الشاعرة رنا العسلي.. عندما تكون الحداثة الشعرية قريبة من المجتمع والناس

دمشق-سانا
الشاعرة رنا كمال العسلي تعتمد على العاطفة والمفردات الشفافة في تكوين تعابيرها الشعرية وتحاول أن تصنع من الحداثة الشعرية أسلوبا قريبا من المجتمع والإنسان نظرا لما تمتلكه من قناعة أن الشعر هو الصورة الحقيقية لما يفعله الإنسان بمختلف رؤاه السلبية والإيجابية.
وفي حديث خاص لسانا قالت العسلي إن الشعر هو دفقات قلب تصوغه حروفنا معبرة عن اختلاجات الروح التي تحلق في الفضاء لترى ما يمكن أن يلائمها أو ما يمكن أن تنفر منه وفق الإيجابيات والسلبيات ما يؤدي إلى إنجاب تلك السطور المكونة للقصيدة.
وأوضحت العسلي أن شعر الشطرين وشعر التفعيلة هما شكل واحد يلتزم بالإيقاع ويرتبط بالنمط الخليلي الذي قدم إلى التاريخ كثيرا من العطاءات وكان ضمير الشعراء في انعكاس متاهات المجتمعات وتحولاتهم هذا النوع من الشعر هو إبداع يدل على موهبة كامنة في نفس الشاعر تأتي ملونة بأشكال الثقافات التي يكونها ويعمل على معرفتها خلال ما يحيط به او ما يضطلع عليه من كتب ونشاطات وتخييل في عالم الكون والمجهول وغير ذلك.
أما عن الشعر الذي يستوعب المرحلة فقالت العسلي إن المرحلة مليئة بالتناقضات ويغلب عليها الوجع والألم وتفور السلبيات من أغلب مناحيها فهي بحاجة لكافة ألوان الشعر وأجناس الأدب شرط أن تكون بين ما تحمله الكتابة ثقافة شاملة قادرة على توصيف الحالة سواء أكان ما أتى به الكاتب شعرا أو نثرا أو قصة أو رواية وأهم ما يمكن أن يوجد في المادة المكتوبة هو قدرة الحدث على إثارة المشاعر ليرتبط المتلقي بالنص الذي بين يديه.
وترى العسلي أن الشعر هو النص الذي يتمكن من عكس الواقع ورصد حالاته وتقديمها للناس بشكل مختلف يمكن أن يؤدي إلى التطور أو يحدث تغييرا لأن المادة الشعرية التي لم تتمكن من الولوج في مشاعر الإنسان فليست شعرا مهما كان اسم كاتبها كبيرا.
واعتبرت العسلي أن الشعر قدم كثيرا مما يعيشه المجتمعات والناس وظل مترقبا لحالات نقدية قادرة على فهم واستيعاب أشكال الشعر وصنوفه ومتمكنة من الولوج بتشعباته حتى يبقى الشعر في مساره الصحيح أمام موجة الحداثة الظالمة التي تستبدل المعايير والمقاييس وتخرب الذائقة الشعرية والشعورية.
إلا أن النقد فمن الواضح أنه قاصر وعاجز عن استيعاب ما هو مطلوب منه لأنه اقتصر على العرض البسيط الذي لا يتجاوز الفهم الخاص الذي يقدمه الناقد أو الإعلامي على صفحات جريدة أو دورية.
وبحسب العسلي فإن الإعلام لم يواكب الحركة الشعرية نهائيا فمواكبته كانت ضعيفة وبعيدة عن الاهتمامات المنطقية واقتصرت على علاقات ومعطيات معينة فلم تقدم حالات صحيحة يمكن أن تدخل التاريخ أو يمكن أن تعكس الحالة الصحيحة للشعب السوري برغم أن المواهب الموجودة في سورية قادرة على إثبات وجودها وعلى مجاراة العصر وتجاوزه فهي لم تاخذ حقها ولم تسمح لها الظروف أن تدخل أي منافسة.
أما بالنسبة لمستقبل الشعر الحديث فقالت العسلي ليس بمقدوري أن أحدد مستقبل الشعر الحديث لأن الظروف قادرة على العبث بكثير من المعطيات والمبادرات كما أن المتغيرات الاجتماعية والانسانية يمكن أن تؤثر سلبا على حركة تطور الشعر كما يحدث الآن فأصبح كل إنسان يمتلك القدرة على تسمية نفسه شاعرا وبإمكانه أن ينافس الشاعر الحقيقي حتى ولو لم يمتلك موهبة بحكم ما يمتلكه من قدرات أخرى ابتداء من الاقتصادية وانتهاء بغيرها مما يؤذي الثقافة والشعر.
يذكر أن الشاعرة رنا العسلي تكتب الشعر الحديث وتنشره في الصحف والدوريات ولها مجموعة شعرية بعنوان “رسائل لم يقرأها آدم”.

محمد الخضر -ميس العاني