أحزاب سياسية تركية: أردوغان يمارس التمييز الطائفي والعرقي في حملته الانتخابية

أنقرة-سانا

استنكر عدد من الأحزاب التركية اليوم خطابات رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان الرامية إلى إثارة الفتن الطائفية والمذهبية والبلبلة بين مكونات الشعب التركي وخلق الاضطرابات والفوضى في سبيل الحفاظ على مصالحه السياسية ومكاسبه الشخصية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التركية.
وذكرت صحيفة جمهورييت التركية أن النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي خورشيد جونش قدم شكوى قضائية ضد أردوغان بتهمة “تحريض الشعب على الحقد والعداوة وإهانته” وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها أردوغان لإحدى القنوات التلفزيونية.

ولفت النائب جونش في تصريح أدلى به للصحفيين أن أردوغان “ينشغل منذ فترة بالانتماء الاثني والطائفي للمرشحين في الانتخابات الرئاسية” مبينا أن أردوغان يتعمد إهانة الأرمن إذ يعتبر أن مجرد الانتماء إلى الطائفة الأرمنية “أمرا قبيحا وفظيعا”.

وبين النائب جونش أن أردوغان يقوم باختراق القانون التركي واتفاقية حقوق الإنسان العالمية موضحا أن “استخدام عبارات من أنها التحريض على الكراهية والحقد ضد شريحة معينة من الشعب التركي يعد انتهاكا للمادة 216 من قانون العقوبات التركي المعنونة بـ تحريض الشعب على الحقد والكراهية وإهانته”.

وطالب النائب جونش أردوغان بالاعتذار عن “جريمة الكراهية” التي يرتكبها من خلال وصف الانتماء للطائفة الأرمنية بـ “القبيح” مؤكدا أن أردوغان “يكرر جريمته هذه باستمرار” رغم أن هذه العبارات تحرض الشعب على الكراهية والحقد وتهين الشرائح الاثنية المختلفة.

وفي الوقت الذي وصف فيه نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري سزجين تانريكولو جريمة التحريض على الكراهية التي يقوم بها أردوغان ضد الشعب التركي بأنها “موجودة بالفطرة لديه” بين النائب السابق عن حزب الفضيلة التركي محمد بكار أوغلو أن أردوغان يقوم بتقسيم الشعب التركي واستقطاب المجتمع التركي بشكل يتنافى مع القيم الإسلامية.
من جانبه أكد نائب رئيس حزب الحركة القومية توغرول توركش أن أفكار أردوغان المحفوظة في عقله الباطن “تخرج فجأة على لسانه” مشيرا إلى أن المواطنين الأرمن كانوا آخر ضحية لمنهج أردوغان وأسلوبه القائم على التمييز العنصري”.

وأضاف توركش .. إن “الأمر الذي ينبغي أن يدركه أردوغان هو أن الانتماء إلى أصل أرمني ليس بجريمة أو بأمر معيب أو قبيح أو خطيئة” لافتا إلى أن أردوغان يرتكب جريمة الكراهية ضد الشعب التركي وفقا للقوانين التركية من خلال تصريحاته التي يعتبر فيها بعض الانتماء إلى بعض الطوائف في تركيا أمرا “قبيحا”.

من جهته وصف نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية التركي اوكتاي ورال أردوغان بأنه “زعيم الفتنة” موضحا أن أردوغان يسعى لخلق العداوة بين أبناء الشعب التركي والشرائح الاجتماعية المختلفة ويحرض على الكراهية والحقد ما يؤدي إلى خلق الاضطرابات والتوتر لدى أبناء الشعب التركي.

بدوره دحض النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي التركي حسيب قبلان كلام أردوغان إزاء الأرمن واصفا الكلام بأنه “قبيح واستقطابي”.

وقال قبلان : “لا يمكن أن أسامح أردوغان على كلامه حول المواطنين الأرمن” معبرا عن الرفض التام لاستخدام رجل سياسي خطاب الكراهية الذي من شأنه “أن يخلق الاقتتال بين الشعب ويستقطبه” مطالبا أردوغان بالاعتذار من جميع المواطنين الأرمن على كلامه بحقهم.

من ناحيته وجه مرشح حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية صلاح الدين دميرتاش انتقادات شديدة إلى أردوغان على خلفية إهانته للمواطنين الأرمن.

وقال دميرتاش في كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري في مدينة أضنة إن “أردوغان ضرب الرقم القياسي في ممارسة التمييز الطائفي والعرقي فهو يعتقد أنه سيجتذب 50 بالمئة من المواطنين الأتراك بسهولة من خلال هذا الأسلوب وحبه للمنصب”.

ودحض دميرتاش كلام رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية بأنه رئيس وزراء 76 مليون مواطن تركي مشددا على أن أردوغان يقوم بخلق العداوة بين الشرائح الاجتماعية المختلفة في تركيا ويجعلها تخشى بعضها البعض.

وكانت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا حظرت أمس بث اعلان يروج لأردوغان كأحد المرشحين فى الانتخابات الرئاسية القادمة لأنه يستغل المشاعر الدينية للمواطنين الأتراك في وقت أكد فيه كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهورى أن أردوغان مستعد للتضحية بجميع القيم ولاسيما الدينية والعقائدية وحتى بأسرته من أجل السلطة.

يشار إلى أن أردوغان يخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في العاشر من آب الجارى رغم الفضائح المالية والسياسية والإجراءات القمعية التي ارتكبها خلال الفترات الماضية ضد الشعب التركي وأجهزة القضاء ومؤسسات الدولة ووسائل التواصل الاجتماعي.

انظر ايضاً

أردوغان يقر بخسارة حزبه في الانتخابات المحلية في تركيا

أنقرة-سانا أقر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بخسارة حزبه (حزب العدالة والتنمية)