شعر توفيق أحمد والذي جاء بعفوية وصدق حسب تعبيره.

ويقع الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب سنة 2016 في 224 صفحة من القطع الكبير.

يشار إلى أن الناقد هايل محمد الطالب حاصل على دكتوراه في اللغويات التطبيقية وعضو الهيئة التدريسية في جامعة البعث له من المؤلفات “قراءة النص الشعري لغة وتشكيلا” و”قصيدة الومضة الشعرية” و”جماليات الغواية
الشعرية” و”تحولات الدلالة في النص الشعري” و”في المتخيل الأدبي”.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency